مفاوضات مستمرة لتصنيع المزيد من أصناف السجائر العالمية فى مصر
1.25 مليار جنيه قيمة استثمارات العام المالي الحالي وضخ 100 مليون جنيه لخطوط إنتاج جديدة بمعسل النكهات
بدأت الشركة الشرقية للدخان تقييم أراضيها غير المستغلة، تمهيداً لتحقيق دخل منها عبر الشراكة مع مستثمرين أو بيعها، بحسب هانى أمان العضو المنتدب للشركة.
والتقت “البورصة” أمان، فى حوار صحفي كشف خلاله عن مستهدفات الشركة وتطلعها نحو قيادة القطاع الاستهلاكى فى مصر نحو عملية التحول الرقمى والشمول المالى، فضلاً عن الخطة الاستثمارية المرتقبة من زيادة خطوط الإنتاج للتوسع فى بعض الأصناف والتوجه نحو تصنيع المعسل “آلياً” بدلاً من العملية اليدوية.
وقال هانى أمان، إن الشركة لديها اهتمام بالغ بعمليات الشمول المالي والتخطيط لتحقيق مفهوم الدولة لمنظومة الشمول المالي لما تمتلكه الشركة من قيم تعاملات كبرى بسوق المواد الاستهلاكية، وتهدف إلى قيادة القطاع الاستهلاكى فى مصر نحو عمليات الشمول المالى والتحول الرقمى من خلال تحويل عملياتها رقميًا.
وأضاف، أمان فى حوار لـ” البورصة”، أن مبيعات أكبر 5 شركات استهلاكية بالسوق تشكل 60% من حجم أعمال الشرقية للدخان، مما يجعلها تقود السوق الاستهلاكي في ضوء توزيع 11 مليون عبوة سجائر يومياً أى 3.5 مليار عبوة سنوياً.
وأشار إلى أن الشركة تعاقدت مع بنكي قطر الوطني والبنك الأهلي لتدعيم منظومة الشمول المالي إذ تم عمل QR System مع البنك الأول لمجموعة من المتعاملين، فضلاً عن تطبيق نظام آخر للتحصيل الإلكتروني مع البنك الثانى.
وأضاف أن الشركة تخطط على المدى الطويل لإلغاء نظام التعامل النقدي لجميع متعامليها بداية من وكلاء التوزيع وصولاً لأصحاب الأكشاك، حيث تبلغ قيمة التعاملات المالية الخاصة بمنتجات الشركة حوالى مليار جنيه يومياً أى ما يوازي 350 مليار جنيه سنوياً.
وأوضح أمان، أن المتعهد الواحد للشركة يتعامل مع ما بين 500 و600 عميل ومع تطبيق هذه المنظومة سيكون لديهم حسابات بنكية، كما سيتم إعطاء تجار الجملة وصغار المتعاملين ماكينات تتيح آلية السداد.
وأضاف أن نتائج أعمال الربع الأول من العام المالى الجاري جاءت جيدة جداً وفقًا لتطلعات الشركة، خاصة فى ظل ظروف جائحة كورونا، لافتًا إلى أن الشركة الشرقية من الشركات القليلة التى عادت إلى معدلات إنتاج ومبيعات ما قبل الكورونا.
الشركة تخطط لزيادة حصتها السوقية فى سوق “السيجار” خلال الفترة المقبلة
وأوضح، أنه ما قبل أزمة “كورونا” كانت تسير الشركة بخطى واسعة نحو النمو حتى نهاية مارس الماضى، ولولا تأثير الإغلاق والحظر لتتأثر نتائج أعمال الربع الرابع، ولكن الشركة استطاعت اجتياز الأزمة بفضل إدارة لجنة المخاطر التى شكلتها عقب تفشى الجائحة والتى قامت بوضع استراتيجية لإنهاء العام المالى بصورة جيدة.
وأضاف أمان، أن الهدف من اللجنة والمتابعة أن تخرج الشركة بصورة آمنة من تداعيات الأزمة، موضحًا أن الشركة نجحت فى تحقيق الخطة الربحية على الرغم من تأثر الخطة البيعية بسبب التداعيات.
