أكد أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن الهيئة أعدت كافة السيناريوهات الكفيلة بمواجهة أية أزمات طارئة وأنه تم إعداد استراتيجية استباقية متكاملة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، مشيرا إلى أن القناة حققت خلال مايو 2021، إيرادات بقيمة 530 مليون دولار وهو ثانى أعلى إيراد شهرى فى تاريخ الهيئة، مقارنة بـ 444 مليون دولار في مايو 2020.
وقال ربيع: “بلغ عدد السفن العابرة خلال شهر مايو 1712 سفينة، مقارنة بـ 1602 سفينة خلال نفس الشهر من عام 2020 وبنسبة زيادة بلغت 9.6%، بحمولات بلغت 106 ملايين طن مقارنة بـ 9.94 مليون طن خلال ذات الفترة من العام الماضي بزيادة قدرها 11.8%”.
وأوضح ربيع أن هذه المعدلات نالت إشادة عالمية واسعة من مختلف المؤسسات الاقتصادية العالمية المعنية بحركة التجارة والاقتصاد والنقل البحري مثل المجلس البحري البلطيقي والدولي (بيمكو) ومعرض سي تريد ومؤسسة فوربس وأرجوس التي قد أشادت بنجاح هيئة قناة السويس في اجتذاب سفن الحاويات وناقلات الغاز والبترول القادمة من الساحل الشرقي الأمريكي في اتجاه آسيا.
وأضاف ـ في كلمته خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي للنقل البحري واللوجستيات (مارلوج 10) والذى يقام تحت عنوان (الرقمنة في الموانئ وصناعة النقل البحري) ـ أن هيئة قناة السويس ستظل دائماً رائدة في الأخذ بأحدث أساليب وتكنولوجيا الإدارة والتشغيل وأيضا في تطبيق آليات التكامل بين كافة عناصر النقل البحري بما يحقق الأهداف المرجوه في هذا المجال.
وقال إن هيئة قناة السويس أعدت كافة السيناريوهات الكفيلة بمواجهة أية أزمات طارئة وهو ما تجلى بوضوح فى مواجهة أزمة جائحة كورونا التي ضربت مفاصل حركة التجارة والاقتصاد العالمي مطلع عام 2020، وأثرت بالسلب على كافة المجالات ذات الصلة بحركة الملاحة الدولية والنقل البحري بشكل عام ولكن هذا الأثر السلبي بقي عند حده الأدنى فيما يتعلق بقناة السويس بفضل استراتيجية استباقية متكاملة رباعية المحاور أعدتها إدارة القناة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.
وأشار إلى أن المحور الأول: التحول الرقمي ويمثل في ما بدأناه من خلال إطلاق منصة متكاملة للخدمات الإلكترونية تتيح لعملاء قناة السويس الحصول على عدد من الخدمات الإلكترونية المتنوعة بدءا من خدمات حجز عبور قناة السويس والسداد الإلكتروني لرسوم العبور بالإضافة لخدمة التعاقد على عمليات الإصلاح وصيانة الوحدات البحرية في ترسانات هيئة قناة، وصولا لطرح العطاءات والمزايدات الخاصة بالهيئة إلكترونياً، فضلا عن تعزيز البنية التحتية الرقمية من خلال تنفيذ مشروع الشبكة الموحدة التي تربط بين كافة مرافق ومنشآت الهيئة في مدن القناة عبر مراكز تكنولوجية متطورة لتخزين وتداول المعلومات بما يضمن سرية البيانات وسرعة اتخاذ القرار.
وأوضح أن المحور الثاني يتمثل في إطلاق حملة التسويق الأخضر لقناة السويس باعتبارها أقصر المسارات الملاحية الواصلة بين الشرق والغرب بما يسهم في تقليل استهلاك وقود السفن والحد من الانبعاثات الكربونية الضارة، والمحور الثالث يتضمن فتح خطوط اتصال وتسويق مباشر مع كافة الخطوط الملاحية العالمية مع تبني سياسة تسويقية مرنة والإعلان عن حزم تخفيضات لمختلف أنواع السفن.
وأشار إلى أن المحور الرابع يشمل الدخول إلى أسواق جديدة وبعيدة جغرافياً عن قناة السويس واجتذاب أعداد من السفن كانت لا تعبر القناة في السابق وقد كان لهذه الاستراتيجية أبلغ الأثر في الحد من تداعيات الجائحة على قناة السويس حيث تشير الأرقام التي تحققت خلال عام 2020 إلى عبور 18830 سفينة وإيرادات بلغت 5 مليارات و605 ملايين دولار، إلى جانب تنفيذ عدد كبير من عمليات العبور والإرشاد غير التقليدية، مشيرا إلى إرشاد إحدى سفن الركاب العملاقة عن بعد في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ القناة بسبب وجود 65 حالة مصابة بالفيروس وتوصية الحجر الصحي بعدم صعود أي مرشد على متنها، وبالرغم من ذلك تم إرشادها عن بعد بمنتهى الكفاءة والاقتدار.
