هناك سؤال هام بالنسبة للاقتصاد العالمي في الوقت الراهن، وهذا السؤال يدور حول مدى سرعة تعافي اقتصاد الصين في الوقت الذي تكافح فيه تفشي فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 1900 شخص وأصاب عشرات الآلاف.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن الرقابة الحكومية وخوف الناس من الخروج أدى إلى تقويض الإنفاق على الأعمال التجارية، بداية من المحلات الصغيرة المحلية المخصصة لبيع المعكرونة ومحلات ستاربكس وحتى رجال التوصيل التابعين لشركة “علي بابا”.
وفي الوقت نفسه، لا تزال العديد من المصانع متوقفة عن العمل نظرا لنقص الموظفين، حيث يقع العمال الحاليين تحت الحصار في مسقط رأسهم أو أنهم يقضون أسبوعين في الحجر الصحي، ومن المحتمل أن يكون النشاط الاقتصادي في الصيني قد عاد بنسبة تتراوح بين 40% إلى 50% فقط في الأسبوع الماضي.
وقدمت “بلومبرج” بعض البيانات التي تتبع مدى التضرر والتوقف في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهي كالآتي:
حركة البشر
سجلت عدد رحلات الطائرات والقطارات والسيارات والقوارب في الفترة السابقة للعام القمري الجديد هذا العام رقما قريبا من العام الماضي، ولكن الانخفاض منذ اليوم الأول من العام الجديد في 25 يناير الماضي كان شديدا.
في المتوسط، تتحرك 20% تقريبا من الرحلات المعتادة بشكل يومي، مما يعني أن ملايين الأشخاص لم يعودوا للعمل، كما أن إنهاء عمل الحافلات ذات المسافات الطويلة بنسبة 50% فقط من سعتها للحد من مخاطر انتقال فيروس كورونا ستستغرق وقتا طويلا.
الطلب الصناعي
رغم أن بعض الشركات، خاصة الشركات الصناعية الكبيرة المملوكة للدولة وتلك التي تصنع المعدات الطبية، قد رفعت الإنتاج، إلا أن الطلب على الكهرباء لا يزال أقل بكثير مما ينبغي أن يكون في هذا الوقت من العام، كما أن اﻷرقام تشير إلى أن الكثير من القدرة الصناعية في البلاد لا تزال خامدة.
وأوضح مركز أبحاث الطاقة والهواء النقي، الذي استشهد ببيانات اﻷقماء الصناعية، أن انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في الأسبوع التالي لفترة العطلة كانت أقل بنسبة 36% مما كان عليه بعد عطلة العام القمري الجديد في عام 2019، مشيرا إلى أن التباطؤ بنسبة 25% إلى 50% عبر القطاعات الصناعية، مثل تكرير البترول وتوليد الطاقة من خلال الفحم وإنتاج الصلب، في هذا الانخفاض.
ووفقا لدراسة استقصائية شملت 109 شركة من شركات التصنيع الأمريكية تعمل داخل وحول مدينة شنغهاي الصينية، على الرغم من أن 70% تقريبا من الشركات كانت تعمل خلال الأسبوع الماضي وأكثر من 90% منهم يتوقعون العودة إلى العمل بحلول الأسبوع الحالي، إلا أن 78% منهم قالوا إنهم لا يملكون عدد كافي من الموظفين لتشغيل خط إنتاج كامل.
الاستهلاك
قالت مجموعة “علي بابا” القابضة، وهي أول شركة تكنولوجية صينية كبرى تعلن عن نتائجها منذ تفشي فيروس كورونا في يناير، إن هذا الفيروس يقوض الإنتاج وتسبب في تغيير أنماط الشراء، حيث تراجع المستهلكون عن الإنفاق التقديري، بما في ذلك السفر والمطاعم، ويمكن ملاحظة هذا الانخفاض بوضوح في انخفاض الإيرادات خلال العام القمري الجديد.
وحتى إذا كان الناس يرغبون في الإنفاق، قامت العديد من المتاجر بإغلاق أبوابها ويواجه تجار التجزئة العاملين من خلال شبكات الإنترنت وخارجها مشكلات لوجستية لإمداد العملاء باحتياجاتهم، وهو الوضع الذي قد يستمر حتى احتواء الفيروس والعودة إلى العمل والحصول على أموال، ومن ثم سيشعر الناس بالثقة في الإنفاق مرة أخرى.








