أوحى لى أحد كبار المسئولين فى الدولة بفكرة هذا المقال عندما توجهت بالسؤال عن أحوال القطاع الذى يرأسه ففاجأنى بقوله «يا محمد إحنا مشغولين بـ100 مليون بطن لازم نقضى حاجتهم وطلباتهم».
وهنا بدأ الأمر يشغل ذهنى بعدة أمور، وتطورت الأمور لعلامات استفهام منها: هل حقاً تنشغل مؤسسات الدولة باحتياجات المواطن؟، وهل فعلاً الحكومة قادرة على إشباع رغبات وبطون 100 مليون مواطن؟، وكيف لها أن تحقق ذلك والأهم من كل ذلك هل المواطن يشعر بتلك الرغبة من جانب الحكومة بإشباع رغباته واحتياجاته؟
كل هذه الأسئلة أخذتنى لسرد ما حققته الحكومة على الأرض لتحقيق ذلك بداية من مبادرة «حياة كريمة»، مروراً بتنقية جداول المستحقين للدعم للوصول به لمستحقيه الحقيقيين، ثم مبادرات البنك المركزى المصرى المتعددة الأغراض والأهداف، بداية من مبادرة تأجيل أقساط القروض ستة أشهر دون أعباء مالية ثم تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ثم المصانع المتعثرة ثم قطاع السياحة ثم القطاع الزراعى.. الخ.
ويأتى القطاع الصحى المصرى ونجاحه بشهادة منظمة الصحة العالمية فى إدارة ومواجهة فيروس كورونا العالمى والخروج بأقل خسائر بشرية فى العالم حتى الآن وفرض الإجراءات الاحترازية على الجميع.
ثم يأتى القطاع التعليمى المصرى بنجاح منقطع النظير فى عبور أكبر أزمة و»بعبع» للأسر المصرية وهى الثانوية العامة؛ حيث نجحت وزارة التعليم فى إتمام جميع الامتحانات سواء النقل أو الشهادات العامة بنجاح، بل ونجحت فى نقلة نوعية كبيرة، وقطعت خطوات كان مقرراً لها عدة سنوات مقبلة للتحول إلى التعليم الإلكترونى المعروف بالتعليم عن بُعد، وكذلك التعليم العالى بقيادة د. خالد عبدالغفار، الذى أدار المنظومة بكفاءة عالية باستكمال العام الدراسى الجامعى فى الوقت الذى فشلت فيه العديد من الدول فى استكماله.
وبالنظر إلى القطاع الرياضى، فهو لا يقل أهمية عن سابقيه من قطاعات الدولة والذى بادرت الدولة من خلاله بعودة جميع الأنشطة الرياضية والبطولات المختلفة مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية، وها نحن اقتربنا من انتهاء الموسم الرياضى على خير وسلام.
ثم يأتى الحصان الأسود للحكومة المصرية قطاعا الإسكان والنقل؛ حيث شهدا، وما زال يشهد قطاع الإسكان حركة لم تتوقف لحظة، وواجهت كورونا بكل صرامة ونجاح، واستكملت خطة الدولة فى بناء المدن الجديدة، بالإضافة إلى مشاريع الإسكان الاجتماعى المختلفة والمتعددة التى تتناسب مع كل فئات المجتمع بداية من محدودى الدخل مروراً بمتوسطى الدخل وفوق المتوسط والقضاء على العشوائيات ونقل أهالينا لحياة كريمة تليق بالمواطن المصرى.
أما قطاع النقل فحدث واسرد بلا حرج من تطوير منظومة النقل الجماعى بجميع فئاته، مروراً بتطوير قطاع السكة الحديد وإدخال العديد من العربات الجديدة والإحلال والتجديد الذى يشهده هذا القطاع برئاسة الدينامو الفريق مهندس كامل الوزير، شعلة نشاط الحكومة المصرية الذى لا يهدأ ولا يغمض له جفن للإسراع بإنجاز هذا الملف الذى اقترب بالفعل على إنجازه، ناهيك عن البنية التحتية للطرق والكبارى التى لم تشهدها مصر نهائياً فى تاريخها من كم المشروعات المنفذة على الأرض والتى أحدثت طفرة حقيقية فى منع الازدحام بالطرق، بالإضافة إلى القطار الكهربائى فى جميع أرجاء الجمهورية.
