نجحت شركة الدلتا للسكر، فى تحقيق إنتاج لامس 200 ألف طن سكر بنجر حتى نهاية الأسبوع الماضى.
قال الدكتور أحمد أبواليزيد رئيس مجلس إدارة الشركة، إنه من المستهدف الوصول لإنتاج 310 315 الف طن سكر بنهاية الموسم، مشيرا إلى أن كمية البنجر المتعاقد عليها تقدر بزراعات 120 الف فدان.
وأضاف فى حوار لـ«البورصة»، أن الشركة تستهدف إنتاج 130 الف طن «تفل بنجر» الذى يدخل فى صناعة الأعلاف، على أن يصدر نحو %80 من الكمية المنتجة، بجانب إنتاج 120 ألف طن مولاس يصدر منه %90 من خلال مزايدات يتراوح سعر الطن فيها بين 150و160 دولارا.
أوضح أبو اليزيد، أن مخصصات شراء البنجر من المزارعين للموسم الحالى تقدر بنحو 1.7 مليار جنيه لمساحة 120 ألف فدان، بمتوسط سعر 720 740 جنيها للطن، لافتا إلى أن الشركة تمنح المزارعين العديد من الحوافز، تشمل منح تقاوى البنجر فى العروة الأولى المبكرة مجانا، وفى العروتين المتوسطة والمتأخرة بدعم %85، بجانب منح مصاريف خدمة 300 جنيه على الفدان، ورش المبيدات مجانا.
كما يتم نقل المحصول من الحقل إلى المصنع مجانا.
وأوضح أن الشركة تسمح للمزارعين بتوريد البنجر بنسبة %8 شوائب، ويتم المحاسبة عليها. كما يتم صرف حافز نظافة يصرف للمحاصيل التى لا توجد بها شوائب بنحو 25 جنيها على الطن، بجانب حافز الحلاوة التى تزيد عن %16 فى البنجر.
وتتعامل «الدلتا للسكر» مع العديد من البنوك المصرية لتوفير هذة المخصصات.
قال أبو اليزيد، إن زراعة البنجر تعاقدية.. لذلك فإن شركات البنجر تطالب البنك المركزى بتقديم مبادرة لتخفيض الفوائد أسوة بالمبادرة التى بدأت مع انتشار جائحة «كورونا».
وطالب بتخفيض الفائدة من %13.25 إلى %8، فى ظل دعم الرئيس السيسى للقطاع الصناعى، وتأكيده على ضرورة توطين الصناعات المصرية ودفعها للنهوض خصوصا بالقروض التمويلية التى تتعامل بها المصانع ذات الصلة بالزراعات التعاقدية والمنتجة للسلع الاستراتيجية ومنها السكر تحت اسم «القرض الأخضر» بفائدة بسيطة لا تزيد على %4.
وكشف أن العام الحالى شهد زيادة فى المساحات المنزرعة من البنجر على مستوى الجمهورية لتصل لنحو 640 ألف فدان تنتج 1.750 مليون طن سكر مقابل 540 ألف فدان العام الماضى، فى حين يتم إنتاج نحو 900 ألف طن من القصب، ونحو 250 الف طن من الشركة الوطنية لمنتجات الذرة تنتج الجلوكوز والفركتوز.
أشار أبو اليزيد، إلى أن العام الحالى يشهد طفرة فى إنتاج السكر المحلى، المتوقع فى موسمى القصب والبنجر الممتدين حتى نهاية شهر يوليو المقبل، لتصل نسبة الاكتفاء الذاتى لنحو %87 مقابل %78 العام الماضى.
وأشار إلى أن حجم استهلاك مصر من السكر يقدر بنحو 3.2 مليون طن، فى حين يبلغ متوسط استهلاك الفرد بين 34 و35 كيلوجراما سنويا.
قال أبو اليزيد، إن جائحة كورنا أثرت على معدل استهلاك السكر سلبا، لينخفض بنحو %15، نظرا لتراجع العديد من الأنشطة والكيانات كثيفة الاستهلاك ومنها المدارس والسياحة والكافيهات ومصانع الحلويات والقطاع الصناعى، مما أثر أيضا على حجم الواردات.
