قال خالد سعد أمين عام رابطة مصنعي السيارات، ومدير عام شركة بريليانس، إن اشتعال المنافسة بين السيارات الأوروبية والتركية ستدفع الوكلاء المحليين لمطالبة الشركات الأم بتخفيض أسعار السيارات .
وأشار إلى أن الشركات الصينية لم تعلن عن أي تخفيضات سعرية الفترة الحالية ترقبًا لاستقرار أوضاع السوق.
كانت المبيعات الإجمالية لسيارات الركوب ذات المنشأ الصينى شهدت ارتفاعًا بنسبة 79%، لتصل إلى 11.8 ألف سيارة خلال خلال الـ10 أشهر الأولى من العام 2019، طبقًا للإحصائيات الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات “أميك”، مقارنة بـ6 آلاف و61 مركبات خلال الفترة نفسها من العام 2018.
أضاف أن التخفيضات المُعلنة من قبل الشركات الأخرى لم تكن فقط نتيجة الإعفاءات التركية وعامل المنافسة وإنما كان بسبب انخفاض أسعار صرف الدولار، لافتًا إلى أن بريليانس تعتزم خفض أسعار سياراتها عقب استقرار السوق والدراسة الجيدة لأوضاعه.
وأبرمت مصر اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا في ديسمبر من العام 2005، ودخلت حيز النفاذ في يناير 2007، ويلتزم الطرفان منذ ذلك الحين بتخفيض الرسوم الجمركية جزئيًا وبشكل سنوي وصولًا للإعفاء الكلي في 2020.
وتصدِّر تركيا إلى السوق المصري سيارات تنتمي لعلامات تجارية يابانية في مقدمتها تويوتا كورولا وهوندا سيفك، وسيارات إيطالية مثل فيات تيبو، وأخرى فرنسية مثل رينو ميجان.
وأوضح سعد أن التعاون المصري الصيني في مجال النقل العام يدعم الثقة في قدرة الشركات الصينية وتفوقها في مجال المركبات الكهربائية وتكنولوجيا صناعة السيارات بالإضافة إلى أسعارها التنافسية ، وهو ما ينعكس على سمعة العلامات التجارية الصينية الموجودة بالسوق المحلي .
“سعد”: “بريليانس” تعتزم خفض أسعارها عقب استقرار السوق
وقال مصدر مسئول في إحدى الشركات الصينية إن المنافسة باتت صعبة لاسيما بعد الإعفاءات الجمركية التي تتمتع بها كل من السيارات الأوروبية والتركية المنشأ .
أضاف أن هناك عدة عوامل تؤثر على قوة قرار الشراء بالنسبة للمستهلك المصري بخلاف سعر السيارة منها السمعة الجيدة التي يتمتع بها وكيل العلامة التجارية ومدى انتشار مراكز الخدمة في أنحاء الجمهورية التي من شأنها دعم قرار الشراء بشكل كبير .
وتابع أن وجهة اهتمام العميل أصبحت نحو التركيز على تكاليف تشغيل السيارة مثل عمل الصيانات الدورية ومدى توافر قطع الغيار وعمرها الافتراضي وانتشار مراكز الخدمة بعدما كان الاهتمام الأكبر على السعر فقط .
وقال المسئول إن هذا العامل يؤثر بشكل كبير على مبيعات السيارات ، مؤكدًا أن تلك العوامل بمثابة السلاح الأمثل للسيارات الصينية لتتسلح به أمام منافسيها .
وأضاف أن السيارات الصينية لم تفقد ميزتها التي اكتسبتها في السوق المصري وهي السعر، مشيرا إلى أنه بالرغم من التقارب السعري بين السيارات الصينية وغير الصينية نتيجة الإعفاءات الجمركية وتراجع أسعار الصرف إلا أنها لا تزال محتفظة بحصتها السوقية ومكانتها من خلال احتواء السيارة الصينية على كماليات أكثر ورفاهية من مثيلتها من أي سيارة أخرى في نفس فئتها السعرية، بالإضافة إلى جودتها التي باتت تضاهي جودة السيارات الأوروبية.
ونفى إعلان الشركات الصينية عن أي تخفيضات الفترة المقبلة نظرًا لانها أطلقت عروض سعرية الفترة الماضية علاوة على أن سعرها الحالي ملائم لامكانياتها .
أشاد بتوجه الحكومة للتعاون مع الجانب الصيني في مجال النقل الجماعي وتطوير منظومة النقل العام .
ويرى المسئول أن هذا التعاون من شأنه أن يدعم العلامات الصينية الموجودة بالسوق المحلي لا سيما أن التعاون المصري الصيني في مجال النقل العام يؤكد قدرة الصانع الصيني على تخطي عقبات الاستهلاك اليومي بالنسبة لمركبات النقل العام وجودة منتجاته بالإضافة إلى وصوله لمستوى عال من التكنولوجيا .
وبدوره ، قال محمد هندي مدير تسويق “جيوشي موتورز” وكلاء العلامة الصينية “فاو”، إن الاهتمام بإرضاء العميل يحقق الاستمرار والمنافسة لأي علامة تجارية ، ويتم ذلك من خلال التركيز والاهتمام على قطاع خدمات ما بعد البيع وانتشار مراكز الخدمة وتوافر قطع الغيار بأسعار تنافسية، ومن ثم فإن “خدمات ما بعد البيع” هي البوابة التي يمكن أن تطرقها السيارات الصينية للمحافظة على تواجدها داخل السوق المحلي .
وأشار إلى أن الكماليات المتوافرة بالسيارات الصينية تمكنها من تحقيق مبيعات مُرضية ، وأنه بالرغم من انضمام العديد من العلامات التجارية للفئة السعرية التي كانت تتربع على عرشها السيارات الصينية ، فإن الإمكانيات الموجودة بها أعلى من إمكانيات أي سيارة اخرى تقع بنفس الفئة السعرية وهو ما يحقق لها المنافسة والاستمرارية .
ويرى هندي أن التخفيضات الحالية المُطبقة على بعض أنواع السيارات من شأنها أن تزيد من حدة وصعوبة المنافسة بالنسبة للسيارات الصينية ، ولكنها في نهاية الأمر في صالح المستهلك .
كتبت- يارا الجنايني
