
لم تضيع شركات الغاز فى الاتحاد الأوروبى أى وقت فى التفكير فى كيفية الاستفادة من قرار الاتحاد الأوروبى بإدراج الوقود الأحفورى فى كتاب القواعد الخضراء الخاص به.
يجرى عملاء صناعة الغاز فى «نومورا إنترناشيونال» بالفعل محادثات مع البنك بشأن المبيعات المحتملة للسندات الخضراء، التى تصدر عادةً بتكاليف اقتراض أقل، نظراً لارتفاع الطلب على الأصول غير المضرة بالبيئة.
هذا الأمر سيكون بمثابة نعمة بعد الاقتراح الذى قدمته المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضى لمنح موافقتها على بعض مشاريع الغاز للمساعدة فى تحويل القارة بعيداً عن أنواع الوقود الأكثر تلوثاً مثل الفحم، حسبما ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»: إنها خطوة ستكون مثيرة للجدل بالنسبة للعديد من الصناديق المسئولية اجتماعياً، التى قد تتجنب طرح شركات الوقود الأحفورى لهذه الديون، كما أنه من المرجح أيضاً أن يضعف طموح الاتحاد الأوروبى لجعل كتاب القواعد الخضراء الخاص به «معياراً ذهبياً» للاستثمار البيئى.
قال جاريك أولزوفكا، رئيس التمويل المستدام فى أوروبا والشرق الأوسط لدى «نومورا» فى مقابلة: «ستكون هناك إصدارات من هذه الصناعات، والخطر أنها تجعل الاتحاد الأوروبى عرضة للهجمات بكل سهولة».
حتى تُصنف باعتبارها سندات خضراء أوروبية، يجب أن تتماشى العائدات مع ما يسمى بالتصنيف فى الاتحاد الأوروبى، وهى مجموعة من المعايير للاستثمارات تشمل مجموعة من الأنشطة الاقتصادية المتوافقة مع هدف الوصول إلى الحياد المناخى بحلول عام 2050.
عادةً ما تتطلب القواعد المتعلقة بالغاز مشاريع مؤهلة لتحل محل منشأة الفحم والالتزام بالحد الأقصى للانبعاثات، وهذا القرار قاد البعض للتساؤل عما إذا كان يمكن تحقيق هذا الهدف المناخى الآن.
تقول المفوضية الأوروبية، إن الغاز- وكذلك الطاقة النووية- يعد تقنيات من شأنها مساعدة الدول المتواجدة فى الكتلة على الانتقال بسلاسة بعيداً عن الأنشطة الأكثر تلويثاً.
مازال أمام المشرعين فى البرلمان والدول الأعضاء 4 أشهر على الأقل للاعتراض قبل دخول اللائحة المعدلة حيز التنفيذ فى بداية العام المقبل، فهذه اللائحة سيكون لها آثار غير مباشرة عبر حزمة من تشريعات التمويل المستدام فى الاتحاد الأوروبى، التى تتضمن قوانين مصممة لتعزيز الإفصاحات المتعلقة بالبيئة والمجتمع والحوكمة ومعيار السندات الخضراء للكتلة.
كذلك، قال أولزوفكا إن معيار السندات الخضراء للكتلة سيشمل على الأرجح الغاز والنووية، مضيفاً أن شركات الغاز ربما تستخدم الآن السندات الخضراء بدلاً من الديون المرتبطة بالاستدامة لتمويلها.
فى الوقت الذى تتنافس فيه البنوك، مثل «جيه.بى مورجان» و«بى إن باريبا»، للسيطرة على عملية إدارة نشاط الاكتتاب فى السندات الخضراء، فإنها تخضع أيضاً لضغوط من الجهات التنظيمية والنشطاء لتنظيف محافظ الإقراض الخاصة بهم.