تتعاون وزارة التربية والتعليم، مع القطاع الصناعى لتدريب طلبة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، فى ظل عدم نجاح منظومة التعليم الفنى فى مصر.
وتستهدف مدارس التكنولوجيا التطبيقية، ربط المنظومة التعليمية مع الصناعة فى جانب التدريب العملى والتوظيف، من خلال شراكات ثلاثية بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وشراكات من القطاع الخاص، وهيئات اعتماد دولية، بغرض تهيئة طلاب التعليم الفنى لمواكبة احتياجات سوق العمل المحلى والقومى والإقليمى والدولى.
وتتطلب الدراسة فى هذه المدارس، حصول الطالب على درجات مرتفعة فى الشهادة الإعدادية، بالإضافة إلى اجتياز اختبار القبول بالمدرسة، دون الحاجة إلى مصروفات إضافية، فيدفع الطالب مقابل رسوم الخدمات والأنشطة التى تقرر على مدارس التعليم الفنى العادية.
قال عاطف عبدالمنعم، رئيس مجلس إدارة شركة إيجيترافو للصناعات الكهربائية، إن الشركة تتعاون مع وزارة التربية، لتدريب طلبة مدارس التكنولوجيا التطبيقية منذ العام الدراسى الماضى.
أضاف أن التوجه نحو تدريب الطلبة فى المصانع، يعود إلى أن الشركات لديها نقص شديد فى العمالة، فى ظل عدم نجاح منظومة التعليم الفنى فى مصر.
وأوضح أن نظام المدرسة هو الدراسة النظرية فى المدارس لمدة شهر، والعملية فى المصانع لنفس المدة، فى حين لجأت الشركة إلى تدريب الطلبة فى مدارس أخرى، نظراً لزيادة أعدادهم.
وتابع عبدالمنعم: “عدد الطلبة خلال العام الدراسى الأول كان 50 طالباً، ارتفع إلى 150 طالباً العام الحالى، ويدخل الطلبة المتميزون منهم كليات التكنولوجيا التطبيقية الجديدة”.
وأشار إلى أن الطلبة ملتزمون بالتدريب طوال فترة الدراسة، فلا حين تعد فترة التدريب الصيفلا اختيارية في المصانع التلا تقوم خلالها برفع مكافآت الطلبة لتشجيعهم.
وقال بسيم يوسف، رئيس مجلس إدارة شركة النصر لصناعة المحولات “الماكو”، إن الشركة تدرب طلبة مدارس التكنولوجيا التطبيقية على مهن الميكانيكا واللحام وأعمال الصاج وغيرها.
أضاف أن التدريب يجب ألا يقتصر على الطلبة فقط، ولكن على العاملين بالمصانع أيضًا، نظرًا للتطور التكنولوجى الذى يشهده القطاع الصناعى بشكل مستمر.
وأشار يوسف، إلى أن الأهم من تدريب طلبة التعليم الفنى، هو متابعة عملهم فى المصانع عقب الدراسة، إذ يتوقف ذلك على الطالب نفسه كى لا تضيع فترة التدريب هباء.
وأكد يوسف الذى يشغل رئاسة لجنة الطاقة الجديدة والمتجددة باتحاد الصناعات، ضرورة التوسع فى إنشاء أقسام جديدة فى المدارس الفنية للقطاعات الحديثة فى الصناعة، مثل الطاقة الشمسية وغيرها.
وقال فاضل مرزوق، نائب رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لشركة جيزة للغزل والنسيج، إن تجربة الشركة فى إنشاء مدرسة للتعليم الفنى أثبتت جدواها فى توفير عمالة مدربة ومؤهلة، بعد أن عانت سنوات من ندرة العمالة المدربة.
وأوضح أن عدد طلاب المدرسة يبلغ حالياً نحو 600 طالب وطالبة، بمعدل تخرج 200 عامل سنوياً، توفر الشركة لهم الوظائف، ويدرس طلبة هذه المدرسة، مناهج فنية يجرى تطبيقها عملياً فى مصانع الشركة، وتمنح المدرسة شهادة باجتياز مرحلة الدبلوم الفنى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفنى.
وتابع مرزوق: “أنشأنا المدرسة عام 2014 بتكلفة 4 ملايين جنيه، وتشمل تخصصات الغزل والنسيج، وتجهيز المنسوجات والملابس الجاهزة، ويحصل الطالب على حوافز تشجيعية ومكافأة شهرية، ودراسة مجانية، كما توفر وسائل الانتقال للطلاب”.
