376 يوماً، أو ما يعادل نحو 13 شهراً، لم تشهد البورصة المصرية أي طروحات جديدة سواء لشركات قطاع عام أو خاص، سبب رئيسى وراء غياب الطروحات “غمة” جائحة كورونا، والتي أثرت سلباً على الاقتصاد العالمى ومن ثم على أسواق المال، ومع بداية زوال الأزمة لا يعلو حديث فى سوق المال على أهمية زيادة عمق السوق من خلال زيادة عدد الشركات المطروحة لجذب شرائح جديدة من المستثمرين، مستندين على تحسن أحجام التداول، والتى تخطت مليار جنيه، وانخفاض عوائد شهادات الاستثمار بالبنوك، مما يجعل البورصة بوابة لجذب مدخرات المواطنين.
وما يزيد من التفاؤل بنجاح الطروحات توقعات بنوك استثمار عديدة تحقيق البورصة المصرية أداء إيجابى خلال عام 2021، ولعل أبرزها توقع المجموعة المالية هيرميس تحقيق البورصة المصرية مكاسب تزيد على 30% خلال 2021، وذلك حتى تتمكن من اللحاق بالأسواق الناشئة التي سجلت أداء أفضل خلال عام 2020، وهو ما يجعل الأسهم المصرية الأرخص والأكثر جاذبية بين الأسواق الناشئة فى العام الجديد.
قالت مصادر رقابية رفيعة المستوى لـ “البورصة”، إن شركة “تعليم” ستكون أول طرح يشهده سوق المال المصرى خلال العام الجارى، تليها شركة “ماكرو” لمستحضرات التجميل، و”التشخيص المتكاملة” خلال فترة لن تتجاوز الشهرين.
وتقدمت الشركات الثلاث بأوراقها لهيئة الرقابة المالية وأقربها للطرح تعليم، وفقاً للمصادر، والتى تقوم بتشغيل جامعة النهضة فى بنى سويف، تتضمن حرمين جامعيين، كما تعاقدت على إنشاء أخرى فى مشروع باديا بمنطقة غرب القاهرة.
وحال الموافقة على تسجيل تعليم بالرقابة المالية، وبدء إجراءات القيد والطرح بالبورصة المصرية ستكون شركة تعليم أقوى ضربة بداية للطروحات لعدة أسباب أهمها؛ أولاً حاجة سوق المال، كما سبقت الإشارة، لطروحات جديدة، ثانياً عدم توافر مثل هذا النموذج من الشركات بوفرة بالبورصة المصرية، باستثناء شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، ثالثاً رغبة صناديق الاستثمار المحلية والأجنبية فى الاستثمار بالرعاية الصحية والتعليم فى ظل المزايا التنافسية المغرية بالقطاعين، رابعاً الأداء المالى القوى لشركة تعليم والتي حققت نمو السنوى مركب للإيرادات بلغ 28% في العامين الماليين 2017/2018 و2019/2020، بالإضافة لمعدل نمو سنوى مركب للربح المعدل قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بلغ 37% خلال نفس الفترة، وفقاً لما اطلعت عليه جريدة “البورصة”.
اللافت كذلك أن طرح تعليم يمثل نقلة نوعية فى الطروحات ليس فى البورصة المصرية وحدها ولكن فى باقى أسواق المال إقليمياً ودولياً، نظراً لأنه أول طرح يتم الترويج له “أون لاين”، مراعاةً لظروف انتشار فيروس كورونا، حيث ستتم اللقاءات بين مسئولى الشركة والمستثمرين عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وبالتالى يمثل نموذجاً جديداً للطروحات يمكن تعميمه خلال الفترة المقبلة، وتشجيع مزيد من الشركات على الطرح، فى ظل استقرار الأوضاع الاقتصادية محلياً رغم الجائحة.