أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر ستسعى على مدار العامين القادمين إلى التركيز على قضيتين أساسيتين هما: التمكين الاقتصادي للمرأة باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية، ومكافحة التدعيات السلبية للإرهاب والتطرف على المرأة.
وقال الرئيس السيسي إن هناك فرصة تاريخية لطرح الصورة الحقيقية والصحيحة حول وضعية المرأة في الإسلام، مشددا على ضرورة التمكين الحقيقي للمرأة في كافة المجالات لتحقيق التنمية الحقيقية.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي، في افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التعاون الإسلامي الخاص بالمرأة، المنعقد بقاعة مؤتمرات الماسة بالعاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة الدكتور أحمد يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وعدد من كبار رجال الدولة.
وأكد الرئيس السيسي، صباح اليوم الخميس، أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأهم، مشددا على أهمية سياسات حماية المرأة وضرورة استخدامها لتوفير فرص عمل للمرأة ودعم صحتها، وذلك انطلاقا من أن المرأة تعد أكثر الفئات تأثرا بالأزمات.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه رغم التقدم الملحوظ في مجال تمكين المرأة لا زال هناك الكثير من العمل في هذا المجال يمكن انجازه لتتمتع المرأة بمكانتها اللائقة في المجتمعات.
ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر اطلاق عمل “منظمة تنمية المرأة” بمقرها الدائم في مصر، وهي أول منظمة دولية متخصصة في إطار منظومة التعاون الإسلامي لتعزيز، وحماية حقوق المرأة والنهوض باحوالها في كافة الدول الأعضاء بالمنظمة الاسلامية.
وأكد الرئيس، أن مصر حريصة على الارتقاء بالتعاون بين الدول الإسلامية لتحقيق نقلة نوعية في التعامل مع قضايا المرأة.
وأبدى الرئيس السيسي بسعادته بالمشاركة في المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التعاون الإسلامي الخاص بالمرأة، في العاصمة الإدارية الجديدة التي تعكس صورة مصر الحديثة التي تتسع للجميع دون تفرقة في إطار مبادئ العدل والمساواة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر حرصت منذ اللحظة الأولى عند وضع خطط عملها وسياساتها في التعامل مع جائحة كورونا على توجيه اهتمام خاص للحد من تداعياتها على المرأة، ورصدت لهذا الهدف مخصصات واسعة، مشددا على أن ذلك الاهتمام تجسد في تعزيز خدمات الحماية الاجتماعية للمرأة وتدعيم سبل حمايتها من العنف واستحداث سياسات مالية واقتصادية جديدة وداعمة لسوق العمل من شأنها تعزيز تمكين المرأة اقتصاديا وتوفير فرص عمل مناسبة للعناصر النسائية من العمالة غير المنتظمة؛ إضافة إلى العمل بقوة في المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة المصرية.
وتابع الرئيس السيسي أنه منذ دخول ميثاق “منظمة تنمية المرأة” حيز النفاذ فإن مصر لم تدخر جهدا لدعمها فنيا ولوجستيا حتى تبدأ عملها، مشيرا إلى أنه أصدر توجيهات بتحمل مصر تسديد حصة المساهمات السنوية للدول الشقيقة الأقل نموا في المنظمة وعددها 22 دولة؛ سواء التي صادقت على النظام الأساسي وانضمت بالفعل أو تلك التي لم تصادق وفي طريقها للانضمام.
وأشار إلى أن مصر خصصت باعتبارها دولة المقر مبنى مستقلا متكاملا ومتميزا به كافة التسهيلات والخدمات، مؤكدا اهتمامه الشخصي بإنشاء مركز فكر بحثي في اطار هذه المنظمة يضاهي المراكز العالمية لإعداد الدراسات المتعمقة حول كيفية النهوض بأحوال المرأة في عالمنا الإسلامي”.
وأبدي الرئيس السيسي تطلعه إلى أن يتم توجيه اهتمام خاص لإيجاد أواصر قوية بين هذه المنظمة الوليدة والمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال خاصة في إطار منظومة الأمم المتحدة؛ وذلك لإثراء نشاطها وصياغة برامج تعاون مشتركة تخدم أهداف المنظمة ومصالح أعضائها.
وأكد الرئيس أن منظمة التعاون الإسلامي تمثل ساحة مهمة رئيسية لتعزيز دور المرأة في العالم الإسلامي، لافتا إلى أننا اليوم لدينا فرصة تاريخية مهمة لطرح الصورة الحقيقة والصحيحة حول وضعية المرأة في الإسلام وذلك عبر الارتقاء بتعاون دولنا في هذا المجال، وتسليط الضوء على إنجازات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من حيث معدلات وصول المرأة إلى مواقع القيادة وتمكينها في جميع المجالات، وحمايتها من أوجه العنف والتمييز وغيرها من القضايا الرئيسية، لنوضح للعالم أجمع حقيقة أن ديننا الحنيف أعطى المرأة حقوقها من أكثر 1400 عام.
وقال الرئيس السيسي إنه على الرغم من التقدم الملحوظ، الذي أحرزته معظم دولنا في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، إلا إننا مازلنا نرى أن هناك الكثير من العمل في هذا المجال يمكن إنجازه، حتى نصل إلى ما نصبو إليه جميعا من حيث تتمتع المرأة بمكانتها اللائقة في مجتمعاتنا، إعمالا لقول نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم : “استوصوا بالنساء خيرا”، وقوله صلى الله عليه وسلم : “اتقوا الله في النساء”.
أ ش أ