يشهد القطاع الصحى بمصر صفقات دمج واستحواذ قيد التنفيذ، ويتوقع مديرو الاستثمار فرصاً تلوح فى الأفق مع توسع الدولة في مشروع التأمين الصحى الشامل وتطوير القرى، واستمرار الزيادة السكانية.
تعتزم شركة “بى هيلث كير” المتخصصة في الرعاية الصحية والتابعة لشركة بي إنفستمنتس القابضة، توجيه استثمارات جديدة لقطاع العيادات المتخصصة خلال العام الجارى، بعد أن قامت فى ديسمبر الماضى، بتوقيع أولى استثماراتها عبر اتفاقية للاستحواذ على 51% من إجمالى رأسمال المركز المصرى التخصصى الحديث لعلاج العقم وأطفال أنابيب، كما شرعت فى استيفاء الموافقات المطلوبة من وزارة الصحة والجهات المعنية والبورصة المصرية لإتمام عملية الاستحواذ.
فيما يستمر سباق الاستحواذ على شركة الإسكندرية للخدمات الطبية، والذي ضم 8 شركات وتحالفات أبدت اهتمامها بشراء حصة فى الشركة التى تدير المركز الطبى الجديد بالإسكندرية.
سمير: عمليات النمو فى الفترة الماضية تدعم تنفيذ المزيد من الصفقات
قال الدكتور خالد سمير رئيس شركة تشاور للاستشارات المالية والصحية، إن عمليات النمو التي حققها قطاع الرعاية الصحية على مدار 5 أعوام ماضية، حفزت عدداً كبيراً من المستثمرين على الدخول فى هذا المجال إما عن طريق الاندماج أو الاستحواذ أو إنشاء مشروع جديد.
وأضاف سمير لـ “البورصة”، أن أغلب الصفقات التى نفذت العام الماضى فى قطاع الرعاية الصحية جاءت مدفوعه بالمكاسب التى حققها القطاع من جائحة كورونا، فى حين تأثرت القطاعات الأخرى سلبيًا من تلك التحديات.
وتوقع سمير، أن يشهد العام الجاري صفقات اندماج واستحواذ فى الرعاية الصحية والأدوية، لتوجه عدد كبير من الشركات إلى تطوير أنشطتها مع بداية عودة الحياة إلى طبيعتها وانحسار وباء كورونا محليًا وخارجيًا.
وأوضح أن عمليات الاندماج بالقطاع الطبي حالياً تستهدف تقديم خدمة أفضل واحتواء التكلفة وتحسين جودة الرعاية الصحية وتحسين جودة مقدمي الخدمات، بجانب اهتمام الدولة بالمنظومة الصحية سيدعم استمرار عمليات الاندماج والاستحواذ بهذا القطاع.
شفيع: رقابة جهاز حماية المنافسة ضرورية لضبط السوق
توقع مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن يشهد القطاع الطبي في مصر بجميع تخصصاته عمليات متعددة من الاندماج والاستحواذ، مؤكداً ضرورة استمرار رقابة جهاز حماية المنافسة على الصفقات لضمان عدم سيطرة طرف واحد على القطاع.
وأوضح شفيع، أن القطاع غير مرن وضروري لجميع الفئات مع زيادة سكانية منتظمة في مصر، وزيادة الطلب على قطاعات الرعاية الصحية.
وأضاف أن الشركات العاملة في قطاعات أخرى بعيدة عن الصحة، بدأت الاهتمام بالاستثمار غير المباشر فى مستشفيات وشركات أدوية نظرًا لفرص النمو الكبيرة بهذه القطاعات.
حافظ: انخفاض معدل المخاطرة بـ”القطاع الصحى” يرفع جاذبيته
وقال الدكتور محيى حافظ، رئيس لجنة الدواء بالاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، إن قطاع الرعاية الصحية أحد القطاعات الجاذبة للاستثمار مع بداية العام الجاري، نظرًا لانخفاض معدل المخاطرة، مقارنة بالأنشطة الاقتصادية الأخرى.
وذكر حافظ، أن الاستثمار في القطاع الصحى عادة ما يكون طويل الأجل، أى أن العائد الاستثمارى يكون ضعيف فى بداية المشروع ثم يتصاعد تدريجيًا خلال فترة تتراوح بين 3 و4 سنوات.
لفت إلى أن أبرز التحديات التى تواجه المستثمرين فى قطاع الأدوية هى التسعيرة الجبرية، مقابل ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، وبالتالى فإن ضبط هذه المعادلة يساهم فى زيادة الطاقات الإنتاجية للمصانع ويجذب مستثمرين جدد للقطاع.
توقع أن يشهد القطاع الطبى مزيداً من النمو خلال العام الجاري، بدعم من توجه المستهلكين إلى تغير السلوك العلاجي والاهتمام بالصحة العامة فى ظل انتشار الأمراض، وطالب بتوجيه مبادرات حكومية لتنشيط القطاع الطبي عبر تخصيص قروض بأسعار فائدة مخفضة، كما حدث مع عدد من القطاعات الاقتصادية مؤخراً.
كتبت: أمنية عاصم








