شيخة: نعمل مع 60 ألف موزع نشط.. و300 مصنع
«بريمور» حققت نموا فى حجم الأعمال 35 ضعفا خلال 3 سنوات
ربما لم يتردد أمامك شركة تحمل اسم «بريمور» كثيراً خلال الفترة الماضية.. لكن تأكد أنك ستسمع عنها خلال السنوات المقبلة، بعدما نجحت فى خلق نموذج فعال راهن عليه عمالقة التكنولوجيا المالية فى مصر مثل «فورى»، كما اقنعت الشركة، مؤسسة التمويل الدولية الذراع الاستثمارية للبنك الدولى للاستثمار فيها.
لذلك حاورت «البورصة» أحمد شيخة، أحد مؤسسى «بريمور» لمعرفة مزيد عن المنصة، ورحلتها منذ التأسيس حتى النجاح.
يقول شيخة إن «بريمور» هى شركة تسويق اجتماعى فكرتها هى توصيل شركات ناشئة للمستهلك عن طريق شبكة من الأفراد الموزعين والأفراد يبيعون لدوائرهم، عبر وسائل التواصل استخدام التكنولوجيا، فكل المعلومات عن طرق البيع والربح والمنتجات متاحة على التطبيق وكذلك السياسات التسويقية الى تستطيع أن تعمل بها.
أضاف: «من جهة الأخرى المصنع أو صاحب المنتج يستطيع معرفة خطة البيع ونظام الأسعار والتوزيع الذى غالبًا ما يكون على نطاق واسع فى كافة أنحاء الجمهورية، كما أننا لا نفرض قيودا على أى منتجات ترغب فى التوزيع عبر تطبيقنا».
وعن عدد الموزعين والمصانع والمنتجات التى يوزعونها، بين شيخة أن لديهم الآن 60 ألف موزع مستقل منهم 20 ألف نشط مقابل 9 آلاف فى بداية السنة، ونما حجم المبيعات 35 مرة منذ 2018 وحتى الآن، كما زادت المساحة التخزينية من 3 آلاف إلى 9 آلاف متر، وبداية من نوفمبر حصل الشركة على 14 ألف مترجديد لتصل بنهاية العام الحالى إلى 30 ألف متر، كما تعاقدت مع 300 مصنع لتوزيع نحو 8 آلاف منتج.
وحول ما إذا كان تعاملهم فقط مع الشركات الناشئة؟ قال: «نحن نعمل مع شركات من كافة الاحجام، ولدينا 3 قطاعات نستهدفها فى مقدمتها الشركات غير المعروفة، والشركات الكبرى بينها الشركات متعددة الجنسيات وبدأنا بالفعل العمل مع بعضها لتوزيع منتجاتها، ونستهدف أن نوزع منتجاتنا أيضا فى فترة قريبة».
وعن خطط التوسع الخارجى أوضح شيخة أنهم يستهدفون التوسع خارج مصر، وتحديدًا فى الأسواق الإفريقية، والشرق الأوسط، خصوصا فى البلدان التى يعتمد فيها الاقتصاد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة ولديها إشكالية وصول المصنعين للمستهلك او دخول السوق.
وبالعودة مرة أخرى لفكرة «بريمور»، ومن أين جاءت؟ أشار شيخة إلى أنه منذ بداية تأسيس الشركة، وهم يضعون توزيع المنتجات وأن نكون حلقة وصل بين المصنعين والمستهلكين. لكنها كانت خطوة ثانية ظنًا أن اكتساب ثقة الطرفين لن تكون سهلة، لذلك بدأوا بتصنيع منتجات سريعة التدوير، لكن لم تكن خطوة موفقة لكنها قادتهم إلى التحول للتوزيع بعدما وجدوا تجاوب من المصانع سريع، ولفت نظرهم قدرة ربات البيوت على بيع المنتجات والوصول للمستهلك بشكل جيد.
وتابع: «فكرنا لماذا لا ننقل القناة البيعية تلك لمستوى أعلى ونسعى لدعم ربات المنازل بالخبرة والمعرفة لتحسين قدرتها على التسويق؟ ومن هنا جاءت بريمور لتكون حلقة الوصل بين البائع والمستهلك من خلال أبطال المبيعات استغلالا لقدرتهم على الوصول للمستهلك فى دوائرهم والمحلات القريبة».
وعن تحدى تواجدهم فى لحظة تشهد فيها التجارة الإلكترونية نموًا ودخول عمالقة منها «أمازون» للسوق المحلى، شدد شيخة على أنهم ليسوا منافسين بقدر ما يفضلون أن يكونوا البنية التحتية للتجارة الإلكترونية، أى أنهم قناة بيعية تمهد للمصانع التى تسعى لاختراق السوق، والطريق للظهور على المنصات الكبرى. فبعض الشركات لا تستطيع أن تظهر فى نتائج البحث الأولى لتلك المنصات لما يتطلبه من تكلفة تسويق ربما لا تستطيع الوفاء بها، كما أنه حتى إن ظهر ذلك لا يضمن بيع المنتج أكثر بما ينعكس على إيراداته.
