تستعد شركة خزنة لحلول التكنولوجيا المالية، لإغلاق جولة تمويلية جديدة قبل نهاية العام الحالى، بعد ما ضخت استثمارات منذ التأسيس تقدر بحوالى 10 ملايين دولار.
قال عمر صالح، مؤسس شركة خزنة، إنَّ تأسيس المجلس الأعلى للمدفوعات كان نقطة تحول لجميع العاملين فى الصناعة، خصوصاً أن الهدف الأساسى للمجلس هو الحد من نشاط الاقتصاد الموازى، وتقليل التعامل بالكاش والتحول للعمل الإلكترونى، إذ ترافق ذلك مع صدور قوانين ومحفزات للشركات العاملة بالتكنولوجيا.
وأوضح أنه نظراً إلى طبيعة عمله القريبة من القطاع المصرفى، رأى أن تلك هى اللحظة المناسبة لإطلاق شركة خزنة لتشجيع العملاء على استخدام القنوات الرقمية والخدمات المالية.
أشار «صالح» فى حوار لـ«البورصة»، إلى أن المعضلة الأساسية فى مصر، تتمثل فى أن %30 فقط من البالغين لديهم حسابات بنكية، ونحو %5 فقط يستفيدون من الخدمات المالية الأخرى، فى حين تتعامل النسبة الأكبر عبر البطاقة الإلكترونية فقط لصرف الراتب من ماكينات الصراف الآلى، ما يعنى أن الأموال التى تمت ميكنتها تعود للوضع النقدى مجدداً، وبالتالى تدخل فى الاقتصاد الموازى مرة أخرى.
وتابع أن «خزنة» أول شركة حصلت على كارت «ميزة» بالتعاون مع مصرف أبوظبى الإسلامي، مشيداً بنموذج ميزة الذى اعتبره بمثابة «حل عبقرى لا تستطيع سوى الدول الكبرى ابتكاره».
وأشار إلى أن إصدار «خزنة» بطاقتها الخاصة لا يحد من التعامل مع أصحاب البطاقات الأخرى الذين يمثلون شريحة كبيرة من عملاء الشركة.
أضاف أن فكرة التطبيق جاءت من ملاحظة أن كثيرين يعانون من نقص السيولة المالية على مدار الشهر، فجاءت فكرة التنسيق مع الشركات لإتاحة صرف رواتب الموظفين عن أيام العمل التى انتهت بالفعل دون الحاجة لإتمام الشهر للحصول على كامل أجورهم.
وتتيح الشركة عدة خدمات أخرى عند الحصول على الراتب، تتمثل فى دفع الفواتير، وعروض التقسيط، وحول لغيرك، وخدمة «خزنة»، ومن المستهدف إضافة عدد من الخدمات الجديدة.
أشار «صالح»، إلى أن طرح تمويل الأصول مرتفعة التكلفة سيكون عبر التعاون بين الشركة والبنوك، مشيراً إلى أن دور «خزنة» هو وسيط بين البنك والعميل الذى يتخوف من التعامل مع البنوك، ويفضل التعامل مع بساطة التطبيق.
وتوقع أن يصل عدد عملاء الشركة بنهاية العام الحالى إلى 100 ألف عميل نشط، ثم مليون عميل بنهاية 2022 و5 ملايين عميل بنهاية 2023، لافتاً إلى أن «خزنة» بدأت بـ5 آلاف عميل فقط وهو ما يعنى تحقيق 20 ضعفاً على مدار العام الحالى.
ولفت إلى أن «خزنة» تتعاون مع 200 شركة حالياً لديها نحو 400 ألف موظف، بخلاف ملايين الأفراد من العمالة غير الرسمية المتعاملين مع الشركة عبر عدد كبير من الآليات بينها بطاقات «خزنة».
والشركة تتعامل مع عدة بنوك فى مصر، وتستفيد «خزنة» من المميزات التى يقدمها كل بنك، سواء الحجم الصغير الذى يسمح بمرونة أكبر أو البنية التكنولوجية القوية، موضحاً أن الشركة حصلت على رخصة وكيل عام لمصرف أبوظبى الإسلامى، لتقدم تلك الخدمات نيابة عن البنك.
قال «صالح»، إن الكارت المصدر بالشراكة مع مصرف أبوظبى الإسلامى- مصر، يتيح للعميل الوصول لحسابه عبر الموبايل لمعرفة رصيده والمبالغ المحولة له.
