كان عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي أعلى بمقدار الخمس في يناير مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ستة أشهر، وفقًا لمسح أظهر أن العائلات البريطانية تكافح لإطعام نفسها حتى قبل ارتفاع تكاليف المعيشة.
أظهرت بيانات مؤسسة الغذاء الخيرية الحديثة أن 4.7 مليون بالغ قد عانوا من انعدام الأمن الغذائي في يناير، وهو ما يعادل 8.8% من السكان، وهذا أعلى بنسبة 20.5% مما كان عليه في يوليو الماضي عندما وجد أن 3.9 مليون بالغ عانوا من انعدام الأمن الغذائي.
تأتي المؤشرات الصارخة للجوع قبل أن يلحق الضرر بمستويات المعيشة لمرة واحدة في كل جيل، حيث يستعد الناس في المملكة المتحدة لضربة ثلاثية من الزيادات الضريبية وزيادة تكاليف الطاقة وتضخم أسعار المستهلكين.
قالت آنا تايلور، المديرة التنفيذية لمؤسسة الغذاء، إن هذه البيانات أعطت “مؤشراً مبكراً على أن الأسوأ لم يأت بعد”.
وأفادت أن “الكثير من الأسر تعيش على حافة الهاوية، وسيتم دفعهم إلى المزيد من التوتر والقلق من عدم معرفة ما إذا كان بإمكانهم وضع الطعام على المائدة”.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن الانخفاض في مستويات المعيشة لكثير من سكان بريطانيا دفع المستشار ريشي سوناك الأسبوع الماضي إلى الإعلان عن حزمة بقيمة 9 مليارات جنيه إسترليني لمساعدة الأسر المتعثرة.
وفي اليوم نفسه، أعلن منظم الطاقة “أوفجيم” عن زيادة بنسبة 54% في فواتير الطاقة، ورفع البنك المركزي البريطاني أسعار الفائدة من 0.25% إلى 0.5%.
وحذر التقرير من أن التضخم قد يصل إلى 7.25% بحلول أبريل، ما يهدد بالحد من القدرة الشرائية للأفراد، حيث أن الزيادة المخطط لها في مساهمات التأمين الوطني تقلل من أجورهم التي يحصلون عليها.
مع ذلك، حذر بول جونسون، مدير معهد الدراسات المالية، من أن الحزمة التي أعلنها سوناك “لن تمنع متوسط الدخل ومستويات المعيشة من الانخفاض خلال العام المقبل”.
وجد استطلاع أجرته مؤسسة الغذاء، من خلال شركة “يوجوف” واستناداً إلى ردود أكثر من 4000 شخص، أن 62% من الأسر عانت من ارتفاع فواتير الطاقة وتكاليف متاجر المواد الغذائية، وخفض بنسبة 16% من التكاليف المخصصة للطعام من أجل الحصول على ضروريات أخرى.
كذلك، أفاد مليون بالغ- ما يعادل 3.6% من السكان- أنهم اضطروا إلى قضاء يوم واحد على الأقل دون تناول الطعام الشهر الماضي لأنهم لم يتمكنوا من تحمل تكاليف الطعام أو الحصول عليه، بينما كانت هذه النسبة تبلغ 2.6% في يوليو.
كما أن الأسر التي لديها أطفال كانت أكثر عرضة للمعاناة من أجل إطعام نفسها، حيث يعاني 12.1% من الأسر من انعدام الأمن الغذائي.