وأرجع هذا، إلى أن الشركة تراجع تكاليف الإنتاج بصورة دورية، وتحسن معدلات الاستخدام ليخرج الربع بأرباح وفق المستهدف رغم تراجع المبيعات، مشيرًا إلى أن الشركة على الرغم من الجائحة قامت بتوزيع أرباح بنهاية العام المالى الماضى بقيمة 142 قرشاً بزيادة 42% عن العام الأسبق.
وأشار إلى أن الشركة خلال الأزمة توجهت لشراء أسهم خزينة لإعطاء مزيد من الثقة للمستثمرين بأسهم الشركة، وأيضًا للحفاظ على القيمة السوقية لسعر السهم بالبورصة.
وكشف عن أن مؤشرات نتائج أعمال الربع الثانى من العام الجاري ستكون جيدة وغير مسبوقة على مستوى الإنتاج والمبيعات وفقًا للخطة المستهدفة الموضوعة، والتى وصفها بأنها “خطة تحدى”، حيث تستهدف زيادة المبيعات بقيمة 6% خلال العام الجاري.
قال أمان، إن الشركة دائماً ما تنظر لزيادة عدد الوكلاء فى المناطق القادرة على الاستيعاب، والتى تنمو بصورة مستمرة، مؤكدًا أن الخطة البيعية والإنتاجية تسير بصورة ممتازة.
وردًا على تساؤل “البورصة” حول خطة الشركة نحو التصدير، أضاف “أمان” أن الشركة حالياً تستهدف التركيز بصورة كبيرة ومستمرة على السوق المحلى لتغطية جميع رغبات المستهلكين، لافتًا إلى أن حجم التصدير حالياً يمثل نسبة صغيرة من إجمالى مبيعات الشركة.
وأوضح أن هناك منافسة كبيرة فى تصدير السجائر ما بين التصدير الشرعي والتصدير المهرب، وهو ما يجعل الفرصة التصديرية الأكبر فى المعسلات خاصة “المعسل بالنكهات”، لافتًا إلى أن الشركة تعمل على إعادة إطلاق أصناف المعسل التى تنتجها الشركة للمنافسة بها فى الأسواق الخارجية.
أكبر 5 شركات استهلاكية تشكل 60% من حجم أعمال الشرقية للدخان
وأشار أمان، إلى أن التصدير تأثر بصورة كبيرة خلال الجائحة، لافتًا إلى أن الأمر مرتبط إلى حد بعيد بالبروتوكولات الموضوعة من قبل الدول التى يتم التصدير إليها مصحوبًا بنوع من التضييق على أنواع الدخان والمعسلات.
وبخصوص التوجه للتصنيع خارج مصر، أوضح “أمان”، أن الفكرة مطروحة دائماً وتتلقى الشركة باستمرار عروض للشراكة على التصينع فى الدول الأفريقية، أو البيع والتوزيع، وتقوم الشركة باستمرار بدراستها وبحث كل عرض بصورة منفردة.
وأوضح، أن الشركة ستبحث أمر التواجد خارج مصر بعد تمام التأكد من السيطرة على السوق المحلى فى كافة المنتجات وليس الأصناف المحلية فقط، فضلاً عن التواجد فى كل الفئات السعرية للدخان وبكل الأنواع المختلفة من الدخان وليس الاقتصار على السجائر الشعبية.
وكشف أن الشركة بصدد إنتاج أنواع معسلات جديدة، وتسعى لتحويل العملية الإنتاجية اليدوية إلى آلية خلال الفترة المقبلة لتغيير استراتيجية الإنتاج.
وأوضح أن تحول تصنيع المعسل إلى الماكينات يهدف إلى ضبط معايير عديدة، لافتًا إلى أن التصنيع اليدوي مرتبط بالطاقة الإنتاجية للفرد عكس “الأوتوماتيك” والمرتبط بالطاقة الإنتاجية للماكينات والذى يتمتع بطاقة إنتاجية أكبر وأسرع.
وأشار إلى أن الشركة أيضًا لديها نشاط التصنيع للغير، وحصلت الشركة خلال الربع الأول من العام المالى الجاري على رسم تصنيع للغير أعلى من العام السابق.
