انهارت أسعار النفط أكثر من 22% من قيمتها خلال تعاملات أمس، في أكبر خسائرها اليومية منذ حرب الخليج عام 1991، بعد أن أشارت السعودية إلى أنها سترفع الإنتاج ﻷكثر من 10 ملايين برميل يومياً مقارنة بنحو 9.7 مليون برميل في الشهور الماضية، لزيادة الحصة السوقية فيما يتسبب تفشي فيروس كورونا بالفعل في فائض بالإمدادات في السوق.
وقال المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق لـ”البورصة”، إن السعودية ستزيد من تخمة المعروض من الخام بالأسواق العالمية، مما يتسبب في انهيار أكبر لسعر برميل النفط عن السعر الحالي عند نحو 34.9 دولار للبرميل.
وأضاف أن الحرب التجارية التي تدور حالياً بين أمريكا والسعودية وإيران والصين وروسيا، هي السبب وراء قرار السعودية بزيادة إنتاجها من الخام وعدم الالتزام باتفاق تخفيض الإنتاج المبرم من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.
وأشار كمال إلى أن السعودية ستكون من أكثر المتضرين من هبوط أسعار النفط عالمياً، لأنه من أكبر موارد الدولة المالية، وفي الوقت ذاته فإنها تعد صاحبة أقل تكلفة إنتاج لبرميل النفط عالمياً.
وأوضح أن أسعار النفط لا يمكن توقعها في الوقت الراهن في ظل التقلبات الحالية والحرب التجارية وظهور فيروس كورونا، وبحلول شهر أبريل المقبل ستظهر الأرقام الفعلية لمعدلات استهلاك الأسواق والكميات المعروضة مما يثبت أسعار النفط نسبياً.
وقال إن الدول المنتجة للنفط الصخري مثل العراق وروسيا وأمريكا، ستضرر بشكل كبير وستتجه لوقف إنتاجها مؤقتاً من النفط الصخري لارتفاع تكلفة إنتاجه.
وذكر أن مصر لديها اتفاقية للتحوط من تقلبات أسعار النفط صعوداً وهبوطاً، ولم تتأثر من تلك التقلبات بالسلب أو الإيجاب حالياً.
وقال مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أنه في حال استمرار تراجع اسعار النفط ﻷقل من 40 دولاراً للبرميل، ستقوم مصر بتخفيض قيمة التحوط من تقلبات الاسعار الغالمية مما يساهم في توفير مبالغ كبيرة للموازنة العامة للدولة .
وأضاف ان فيروس كورونا ساهم بقوة في زيادة الوضع سوءا لأن النشاط الصناعي والتجاري بالأسواق العالمية في حال تباطؤ مستمر مما خفض معدلات الاستهلاك من البترول، مع إعلان السعودية زيادة إنتاجها من الخام رغم تخمة المعروض بالأسواق سيؤدي لزيادة انهيار سعر برميل النفط.
وأشار يوسف إلى أن اتفاق أوبك لتخفيض إنتاج النفط تفكك بين الأعضاء في المنظمة وحلفائها، ومن المتوقع أن ترفع دول أخرى إنتاجها خلال الفترة الجارية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط يتجه للانكماش في عام 2020 للمرة الأولى منذ عام 2009، وخفضت توقعاتها السنوية بمقدار نحو مليون برميل يوميا، بما يشير إلى انكماش قدره 90 ألف برميل يوميا.
وقلصت بنوك كبرى توقعاتها لنمو الطلب. وتوقع بنك مورجان ستانلي أن يسجل نمو الطلب في الصين صفرا في 2020، كما توقع جولدمان ساكس انكماشا قدره 150 ألف برميل يوميا في الطلب العالمي.
وخفض جولدمان ساكس أيضا توقعاته لخام برنت إلى 30 دولارًا في الربعين الثاني والثالث من عام 2020.