وأضاف أن «خزنة» على وضع عروض على استخدامات الكارت بالتعاون مع 10 من أكبر 20 تاجراً فى عدد من القطاعات، مؤكداً أن الشركة تسعى للتعاون مع 500 تاجر خلال الفترة المقبلة.
وقال إن تبسيط المعاملات المالية هو أساس خدمات الشركة، إذ إن ما تقدمه «خزنة» هو خدمات إلكترونية لكن بشكل مبسط، مشيراً إلى أن اتجاه الدولة نحو التحول الرقمى وتعزيز الشمول المالى، بالإضافة إلى وجود فرصة لتحقيق الأرباح أبرز العوامل التى ساعدتنا على تأسيس الشركة، لافتاً إلى وجود استثمارات أجنبية من أمريكا وأوروبا والخليج ضمن هيكل مساهمى الشركة.
وأشار «صالح» إلى أن «خزنة» لم تصل بعد لنقطة تعادل التكلفة والأرباح؛ لأنها شركة ناشئة تسعى لاستمرار النمو، عبر ضخ استثمارات بشكل مستمر.
وكشف أن هيكل الملكية به 4 صناديق استثمار كبيرة بينها «ديستربتك» و»ألجيبرا فينشرز»، مشيراً إلى أن الشركة بصدد إغلاق جولة تمويلية كبرى جديدة خلال شهرين يقودها صندوق كبير فى المجال المالي، وتخطى معدل التغطية 5 أضعاف المبلغ المطلوب.
أوضح أن ارتفاع معدل التغطية أتاح فرصة اختيار المستثمرين الأكثر إفادة للشركة، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من الصناديق العالمية تضع فرص الاستثمار فى «خزنة» نصب أعينها.
وأشار إلى أن المستثمرين وصناديق الاستثمار، باتوا يفضلون القدوم لمصر لرؤية الوضع على الطبيعة والمشروعات التى تقوم بها مصر ومقر العمل، وأن الجولات الترويجية لجمع التمويلات أصبحت تتم فى مصر.
وذكر أن معدل نمو المعاملات الرقمية فى مصر، دفع الصناديق للقدوم إليها وتفضيلها على الاستثمارات فى البلدان الأخرى، لأن المستثمر يُقيم فى النهاية فرص النمو المتاحة فى كل البلدان قبل أن يقع اختياره على الاستثمار الذى يريد أن يدخله، لذا كان الاهتمام العالمى بشركات التكنولوجيا المالية فى مصر دليل على أن الصناعة تسير على الطريق الصحيح.
وكشف أن حجم ما ضخته الشركة من استثمارات بلغ نحو 10 ملايين دولار، وهو مجموع ما تم جمعه من جولة تمويلية، مشيراً إلى أن الشركة قامت بتوظيف معظم المبلغ.
قال «صالح»، إنَّ «خزنة» لديها فريق عمل قوى يمتلك خبرات مصرفية وتقنية كبيرة ووصل عددهم إلى 80 حالياً، مشيراً إلى أن الشركة تضع فريق العمل على رأس اهتماماتها، وتتيح الفرصة أمام الجميع للمشاركة بآرائهم، حيث يضم فريق الإدارة فى شركة خزنة مديرين تنفيذيين من Worldremit، Valeo، IBM، Uber، CIB، Arqaam Capital and Jumia.
وحول مشاركة الشركة فى الدورة 25 من معرض القاهرة الدولى للتكنولوجيا كايرو اى سى، أوضح «صالح»، أن هدف المشاركة هو تمثيل قطاع التكنولوجيا المالية فى أحد أكبر المعارض المقامة بمصر والمنطقة، وكذلك عرض أحدث الخدمات التكنولوجية التى تقدمها الشركة للسوق المصرى والتى تهدف إلى تعزيز أهداف الشمول المالى باإلضافة إلى الاطلاع على أحدث التطورات بقطاع التكنولوجيا.
وأضاف، أن «خزنة» ستقدم من خلال المعرض تطبيق خزنة وبطاقة خزنة ذات العلامة التجارية ميزة، إذ تعد بطاقة خزنة الأولى من نوعها فى مصر حيث يتم إصدارها بواسطة الشركة وربطها بتطبيق خزنة لتمكين حامليها من استلام الأجور لحظياً فى أى وقت خلال الشهر.
ويسمح كارت خزنة بالسحب والإيداع والشراء من المحال التجارية والشراء الأون لاين، فضلاً عن إمكانية التحويل إلى محفظة هاتف محمول فى مصر مما يقلل من استخدام المعاملات النقدية ويدعم مستهدفات البنك المركزى نحو مجتمع لا نقدى.








