38% من شركات مؤشر راسل 2000 تتكبد خسائر في حين ترتفع أسهمها 79%
حتى تتمكن من مراقبة التأثير الحقيقي لسخاء البنك الاحتياطي الفيدرالي في سوق الأسهم بشكل أفضل، ربما تحتاج للتركيز على الأمور الهامشية، أي الأماكن التي تحتلها الشركات ذات الفرص الضئيلة للنجاة، تلك الشركات صغيرة الحجم التي لا تجني أي أموال.
ومنذ أن انخفضت الأسهم إلى المستويات التي وصلت إليها عندما بذل رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أقصى جهده لدعم الأسواق، لم تنتعش أسهم تلك الشركات فحسب، بل إنها ارتفعت مرتين أسرع من تلك التي تحقق أرباح.
ليس ثمة أمر أكثر وضوحا من ظهور الأسواق الملتوية في عام 2020 عندما لا تتداعى أوضاع الشركات المتعثرة فقط، بل إنها تزدهر أيضا.
فهي نتيجة سيتعين على واضعي السياسات التعايش معها أثناء سعيهم المستمر لإنقاذ الاقتصاد، كما أن المستثمرين يشعرون بالسعادة عند التظاهر بالاتفاق على أمر ما، مما يضاعف الأسهم الأكثر خطورة.
قال رئيس “جايدستون كابيتال ماندجمينت”، ديفيد سبيكا : “لن يسمح لي الاحتياطي الفيدرالي بخسارة المال .. فعندما تدفع أسعار الفائدة إلى الصفر وتغمر السوق بالسيولة، فإنك تجريء المستثمرين على شراء الأصول الأكثر خطورة التي يمكن الحصول عليها، وهم يتقبلون هذا الأمر”.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن الاحتياطي الفيدرالي قام أولا بخفض سعر الفائدة بشكل طارئ، ثم حدد عمليات شراء سندات ضخمة وعدد كبير من الإجراءات الطارئة لدعم أسواق الائتمان، ونسق الإجراءات مع البنوك المركزية الأجنبية لتسهيل المعروض الدولاري في جميع أنحاء العالم وأنشأ برامج للإقراض مباشرة للشركات الأمريكية، وكل تلك الأمور كانت في شهر مارس فقط.
وفي وقت لاحق، اشترى الفيدرالي، صناديق الاستثمار المتداولة للمرة الأولى، في حين تضخمت موازنته إلى نحو 7 تريليونات دولار.
ومع ارتفاع الرغبة في المخاطرة وسط تلك الإجراءات، توافد المستثمرون على الشركات غير المربحة، فقد كانت 38% من الشركات المدرجة في مؤشر راسيل 2000 تتكبد خسائر مالية منذ نهاية العام الماضي، لكن أسهمها ارتفعت بنحو 79% في المتوسط منذ تراجع الأسواق في مارس، وهو ما يقارن مع 47% لأولئك المربحين.
من المؤكد أن الأداء الجيد يعتبر جزءا لا يتجزأ من الانتعاش الواسع النطاق للتجارة، إذ تعود الأسهم التي هُزمت بشكل كبير خلال فترة تفشي وباء “كوفيد-19” إلى بعض من أكبر الفائزين.
وبداية من شركات الطيران إلى الطاقة والرحلات البحرية، تبذل الشركات، التي يتوقع تكبدها الخسائر، قصارى جهدها للانتعاش، بعد أن سهلت تحركات “الفيدرالي” إمكانية الوصول إلى الائتمان ورفعت المعنويات.
وردا على السؤال الذي طرح الشهر الماضي والذي يدور حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي يساعد على تضخم الأسواق، قال باول، في مؤتمر صحفي، إن “الفيدرالي” يركز على الاقتصاد وسوق العمل والتضخم، بدلا من حركة أسعار الأصول.
وفي الوقت الذي قال فيه جيمس بولارد، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إنه يراقب الأسواق، إلا أنه لا يرى أي شيء مماثل لحادث الفقاعة السابقة.
وبالتالي سواء كان هناك فقاعة أم لا، إلا أن مشاهدة صفوف الشركات غير المربحة وهي تنمو ، في حين تستمر أسهمها في الارتفاع، يعتبر مشهدا مزعجا.
ويخشى المستثمرون القلقون من أن تؤدي الفقاعة إلى حدوث ألم مستقبلي، إذا توقف التحفيز النقدي أو فشل الاقتصاد في التعافي بالسرعة المتوقعة.
وبالفعل، ثمة علامات تدل على أن الانتعاش على شكل حرف” V ” ربما لا يحدث، وهذا ما حذر منه الرئيس التنفيذي لشركة “جي بي مورجان تشيس”، جيمي ديمون، والذي يعتقد بدوره أن الأسوأ لا يزال في الانتظار.
وقالت سبيكا، من شركة “جايدستون”: “في مرحلة ما، ستعلن الشركات غير المستقرة إفلاسها، وسنضطر لتحمل العواقب”.







