تسبب تفشي أحد أكثر الأوبئة خطورة منذ عقود في تراجع الطلب على الطاقة والإنتاج الصناعي في الصين، مما خفض حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 100 مليون طن متري، أو ما يعادل حجم انبعاثات تشيلي في غضون عام.
نظر تحليل حديث أجراه موقع “كاربون بريف” غير الربحي المعني بشؤون المناخ، إلى الانبعاثات الكربونية المسجلة لمدة أسبوعين، بدأت تلك الفترة بعد 10 أيام من عطلة العام القمري الجديد، وقارنها بالفترة نفسها للخمسة أعوام الماضية.
ووجد أن الانبعاثات الكربونية في الصين بلغت 400 مليون طن متري في نفس الفترة من العام الماضي، في حين اقتربت انبعاثات هذا العام من 300 مليون طن متري.
وفي الوقت نفسه، لم يتعاف استهلاك الفحم بعد من استراحة العطلة المعتادة، فقد كانت معدلات حرق الوقود اﻷحفوري القذر المسجلة قبل شهر من العام القمري الجديد تتماشى مع معدلات اﻷعوام السابقة، ولكن منذ ذلك الحين انخفضت هذه المعدلات إلى أدنى مستوى لها في أربعة أعوام.
رغم أن صور مراكز المدن الفارغة ووسائل النقل العام قد تبدو دليلا على انخفاض الانبعاثات بشكل كبير، إلا أن الحقيقة هي أن الصناعة تهيمن على استهلاك الطاقة في الصين، وبالتالي فإن أسباب انخفاض الانبعاثات ترجع في الغالب إلى انخفاض الإنتاج من معامل تكرير البترول وانخفاض استخدام الفحم في توليد الطاقة وصناعة الصلب، حيث تكافح الحكومة الصينية للسيطرة على تفشي الفيروس المميت، الذي أودى بحياة أكثر من ألفى شخص وأصاب أكثر من 70 ألفا.
وإذا استمر الانخفاض على المدى القصير، فإن الانبعاثات الكربونية السنوية للبلاد سوف تنخفض بنسبة 1% فقط، ولكن ليس هناك ما يضمن استمرار هذا الانخفاض.
وأظهرت الأبحاث الصادرة عن منظمة “بلومبرج إن إي إف”، أنه على الرغم من انخفاض إنتاجية الصين بشكل كبير، إلا أن انبعاثات البلاد قد تستمر في الزيادة بسبب حزمة التحفيز التي أعدتها الحكومة والتي تركز على البنية التحتية والتي تتطلب من الدولة مواصلة حرق الفحم وزيادة استخدامها من الأسمنت والصلب.