وأوضح أن ما يوفرونه هو قناة بيعية موازية يستطيع العميل أن يصل بها للمستهلك، فيترك لديه انطباعا جيدا بشكل كاف ليعيد شراء المنتج ثانية إذا ظهر أمامه على مواقع التجارة الإلكترونية أو عبر أبطال المبيعات، خصوصا أن %70 من المنتجات التى يتم بيعها خارج القاهرة والإسكندرية.. ويتم التركيز على الصعيد والمناطق الحدودية.
وفيما يتعلق بخطواتهم بعد الوصول للفكرة، أشار شيخة إلى أن الخطوة الثانية كانت استخدام التكنولوجيا للوصول لحجم أعمال أكبر وإتاحة فرص أكبر لعرض المنتجات واستهداف السوشيال ميديا كقناة بيعية، وإنجاز ذلك نقلنا للخطوة الثالثة وهى الوصول للتمويل بشكل فعال.
وبالحديث عن أكثر عن الجولات التمويلية التى حصلت عليها الشركة أوضح أنهم أنهوا مؤخراً الجولة الثالثة والتى شارك فيها مستثمرون محليون وإقليميون، بينهم «فورى» ومؤسسة التمويل الدولية، ويتوقعوا إتمام جولة رابعة مطلع 2022.
أضاف أن الجولة الأولى كانت فى 2019 بقيمة 800 ألف دولار، والهدف منها تمويل خلق نموذج فعال للفكرة للوقوف على مدى قدرة الشركة على المنافسة.. وبالفعل تضاعف حجم المبيعات 5 مرات، وفى 2020 تم تنفيذ الجولة الثانية بقيمة 3.5 مليون دولار، والغرض منها كان النمو وقادتهم لتغطية معظم مناطق الجمهورية ووصلوا لـ3000 منتج وارتفع عدد أبطال المبيعات الذين يعملون من خلال الشركة.
وعن الغرض من الجولة الثالثة أشار إلى أن «بريمور» تستهدف أن تصبح منصة متكاملة تمتلك مساحات تخزينية كبيرة وشركة لشحن المنتجات وكذلك تدشين نظام للتقسيط أو البيع الآجل، ومساعدة أبطال المبيعات فى فتح محلات خاصة بهم، واستخدام التكنولوجيا بشكل معمق أكثر يمكننا من معالجة البيانات للوقوف على مخرجات تساعدنا فى تحسين ربحية العملاء.
كما تسعى «بريمور» لميكنة المدفوعات وتتفاوض مع 6 جهات حاليًا، متوقعا ظهور تلك الخدمات خلال العام المقبل.
وعن أكثر المراحل التى تراها نقطة تحول فى حياة «بريمور» بين أن انضمامهم لمسرعة الأعمال «فلات 6 لابس»، كان نقطة تحول، رغم أن بداية العمل والبيع على الأرض بمفردهم لم تكن سيئة بل على العكس خلال 8 أشهر حققنا عوائد، لكن بعد إنضمامنا لمسرعة الأعمال النمو اختلف تماما.
فبعد 4 أشهر أصبح حجم الأعمال يرتفع %50 على أساس شهرى.
وعن تأثير خبراتهم الشخصية، قال شيخة :» شرفت أنا والشريك المؤسس للشركة بالعمل فى إحدى الشركات متعددة الجنسيات وكان لتلك التجربة أثر كبير على خبراتنا، خصوصا فيما يخص ثقافة العمل والخبرات التى يحظى بها الموظفون من تغير مهماتهم بشكل دورى سمحت بتعلم كافة الخبرات فى مراحل الإنتاج المختلفة، عبر نظام عالمى مدعوم بقوة وفيه الكثير من الدعم والخبرات وآلية انتقال تلك الخبرات».
وعن رؤيته لنظام تغيير الوظائف والمهمات وإن كان مفيداً فى خلق كوادر، أشار شيخة إلى أن النظام كان له دور كبير فى الخبرات التى اكتسبتها، لكن يجب ألا نكتفى بالعناوين وننسى السياق وما تم فيه من دعم كبير متوافر لجميع من لا يمتلك الخبرة ويرغب فى التعلم، لذلك اعتقد أن تنفيذه فى شركات محلية دون وجود ذلك السياق قد لا يؤتى ثماره.
وبالرجوع مرة أخرى للبدايات قال إنه على العكس لم تكن البدايات سهلة، فمع حدوث التحول من التصنيع للتوزيع لم يتفق جميع المستثمرين وحدث بعض التخارجات، لكن «تمسكنا باستكمال الفكرة وكانت فترة صعبة لكن وضوح هدفنا سهل عملية الاستمرار وتعاملنا مع كل أزمة كتحدٍ».
وعن الطرح فى البورصة وهل يعد بديلا يفكرون فيه؟ أشار شيخة إلى أن كل الخيارات مطروحة، والبورصة من أكبر قنوات التمويل على مستوى العالم.. والسؤال هو متى؟ وكيف يكونون جاهزين؟ وما الآلية؟ خصوصا أنهم يمتلكون القواعد المؤسسية وكانوا حريصين على الالتزام بقواعد الحوكمة وكل الإجراءات المحاسبية، وتواصلوا مع الجهات الحكومية.. ودخول مؤسسة التمويل الدولية و«فورى» يعزز البنية المؤسسية أكثر.
وتابع: «نموذج عملنا من النماذج التى تحقق ربحية وهيكل متناسب مع البورصة.. لذلك هى دائمًا خيار، وإن لم يكن الأوحد».
