يرى متعاملون بسوق الذهب، أنَّ تراجع أسعار المعدن الأصفر، وخفض الفائدة البنكية، وطرح الشركات مشغولات ذهبية بأوزان خفيفة وأذواق مصرية وأوروبية، أدت إلى تحفيز حركة المبيعات منذ بداية العام الجارى، وحتى موسم عيد الأم لأول مرة منذ عدة سنوات.
ويتوقع عدد من التجار انتعاش ونمو حركة المبيعات، خلال الفترة المقبلة، مع بدء موسم الزواج والإجازات السنوية، وعودة المصريين العاملين بالخارج.
وقال هانى ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إنَّ حركة البيع والشراء بأسواق الذهب شهدت حالة من النمو والانتعاش منذ بداية العام حتى نهاية موسم عيد الأم، بفعل عدة عوامل من بينها انخفاض سعر الذهب خلال تلك الفترة، بنحو 160 جنيهاً تقريباً، بعد أن ارتفع لأعلى مستوياته فى 2020 حينما سجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 920 جنيهاً.
أضاف أن تراجع الأسعار شجع المواطنين على الشراء، مع وجود فترة إجازات نصف العام، وشهدت حركة المبيعات حالة من الرواج فى جميع القطاعات من بينها مشغولات الخطوبة والزفاف ومشغولات الهدايا، بالإضافة إلى السبائك والجنيهات. وأوضح «ميلاد»، أنَّ حركة المبيعات تشهد كل عام حالة من التباطؤ قبل شهر رمضان المبارك مع استعداد البيوت المصرية لشراء احتياجات الشهر، لكنها تبدأ مرة أخرى فى النمو قبيل عيد الفطر، لكن الإجراءات الاحترازية التى أعلنتها الدولة من إلغاء المناسبات والاحتفالات وإغلاق المحلات فى الساعة التاسعة مساءً أدت إلى استمرار حالة التباطؤ والتأثير سلبياً على السوق؛ نتيجة انعدام فرص المواطنين فى التحرك بعد الفطار وحتى الوقت المحدد.
وتوقع أن تشهد حركة البيع والشراء بأسواق الذهب حالة من الانتعاش، تزامناً مع بدء موسم حفلات الخطوبة والزواج، بجانب توجه الدولة لتخفيف الإجراءات الاحترازية.
وأشار إلى أن تنامى الضغوط التضخمية، وضعف الدولار، نتيجة التحفيزات الاقتصادية التى قدمتها الدول لمواجهة الآثار السلبية لجائجة كورونا، أديا لتعزيز الذهب من أرباحه، ليرتفع لأعلى مستوياته فى قرابة 5 أشهر، فيما ينتظر المستثمرون المزيد من البيانات الأمريكية لاستقاء مؤشرات بشأن مدى التعافى الاقتصادى العالمى.
وتوقع أن تشهد أسعار الذهب موجة من الارتفاعات، خلال الفترة المقبلة، مع تزايد معدلات الإصابة بوباء كورونا، خاصة فى الهند وبعض الدول الأوروبية، بجانب تدهور أسعار العملات الرقمية، مثل البتكوين.
وقال إنَّ أسعار الذهب متماسكة عند مستوى 1900 دولار للأوقية، وربما تشهد تراجعاً وتقلصاً طفيفين بفعل حركات التصحيح، ثم تعاود الصعود مرة أخرى، خاصة مع عودة المشترين الهنود والصينيين على المستوى القريب.
وأشار إلى التأثير الإيجابى لارتفاع الأسعار على ارتفاع معدلات الطلب، إذ تزداد حركة الشراء؛ نتيجة إقبال كثير من المواطنين على الذهب؛ تحسباً لارتفاعات جديدة، وتحقيقاً للأرباح من فروق الأسعار.
وقال إيهاب لبيب، عضو مجلس إدارة شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إنَّ السوق شهد انتعاشة خلال الربع الأول من العام الجارى؛ نتيجة تراجع أسعار الذهب، وتوجه المواطنين للشراء.
أضاف أن تغيير الشركات سياستها فى طرح منتجات تلبى أذواق واحتياجات المواطنين أسهم فى تحفيز حركة المبيعات خلال الفترة الحالية فى ظل انتشار جائحة «كورونا» والتى كان لها تأثير سلبى على قطاعات كثيرة.
وأشار «لبيب» إلى توجه كثير من المصنعين لطرح منتجات تتوافق مع احتياجات شباب الجامعات، ورغبات المقبلين على الزواج، وبجودة تحاكى المنتجات الأجنبية.
وأوضح أن تخفيف الأوزان وتمصير الأشكال والأذواق الأوروبية، أديا إلى تنامى حركة المبيعات بالأسواق المحلية خلال الفترة الماضية.
وتوقع انتعاش حركة المبيعات، خلال الفترة المقبلة؛ نتيجة حفلات الخطوبة والزواج، تزامناً مع موسم الصيف والإجازات وعودة المصريين العاملين بالخارج.
وأشار إلى ارتفاع الطلب مع ارتفاع أسعار الذهب، بفعل رغبة العملاء فى الحفاظ على قيمة أموالهم مع ارتفاع الأسعار، وتخوفاً من زيادات أخرى.
وقال «لبيب»، إنَّ سوق الذهب يضم مجموعة من المتعاملين تختلف وفقاً لاحتياجاتهم، ومن بينهم المضطرون والراغبون فى التزين والادخار وفئة المستثمرين.
وأشار إلى تنامى الرغبة الاستثمارية لدى المواطنين على الذهب، وارتفاع الإقبال على السبائك والجنيهات نتيجة انخفاض قيمة المصنعيات وتقديم الشركات نسب استرداد عند إعادة البيع.