وذكر أمان، أن الشركة تعمل على تغطية الشرائح المختلفة المستهلكة لمنتج “السيجار”، لخدمة الفئة التى تفضل تلك المنتجات، لافتًا إلى أن الشركة تسعى لزيادة حصتها السوقية من السيجار وزيادة حجم مبيعاتها، خاصة أنها تبيع المنتج بقيمة تصل إلى 25% من قيمة المنتج المستورد على الرغم من جودة منتجات الشركة.
كما أن الشركة تسعى لزيادة عوائدها من مبيعات الدخان الشعر، مؤكدًا أن المنتج يلاقى قبول طيب من المستهلكين، يقابله زيادة فى المبيعات مؤخرًا، ورصدت الشركة ظاهرة التحول من السجائر العادية إلى السجائر الملفوفة وهو ما يدعم مستهدفاتها من زيادة مبيعات المنتج.
وأضاف أمان، أن الشركة اتجهت مؤخرًا للسجائر بالنكهات بعد انتشار المعسل بالنكهات، موضحًا أن الشركة رصدت تطوراً كبيراً فى سوق الدخان بالنكهات، مما دفع الشركة لتقديم السجائر العادية بالنكهات، حيث أطلقت صنفى “المونديال” بالنعناع والتوت ووجدا إقبالاً جيداً من الفئة المستهلكة.
وأوضح، أن الشركة لا تحتاج حالياً لزيادة عدد خطوط الإنتاج للتوسع فى سجائر النكهات، موضحًا أن الشركة تخطط لإضافة الماكينات الخاصة بإنتاج نوع من السجائر “slim”، والتى تحتاج إلى خط إنتاج جديد وتسعى الشركة لشرائه خلال الفترة المقبلة.
وتسعى الشركة لإضافة “السجائر بالتسخين” خلال النصف الثانى من العام المقبل، وهو أحد الخطط المؤجلة بسبب تداعيات “كورونا”، خاصة وأن الأمر مرتبط بمفاوضات مع الموردين لتلك الأصناف، وقامت الشركة مؤخرًا بتجربة العينات من بعض الموردين، مؤكدًا إضافته قبل نهاية العام المقبل.
وأضاف أن الشركة تتفاوض مع شركات عالمية للشراكة على إنتاج “السجائر بالتسخين”، موضحًا أن الشركة ستصنع السجائر ولكنها ستلجأ لاستيراد الأجهزة من الصين ولا تخطط لإنتاجها محليًا كباقى الشركات العالمية بعد اختيار الشريك مع الاحتفاظ بالعلامة التجارية للشرقية للدخان والحدود السعرية المقررة من الشركة.
وتخطط الشركة لاقتناص 5% من سجائر التسخين فى أول عامين كبداية لانطلاقة المنتج والمتوقع بداية التحول من التدخين العادى للتسخين، موضحًا أن الشركة تستحوذ على 70% من سوق الدخان فى مصر، وفقًا لـ”أمان”.
وعلى صعيد التجديد والتطوير بالمنتجات قامت الشركة بإنتاج العبوات المينى من السجائر بتصميم مختلف، والتى تحتوى على 10 سجائر فقط ولاقت ترحيباً قوياً من المستهلكين وشهدت طلب أعلى من معدلات الإنتاج وهو ما يعكس استجابة جمهور المستهلكين لقبول عملية تطوير منتجات الشركة.
وعلى صعيد عمليات الإحلال والتجديد، قال أمان، إن الشركة دائماً لديها استثمارات مخصصة كل عام فى خطتها لرفع كفاءة الماكينات لزيادة الطاقة الإنتاجية، لافتًا إلى أن الشركة دائما ما تفكر بأن التجديد أفضل من الإحلال.
وبالنسبة للأصول غير المستغلة بعد انتقال مصانع الشركة للمدينة الصناعية بالسادس من أكتوبر، وأبرزها مخازن المانسترلى، والزمر، والجيزة، أوضح أمان، أن الشركة تعاقدت مع أحد مكاتب التقييم العقاري لتقييم كل الأصول غير المستغلة، والتى قدرت بعدة مليارات.