أوضح رئيس شركة «الدلتا للسكر»، أن ملف السكر مسؤل عنه وزارة التموين والتجارة الداخلية، بالتنسيق مع عدة وزارات تشمل الزراعة و إستصلاح الأراضى، والرى، والهيئة العامة للأستثمار والتجارة والصناعة، والتعاون الدولى.
لكن لأن السكر سلعة استراتيجة تهم كل مواطن وباعتباره أرخص مصدر للطاقة، فإن وزارة التموين توفره من خلال البطاقات التموينية وأيضا فى السوق الحر، بينما تختص وزارة الصناعة بكل القرارات المتعلقة بهذة الصناعة ومنها قرار حظر الاستيراد لتنظيم دخول الخام بما لا يؤثر على الصناعة الوطنية.
وأوضح أن دور وزارة التعاون الدولى و الهيئة العامة للاستثمار، هو جذب مستثمرين جدد فى القطاع مثل مجمع الصناعات المقام بمنطقة غرب المنيا على مساحة 180 الف فدان باستثمارات إماراتية سعودية مصرية، ويعد طفرة وإضافة فى صناعة السكر.
أوضح أبواليزيد، أن مصر بها 8 مصانع تنتج السكر من البنجر، أولها مصنع شركة الدلتا التى تضم جزءا صغيرا من المساهمين فى البورصة، ومصنع شركة النوبارية، وشركة الدقهلية، وشركة الفيوم.
وتعمل الشركات الأربع بنظام قانون 159 استثمار، بمشاركة الدولة.
وتوجد 4 شركات أخرى خاصة تمتلك مصانع هى صافولا السعودية بمصنعى المتحدة، وشركة الإسكندرية، وشركة النيل، وشركة النوران أو الشرقية للسكر.
وبجانب سعى الدولة لجذب مستثمرين جدد إلى القطاع، كانت هناك توجيهات من القيادة السياسية وبدعم من وزارة التموين والتجارة الداخلية، لرفع كفأة الطاقة الاستعيابية للمصانع التابعة للدولة لزيادة القدرة الانتاجية.
وقامت شركة الدلتا للسكر، برفع الطاقة الإنتاجية للخطين التابعين لها من 14 الف طن بنجر وانتاج 2500 طن سكر يوميا، إلى 21 الف طن بنجر وانتاج 3100 طن سكر يوميا بنمو %24.
كما تم تأهيل البنية التحتية للمصنع، خصوصا أن عمر المصنع يتجاوز 45 عاما، وتم تحديث وتطوير اللاجهزة والماكينات.
أضاف ابو اليزيد، أنه تم تطوير نظام الوزن وميكنته أيضا ليتحول للعمل بنظام الباركود، مشيرا إلى أن الشركة تتعامل مع نحو 71 الف مزارع لتوفير البنجر وهو رقم كبير جدا.
وتابع: «أصبحت لدينا كافة البيانات الخاصة بالمزارعين والحيازات الزراعية للتعامل بشفافية فى احتساب الوزن ونسبة الحلاوة من خلال سحب عينة البنجر الكترونيا دون تدخل العنصر البشرى، و بما يضمن عدم التلاعب. ويتم كل هذا تحت إشراف وزارة الزراعة ممثلة فى مجلس المحاصيل السكرية، مما يساهم فى تقليل الأعطال وإنتظام عملية التصنيع وتحسين كفاءة الإنتاج».
أكد ابو اليزيد أن شركة الدلتا تتخذ كافة الإجراءات الاحترازية مع المزراعين المتعاملين مع المصنع والعاملين به، موضحا أن الشركة حصلت على شهادة وعضوية هيئة سلامة الغذاء والدواء الأمريكية، بجانب الأيزو.
أضاف أن المصنع قام بتطبيق نظام جديد خلال الموسم الحالى مع المزارعين لفصل الشوائب من المنبع وتقليل الفاقد، وتمكين المزارع من الحصول على كامل سعر البنجر وتحقيق الشفافية.
وكشف أن مصانع السكر لديها فرصة هائلة للتطوير خصوصا أنها صناعة موسمية كونها تعمل 6 أشهر فقط فى العام، ويمكن استغلال الوقت المتبقى فى التحديث والتطوير، مشيرا إلى أن التطوير أيضا يسير على نفس الخطى فى الشركات الأخرى الشقيقه.