أضاف أن «فئة المضطرين» تمثل إحدى دعائم وركائز المبيعات داخل السوق المحلى؛ لأنها ترتبط بطلب متزايد سنوياً، وتتمثل فى المقبلين على الزواج.
وأوضح أن «فئة التزين والادخار» تتمثل فى المرأة التى لديها فائض مالى أو تحاول توفير جزء من الدخل لشراء الذهب، إذ تتعامل مع الذهب باعتباره نقوداً محفوظة، تسيله وقت الضرورة، وترتبط هذه الفئة بموروثات وعادات وتقاليد، وتنتشر هذه الثقافة فى الأقاليم والمحافظات.
وأشار إلى أن ثقافة الإقبال على الذهب ما زالت محافظة على مكانتها وسط المواطنين، والذهب أثبت جدارته الاستثمارية، فى ظل الارتفاعات المتتالية خلال السنوات الماضية، فضلاً عن سهولة الشراء بمبالغ مالية بسيطة وسهولة تحويله لنقد فى أى وقت وبأى كمية.
وأضاف أن متوسط الأوزان التى تقبل عليها المرأة فى منتجات الخطوبة والزفاف تتراوح بين 30 و50 جراماً للأطقم الذهبية، وللهدايا تتراوح بين نصف جرام و10 جرامات.
وقال عمرو المغربى، عضو مجلس إدارة شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إنَّ حركة المبيعات شهدت رواجاً خلال موسم عيد الأم، بخلاف السنوات الماضية؛ نتيجة تراجع سعر الذهب، خلال الربع الأول من العام الجارى، بجانب توجه المرأة إلى شراء الذهب بعد فترة من الإقبال على الإكسسوار الصينى.
أضاف أن ارتفاع أسعار الإكسسوارات يمثل للمرأة إهداراً لقيمة الأموال، دون وجود عائد استثمارى منها، بخلاف المشغولات الذهبية، خاصة مع تداول الأسواق المحلية لمشغولات ذهبية خفيفة الوزن، وسعرها يتلاءم مع القدرات الشرائية للمواطنين، بعد ارتفاع أسعار الذهب لمستويات تاريخية خلال العام الماضى.
وأشار إلى استمرار حركة الرواج حتى بداية شهر رمضان الماضى والتى شدت حالة من التباطؤ، وشهد السوق حالة من الهدوء مع قرار الدولة إغلاق المحلات فى الساعة التاسعة مساءً، بجانب استمرار حركة التباطؤ بالأسواق مع بدء موسم الامتحانات بعد عيد الفطر المبارك.
وتوقع أن تشهد الأسواق حالة من الرواج بعد انتهاء موسم الامتحانات، وبدء موسم حفلات الخطوبة والزواج، بجانب عودة المصريين العاملين بالخارج والذى يشهد حالة من الرواج نتيجة تفضيل المصريين العاملين بالخارج شراء المشغولات الذهبية من الأسواق المحلية بدلاً من الأسواق الخليجة، خاصة مع تطور السوق، وطرح الشركات منتجات بروح مصرية وبجودة عالية تحاكى المشغولات الإيطالية، فى ظل انتشار منتجات تتمتع بطابع آسيوى فى الأسواق الخليجية، ما يجعلها بعيدة عن أذواق المرأة المصرية.
وقال إن انخفاض أسعار الفائدة بالبنوك، وانخفاض الحد الأقصى للسحب من البنوك أديا لتوجه المواطنين لضخ أموالهم فى الذهب خاصة السبائك والجنيهات، والاستفادة من سهولة تسييلها وتحويلها لنقود فى أى وقت.
أضاف أن شركات الذهب اتجهت فى السنوات الأخيرة لطرح مجوهرات بسيطة الشكل وخفيفة الوزن وابتعدت عن المشغولات ضخمة الحجم، ما أدى إلى تراجع استيراد تجار الجملة والتجزئة للمشغولات الإيطالية، وارتفاع مبيعات المشغولات المحلية، مع انخفاض مصنعيتها مقارنة بالمستورد.
وأوضح «المغربى»، أنَّ شركات المجوهرات طورت من التكنولوجيا المستخدمة فى الإنتاج، فضلاً عن استيراد تصميمات من الخارج وتنفيذها لصالح السوق المحلى.
وأشار إلى أن متوسط مشتريات المواطنين من أوزان المشغولات الذهبية للخطوبة والزفاف يتراوح بين 5 و25 جراماً، ومنتجات الهدايا تتراوح بين جرام و10 جرامات.
وقال إن اسعار الذهب بالأسواق المحلية تخضع لثلاثة عوامل من بينها سعر الذهب بالبورصة العالمية، وسعر صرف الدولار بالسوق المحلى، والعرض والطلب، بجانب تأثر الذهب بالأحداث الجيوسياسية، والتى تعزز دائماً من مكاسب الذهب.
أضاف أنه من الصعوبة توقع أسعار الذهب، لكن المنحنى العام يشير إلى أن أسعار الذهب فى تزايد، خلال السنوات الماضية، وسعر جرام الذهب عيار 21 كان يتداول مع بداية 2016 على سبيل الماثل عند مستوى 260 جنيهاً، لكن سعره الآن يتداول فوق مستوى 800 جنيه.
وأوضح «المغربى»، أن كل وقت يعد مناسباً للشراء، والذهب من أفضل الأوعية الادخارية التى تحمى قيمة الأموال وتحقق عائداً استثمارياً خاصة على المدى البعيد.