الشركة تبحث التواجد خارج مصر بعد السيطرة على السوق المحلى فى جميع المنتجات
أوضح أن الشركة منفتحة على كل أساليب استغلال تلك الأصول سواء البيع أو الشراكة، والتى تعتمد على اهمية المشروع واستمراريته مع تفضيل الشركة التركيز على نشاطها الأساسى.
وأكد على أن الشركة حصلت على موافقات تغيير النشاط للأصول غير المستغلة، مؤكدًا على أن الشركة تسعى للوصول للصيغة المناسبة مع المستثمرين المناسبين لاستغلال المخزون العقاري لديها.
وأضاف العضو المنتدب، أن جزءاً من الأراضي غير المستغلة تضم مباني ذات قيم مالية مرتفعة مما يمكن استخدامها في أغراض تجارية متعددة، الأمر الذي يتطلب الدخول في شراكات مع مستثمرين يتفهمون طبيعة تلك الأصول بشكل يضمن الاستغلال الأمثل لها.
وذكر أن الشرقية للدخان تعمل مع الهيئة العامة للمساحة في وضع تقييمات للأصول كجهة أساسية بالتعاون مع 3 مكاتب للتقييم لضمان تحقيق تقييمات عادلة.
وحول الخطط الاستثمارية المقبلة للشركة، قال أمان إنه تم البدء في إجراء مفاوضات أولية مع إحدى الشركات العالمية لتصنيع منتجها بمصانع الشركة.
وتوقع أمان الانتهاء من صياغة الاتفاق مع هذه الشركة خلال النصف الأول من العام المقبل وفقاً للمحادثات الجارية بين الجانبين، حيث كان من المفترض الوصول إلى اتفاق مشترك قبل نهاية العام الأمر الذي تعطل بسبب أحداث فيروس كورونا.
وقال إن الخطة الاستثمارية للشركة خلال العام المالي الجاري تتراوح بين مليار و1.250 مليار جنيه تشمل إضافة ماكينات تصنيعية جديدة لمنتجات السجائر والمعسل وتجديد قطع الغيار لعدد آخر من الآلات، فضلاً عن إجراء تحديثات لعدد منها.
وذكر أن من ضمن الخطة الاستثمارية اضافة خطوط إنتاج جديدة لصنف المعسلات، وتحديث خطوط سلفنة تعبئة الخراطيش لعدد 8 إلى 9 ماكينات سلفنة.
وأكد، على أن تنفيذ التوسعات الجديدة بخطوط الإنتاج سيكون عبر المجمع الصناعي بمدينة السادس من أكتوبر وتعمل الشركة على استغلاله الاستغلال الأمثل بأقصى درجة ممكنة.
وذكر أن الشركة تعمل على مراجعة الأفكار التسويقية والبيعية الجديدة لعدد من الأصناف للوصول بها لأعلى نقاط انتشار ممكنه.
وأضاف أن الشرقية للدخان تعاقدت مع أحد مراكز الأبحاث والتوزيع لقياس الحصص السوقية للمنتجات الجديدة للسجائر والمعسل النكهات.
ولفت أمان إلى أن الشركة خلال الفترة الماضية كانت تعتمد على منتجات السجائر الكليوباترا في العملية البيعية، مما أثر على الميزة التنافسية للأصناف الأخرى لدخان الشعر والمعسل النكهات والسيجار وهو ما جعلها تغير الفكر التسويقى وإتاحة الفرصة لجميع منتجات الشركة تماشياً مع رغبة جميع المستهلكين.
وأشار إلى أن الموازنة التقديرية للعام المالي الحالي طموحة وتمثل تحدياً للإدارة التنفيذية عبر وضع مؤشرات لنمو الأرباح تبلغ 10%، بالمقارنة بالعام المالي السابق و6% نمواً بيعياً.
وقال إن الشركة قامت بتوزيع أرباح خلال العام المالي 2019-2020 بقيمة 3.150 مليار جنيه لمساهميها منها 1.590 مليار جنيه حصة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية المساهم بحصة 50.5%.
وأوضح أن الشركة قامت بتوزيع أرباح خلال العام الماضى وفى ظل ازمة كورونا بواقع 92% لثقتها في قدرتها المالية واهتمامها بإرضاء مستثمريها وموظفيها.