يناقش المسئولون فى الولايات المتحدة وكندا إمكانية فرض رسوم جمركية على واردات البترول السعودية والروسية، إذا لم يتوصل العضوان فى مجموعة الدول المصدرة للبترول وحلفائها- تحالف “أوبك بلس”- بشكل سريع إلى اتفاق لإنهاء حرب الأسعار.
وقال جيسون كينى، رئيس وزراء مقاطعة ألبرتا الكندية، في مقابلة مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، إنه أجرى مناقشات مع واشنطن بشأن التعريفات.
دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منتجى البترول المتنافسين إلى خفض الإنتاج بما يصل إلى 15 مليون برميل يومياً، ولكنه قال، يوم الجمعة، إن التعريفات تعتبر واحدة من الأدوات التى يمكن اللجوء لها إذا لم تخفض السعودية وروسيا الإمدادات سريعاً، مما يهدد بتعميق الانقسام مع حليف واشنطن الرئيسى فى الشرق الأوسط.
وقال كينى، إن التعريفات الجمركية المستقبلية على البترول القادم إلى أمريكا الشمالية لاتزال قيد المناقشة مع واشنطن، حتى عندما أشار إلى أن ألبرتا ستكون متاحة للمشاركة مع أوبك فى تخفيضات إمدادات البترول، مشيراً إلى أن “أوبك بلس” أشعلت حريقاً، وبالتالي عليها إخماده.
تتمتع المقاطعات الكندية بالاستقلالية فيما يتعلق بسياسة إنتاج البترول، ولكن التعريفات المشتركة مع الولايات المتحدة تتطلب موافقة فيدرالية من العاصمة الكندية “أوتاوا”.
وأكد المسئولون الأمريكيون، أن وزارة الطاقة تدرس ما إذا كانت التعريفات ستكون طريقة مجدية لإجبار السعودية وروسيا على إنهاء حرب الأسعار، على الرغم من أن المناقشات لاتزال أولية ومطروحة ضمن عدة خيارات أخرى.
وحذر ترامب من انه مستعد لفرض الرسوم الجمركية إذا فشل الجانبان فى حل خلافهما، وقال: “إذا كان يتعين علي فرض رسوم جمركية على البترول القادم من الخارج أو إذا كان علي القيام بشيء ما لحماية أنفسنا.. عشرات الآلاف من عمال الطاقة وشركاتنا العظيمة التي تنتج كل هذه الوظائف.. سأفعل كل ما يتعين فعله”.
وقالت شركة “كليرفيو إنرجي بارتنرز” الاستشارية في واشنطن: “يبدو أن الولايات المتحدة ستظهر على الأرجح إلى اجتماع أوبك بلس الافتراضي المقبل مع تهديدات موثوقة بالانتقام بدلاً من الالتزام بخفض الإنتاج”.
دفع ترامب كلاً من السعودية وروسيا للتوصل إلى اتفاق لخفض نحو 15% من إمدادات البترول العالمية، ولكن البلدين لايزالان على خلاف، حيث تم تأجيل اجتماع “أوبك بلس” الذى كان من المقرر انعقاده يوم الإثنين الماضى عبر شبكات الإنترنت إلى وقت لاحق من الأسبوع.
قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، يوم الجمعة، إن خفض إنتاج البترول العالمى بمقدار 10 ملايين برميل يومياً يعتبر أمراً ممكناً، ولكن فقط إذا انضم جميع المنتجين الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لهذه الخطوة، ولكنه هدد إمكانية التوصل إلى اتفاق عندما اتهم السعودية بإطلاق حرب أسعار لإيذاء منتجى البترول الصخرى الأمريكى، فى محاولة واضحة للإيقاع بين الرياض وواشنطن.
وقال مسئول فى أوبك، إن العلاقات السعودية الروسية تشكل الآن تحدياً، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن احتمالية إبرام صفقة بين الأطراف المتنازعة أدى إلى ارتفاع أسعار البترول بنحو 40% يومى الخميس والجمعة الماضيين، حيث انتعشت من أدنى مستوى لها في 18 عاماً الذي انخفض عن 25 دولاراً للبرميل إلى ما فوق 30 دولاراً للبرميل، ولكن الأسعار ظلت منخفضة بأكثر من النصف منذ بداية العام.
وأوضحت أن انخفاض الأسعار يهدد مستقبل منتجى البترول الأمريكيين والكنديين الذين يحتاجون بشكل عام إلى أسعار أعلى لتحقيق الربح.