اشار أبواليزيد، إلى أن وزارة التموين كانت تنسق مع مجلس المحاصيل السكرية، مما ادى لزيادة المساحات المنزرعة، موضحا أن المساحة المنزرعة زادت بنحو 120 ألف فدان، اى ما يساوى نحو320 ألف طن سكر للموسم الحالى.
وتابع أن وزارة الرى عملت أيضا على تطوير العمليات الزراعية الخاصة بمحصول بنجر السكر والتى أثرت إيجابيا على منظومة «البنجر والسكر» المنتج بعد التحول من الأصناف متعددة الأجنة التى كانت تزرع فى أراضى الدلتا القديمة. وكان متوسط انتاجية الفدان منها يتراوح بين 18.5 و19.5 طن للفدان، وبدأت فى
إنتاج الأصناف وحيدة الأجنة التى عندما تزرع بمنظومة زراعية حديثة و بكثافة عددية مناسبة ترفع إنتاجية الفدان ليتراوح بين 23و25 طنا للفدان فى أراضى الدلتا.
وأشار إلى أنه تم اختبار الصنف الجديد وحيد الأجنة فى الأراضى الجديدة المستصلحة وقد أعطى استجابة عالية تتراوح بين 30 و35 طنا للفدان بنسبة حلاوة أعلى باستخدام الميكنة واساليب الرى والإنتاج الحديثة.وهذا ظهر فى تجارب أرض «غرب غرب المنيا « كما تم تجريب الصنف وحيد الأجنة فى مشروع «مستقبل مصر»او» الدلتا الجديدة» فى نحو 70 ألف فدان بنجر سكر.
وتوقع وصول مساحة بنجر السكر فى مشروع مستقبل مصر لنحو 200 ألف فدان تنتج 800 ألف طن سكر/ مما يزيد من فرص الاكتفاء الذاتى خلال فترة تتراوح بين 4 5سنوات من خلال محصول بنجر السكر، مقدرا حجم السكر الناتج من البنجر بنحو %65 من السكر المنتج محليا.
وأوضح أن الشركات التابعة للدولة جزء منها شبه خدمى مضيفا : «نحن نضخ سكر أحيانا لصالح وزارة التموين والغرض من نشاط الشركة ليس ربحى.. وتم توفير السكر لهيئة السلع التموينية بسعر التكلفة دون ربح خلال العامين الماضيين، وتوريد 290 ألف طن، مشيرا إلى أنه لم يتم التعاقد مع وزارة التموين على توريد اى كميات جديدة حتى الآن».
قال أبو اليزيد، إن وزارة التموين والتجارة الداخلية، تدرس حاليا رفع الكفاءة الإنتاجية من قصب السكر من خلال وحدة الأرض والمياه وتم تشكيل لجنة من عدة جهات تشمل وزارة الصناعة، والرى، والزراعة، لدراسة هذا الشأن.
وساهمت الشركة بنسبة %5 بالتعاون مع الشركة القابضة للبتروكمياويات، فى تأسيس الشركة المصرية «للبايواثينوال «من خلال استغلال جزء من إنتاج الشركة من المولاس وتحويله إلى «ايثانول حيوى» عالى النقاوة يتم تصديره، ويستخدم فى العديد من الصناعات وهذا يعتبر قيمة مضافة جديدة فى مصر على غرار «الوقود الأخضر».
وتابع: «نعد دراسة حاليا لإنشاء وحدة لإنتاج المخصبات الزراعية، بغرض رفع كفاءة الإنتاج وجودة البنجر يتم توزيعها على المزراعين للاستفادة منها».
أضاف أن شركة الدلتا قامت بتصدير كميات من إنتاجها فى 2019 ولا يوجد ما يمنع من التصدير خلال الموسم الحالى حال وجود فائض عن إحتياجات الدولة وفى ظل القواعد، موضحا أن أسعار السكر مرتبطة تشهد تراجعا منذ نحو 3 سنوات.
وأشاد أبو اليزيد، بتأسيس البورصة السلعية المصرية والتى ستخلق نوعا من التوازن السعرى وستلغى الوسطاء بما يؤثر على ربحية المصنع او المزارع.. لكن وجود بورصة سيضمن تصنيف السلعة وتحديد سعر بما يتناسب مع جودتها وتتوافق مع الأسعار العالمية، بجانب دور البورصة فى تنظيم عملية تدفق السلع بما يضمن عدم تذبذب الأسعار.