تحملت إيطاليا الانخفاض الشهرى السابع عشر على التوالى فى نشاط الصناعات التحويلية الشهر الماضى، مما زاد من الدلائل على أن اندلاع فيروس “كورونا” قد يغرق ثالث أكبر اقتصاد فى منطقة اليورو فى ركود جديد.
ومع وجود حوالى 1700 حالة مؤكدة و34 قتيلاً، تعد إيطاليا موطناً لواحدة من أكبر حالات تفشى فيروس كورونا خارج آسيا الأمر الذى دفع الحكومة للإعلان عن خطط لضخ 3.6 مليار يورو فى الاقتصاد الذى تقلص بنسبة 0.3% فى الربع الأخير من العام الماضى، ومن المتوقع أن يضيف اضطراب الفيروس الذى أغلق العديد من المدارس الأحداث الرياضية إلى مشاكل الشركات المصنعة الإيطالية.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن مؤشر مديرى المشتريات في شركة “آى إتش إس ماركيت” للتصنيع الإيطالي انخفض بنسبة 0.2 نقطة ليصل إلى 48.7 فى فبراير.
وقالت كاثرينا كوينز، خبيرة اقتصاد منطقة اليورو فى شركة “أوكسفورد ايكونوميكس”، إن مسح مؤشر مديرى المشتريات يخبرنا قليلاً عن التوقعات الاقتصادية على المدى القريب.
وأضافت: “علاوة على الاضطرابات المحتملة لسلاسل الإمداد الناجمة عن تفشى المرض فى الخارج، قد يعانى الطلب المحلى فى منطقة اليورو من ضربة قوية على المدى القصير إذا أدى انتشار الفيروس إلى اتخاذ تدابير واسعة النطاق لاحتواء المصانع وإغلاقها”.
وفى الوقت الذى يهدد فيه انتشار فيروس كورونا العديد من الدول الأوروبية بتعطيل سلاسل الإمداد الصناعية والسفر والسياحة، فقد خفض الاقتصاديون توقعاتهم لنمو منطقة اليورو العام الحالى، ومن المقرر أن يجتمع البنك المركزي الأوروبي، لمناقشة السياسة النقدية الأسبوع المقبل، لكن رئيسته كريستين لاجارد، أخبرت “فاينانشال تايمز” الأسبوع الماضي أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا الفيروس سيتسبب فى “صدمة طويلة الأمد” من شأنها أن تضرب التضخم.