ثم تأتى القطاعات الخدمية مثل التموين والكهرباء والبترول، فلم يشعر المواطن يوماً باختفاء سلعة من السوق أو ارتفاع أسعار سلع اعتدنا على ارتفاعها فى بعض المواسم نتيجة نجاح منظومة التموين فى ضبط الأسعار ودخول مؤسستى الجيش والشرطة بمجمعات استهلاكية لضبط الأسعار، وعدم احتكار السلع واستغلال المواطن وكذلك نجح قطاع الكهرباء والبترول فى توفير السلع الإستراتيجية مثل البنزين والغاز بوفرة ولم نشهد أزمات كنا نشهدها بصفة دورية من قبل، واختفت الطوابير سواء طوابير العيش أو البنزين أو أنبوبة البوتاجاز أو انقطاع التيار الكهربائى سواء بالمحافظات أو القرى أو أهالينا بالصعيد.
وأخيراً يأتى التحدى الأعظم للحكومة بأكملها وهو عودة الدولة المصرية وفرض سيطرتها ومحاسبة كل مقصر ومن أجرم فى حق الدولة سواء بالتعدى واغتصاب أرضها عنوة وفى غفلة من الدولة أثناء فترة الثورتين، والفترة التى أعقبتهما والتى شهدت كم تعديات لم تشهدها مصر فى التاريخ؛ استغلالاً لحالة الفوضى التى كانت تسود البلاد وقتذاك. والآن جاء وقت المحاسبة وحساب المقصرين بإقرار قانون البناء والتصالح للمبانى المخالفة وتقنين أوضاعها، وبدأت الدولة فى فرض جميع الإجراءات الميسرة على المواطن والتسهيلات لتقنين وضعه ومسايرة العالم كله فى تطبيق الرقم الكودى لكل وحدة سكنية فى مصر تسهل التعامل معها مستقبلاً فى توصيل الخدمات لها أو بيعها أو شراءها.
ثم قطاع الاتصالات وما يشهده من طفرة حقيقية فى البنية التحتية المعلوماتية والتحول الرقمى والشمول المالى فأصبح رمانة ميزان لجميع قطاعات الدولة ولا يوجد قطاع يعمل دون مساعدته ودعمه فى الدولة.
وأخيراً التحية واجبة لأكبر مؤسستين فى الدولة والأكثر تضحية وهما الجيش والشرطة المصرية اللذان قدما أرواح أبنائهما ليسود الأمن والأمان للمواطن والقضاء على الإرهاب فى سيناء وتحقيق الاستقرار الذى يعود بالنفع على جميع قطاعات الدولة ناهيك عن أعينهم الساهرة والتى لا تنام لحمايتنا.
وبعد كل هذا السرد الذى يعد قليلاً من كثير والذى يحتاج لكتب تدون على أداء هذه الحكومة وسابقيها وإنجازات القيادة السياسية للبلاد برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى يحلم بمصر الجديدة التى يجب أن تحتل المكانة التى تستحقها بين الشعوب وسط تحديات خارجية لا تقل عن التحديات الداخلية فهناك الإرهاب الدولى والإخوان وكتائبهم الإلكترونية التى تتربص بالبلاد وتشهد وتمول من الخارج لنزع استقرار وتقدم الدولة مروراً بقضية سد النهضة.. الخ، وفى الوقت نفسه الرئيس مطالب بإشباع وتحقيق رغبات وطموحات ١٠٠ مليون مواطن والأهم إشباع بطونهم.
فإلى أى مدى نجحت الحكومة فى تحقيق ذلك وإلى أى مدى يشعر الموطن بتلك المجهودات المبذولة لتحقيق طموحه، وأخيراً هل يساعد المواطن الدولة ويدعمها ويساندها ضد عدوها الخارجى لتفويت الفرصة عليهم لنزع استقرار البلاد هذا هو الرهان والتحدى الأصعب أمام الموطن المصرى الذى كثيراً ما يكسب الرهان مؤخراً.
بقلم: محمد ناقد