عندما تفشى فيروس كورونا فى الصين نهاية العام الماضى، شعرت صناعة الطاقة الشمسية الأمريكية، على الفور، بالقلق تجاه عمليات التصنيع، خصوصاً أن آسيا هى المصدر الرئيسى لألواح الطاقة الشمسية والمعدات الأخرى، وبالتالى يمكن أن تشكل اضطرابات سلاسل الإمداد عائقاً رئيسياً أمام الصناعة.
ولكن بمرور الوقت اتضح أن المأزق الأكبر الذى يواجه الصناعة هذا العام مختلف تماماً، فهو يتمثل فى تضاؤل الطلب.
فكثير من مالكى المنازل ليسوا فى حالة مزاجية تسمح لهم بتركيب ألواح الطاقة الشمسية أو تثبيتها على الأسطح، حتى بعض الذين وافقوا بالفعل على شرائها أو استئجارها.
وفى هذا الصدد، يبدو أن “كوفيد-19” يعيق أعمال تركيب معدات الطاقة الشمسية فى المنشآت السكنية فى ظل اقتراب القطاع من فصل الصيف، الذى يعرف بأنه موسم الذروة، وفقاً لما أوضحته وكالة أنباء “بلومبرج”.
ويتوقع المحللون الآن، تدهور أعمال تركيب الألواح فى المناطق السكنية هذا العام، مما يشكل انتكاسة كبيرة لقطاع يساهم بشكل أساسى فى مكافحة التغييرات المناخية، والذى كان على وشك الانتقال التدريجى إلى الأحياء الرئيسية.
من جانبها، قالت تارا نارايانان، محللة الطاقة الشمسية فى وحدة “بلومبرج” للطاقة المتجددة، إن قلق الجميع كان يدور حول التصنيع الصينى عندما ظهر الفيروس للمرة الأولى، ولكن السؤال الآن يدور حول ما إذا كان الطلب العالمى سينهار.
وتتوقع مؤسسة “مورجان ستانلى” للخدمات المالية والاستثمارية تسجيل انخفاض سنوى فى أحجام أعمال تركيب الطاقة الشمسية فى المنشآت السكنية الأمريكية بنسبة 48% في الربع الثانى، و28% فى الربع الثالث، و17% فى الربع الرابع، موضحة أن العملاء أشاروا إلى اعتزامهم تأجيل أو إلغاء أعمال تجديد المنازل.
أما مؤسسة “وود ماكينزى” للأبحاث، التى توقعت نمواً فى تركيبات المنازل بنسبة 10% على الصعيد الوطنى هذا العام، فتعتقد الآن إمكانية انخفاض سوق الطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى 34%، مقارنة بعام 2019.
واستناداً إلى طلبات الحصول على قروض وعقود إيجار وأمور أخرى، قالت شركة “صن باور” لصناعة الطاقة الشمسية، نهاية مارس الماضى، إن الطلب على تركيبات المساكن فى الربع الثانى قد ينخفض بشكل محتمل بين 10% و30%. وتوقعت أن تشهد كاليفورنيا ونيويورك أكبر التراجعات.
وفى الوقت نفسه، قال المحلل فى “جى.إل.جيه” للأبحاث، جوردون جونسون، إن الناس لن يقوموا بالتوقيع على عقد إيجار لمدة 20 عاماً ولن يدفعوا 20 ألف دولار لنظام على السطح إذا لم يحددوا قدرتهم على دفع قروضهم العقارية خلال شهرين أو 3 أشهر، مشيراً إلى أن الصناعة بانتظار ركود طويل الأمد.
وتشعر بعض الشركات والمحللين، بالتفاؤل تجاه إمكانية انتعاش الطلب بعد المرور بربع سنوى ثانى ضعيف، وذلك إذا تمكنت الحكومات من احتواء الوباء فى الأشهر القليلة المقبلة، ولكن من المحتمل أن يكون التباطؤ الأسوأ لم يأت بعد.