وقال المهندس إبراهيم العربى، نائب الرئيس التنفيذى لمجموعة العربى لصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية، إنهم أنشأوا مدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية بقويسنا خلال 2018 بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والوكالة اليابانية للتعاون الدولى “الجايكا”؛ لربط التعليم الفنى باحتياجات سوق العمل، وتوفير عمالة مدربة على أسس علمية، وهذه المبادرة أخذتها الشركة على عاتقها، لمواجهة تحدى ندرة العمالة المدربة بالسوق.
أشار العربى، إلى أن الشركة تدرس إضافة تخصص جديد بالمدرسة وهو اللوجستيات خلال العام الدراسى المقبل؛ نظراً لأهمية هذا التخصص واحتياج سوق العمل له، لتضاف للأقسام الحالية وهى الميكانيكا، والكهرباء، والتبريد والتكييف.
وأوضح أن المدرسة تضم حالياً نحو 284 طالباً بالصفين الأول والثانى، ويضم الفصل الواحد 24 طالباً، فى حين يبلغ عدد الملتحقين بدفعة العام الأخير 144 طالباً، وتعمل المدرسة بالنظام اليابانى، عبر توفير الدراسة النظرية والمحاكاة فى المدرسة ثم التطبيق العملى فى مصانع الشركة.
«العربى»: “اللوجستيات” تخصص جديد يضاف لمناهج لمدرسة “العربى للتكنولوجيا” العام المقبل
وبلغت التكلفة الاستثمارية لإنشاء المدرسة 50 مليون جنيه، وهى توفر للطلاب الدراسة بالمجان، فضلاً عن توفير الزى والمواصلات وأدوات السلامة المهنة ووجبات، بالإضافة إلى مكافآت شهرية تبدأ من 200 جنيه للطالب فى الصف الأول وتصل إلى 400 جنيه بالصف الأخير، كما توفر فرصة عمل بعد التخرج.
قال العربى، إن المجموعة تستهدف التوسع فى إنشاء مدارس جديدة للتعليم الفنى من خلال إنشاء أكاديمية للتكنولوجيا التطبيقية بقويسنا فى المنوفية، فضلاً عن اعتزام المجموعة افتتاح مدرستين للتعليم الفنى ببنى سويف والقليوبية، فى إطار خطة الشركة حتى 2022.
وقالت مارى لويس، العضو المنتدب، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة البشارة للأزياء”BTM ” و”مارى لوى”، إن الشركة أنشأت مدرسة فنية منذ 12 عاماً، تشمل 3 أقسام هى صناعة الملابس الجاهزة، والنسيج، والصباغة.
أضافت أن المدرسة تستوعب 300 طالب، و100 خريج سنوياً، 80% منهم يلتحقون للعمل بمصانع المجموعة، والباقى يلتحقون بالجامعات، ويتوقف ذلك على تفضيلهم، لاستكمال التعليم الجامعي أو الالتحاق بالعمل فى المصانع التابعة للمجموعة.
أشارت لويس، إلى أن الالتحاق مجانى بالمدرسة، فضلاً عن تخصيص مكافآت شهرية، وتوفير وسائل مواصلات، كما يحصل الطالب على شهادتين واحدة معتمدة من وزارة التربية والتعليم، وأخرى وفقاً للجدول الألمانى الذى تقدمه مصانع الشركة لطلاب المدرسة.
وأكدت أن إنشاء المدرسة وفر لمصانع المجموعة، عمالة فنية مدربة على يد خبراء فى صناعة الملابس الجاهزة والنسيج والصباغة، كما أتاح للمجموعة التوسع فى خطوط الإنتاج ورفع قدرتها التنافسية فى التصدير.
وأوضحت لويس، أن المجموعة تصدر نحو 70% من إنتاجها، ومعظم الصادرات للسوق الأوروبية وأسواق الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وانجلترا، كما تدرس الشركة حالياً التوسع فى إضافة وتحديث خطوط إنتاجها.
وتابعت: “المدرسة تدعم الاستقلالية المادية للطلاب والاعتماد على الذات، من خلال توفير مكافآت شهرية بمجرد مرور 3 أشهر على الالتحاق بالمدرسة، وتوفر للخريج وظيفة، بما يعنى تخريج جيل جديد من الشباب مؤهل لسوق العمل”.
وافتتحت مؤسسة غبور للتنمية التابعة لشركة غبور أوتو، فى 2017، مركز التدريب المهنى للسيارات بإمبابة بعد عملية تطويره وتجديده بالتعاون مع وزارة الصناعة وبالاستعانة بمدرسة ساكسونى الدولية، بتكلفة 25 مليون جنيه.
وتبلغ مدة الدراسة بالمدرسة نحو 3 سنوات ويتعلم الطالب الذى يلتحق بها بعد حصوله على شهادة الإعدادية جميع مهارات التعليم الفنى الخاصة بصناعة السيارات.