تعميق المكون المحلى يضمن تفادى مشاكل تدفقات سلاسل الإمداد
«صادق»: «دانون» وصلت بنسبة الخامات المحلية إلى 70%
تسعى الشركات العاملة فى قطاع الصناعات الغذائية إلى تعميق المكون المحلى داخل منتجاتها؛ لتفادى التأثر سلباً بأى أزمات عالمية مستقبلاً، خصوصاً الشركات المستوردة للخامات بنسب كبيرة، وهو ما يسلط الضوء على ضرورة توفير الحوافز والتسهيلات لدعم التوسع بهذه الصناعة، فى ظل نقص الخامات المستوردة، والسعى لجذب الشركات العالمية فى الخامات التى لا تُصنع فى مصر.
قال هيثم صادق، المدير العام، العضو المنتدب لشركة دانون مصر وشمال شرق أفريقيا، إنَّ مساعى الشركة لتعميق المكون المحلى بمنتجاتها نجحت فى الوصول إلى نسبة %70.
أضاف لـ«البورصة»، أن الشركة تواجه تحديات؛ بسبب صعوبة توافر بعض المواد الخام المستوردة لفترة محدودة، ولكن بعد صدور قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى استثناء مستلزمات الإنتاج والمواد الخام من إجراءات الاستيراد فإنَّ ذلك سيخلق انفراجة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
وقال عصام المداح، رئيس قطاع الموارد البشرية والشئون المؤسسية فى الشركة، إنَّ تعميق التصنيع المحلى للمواد الخام يوفر التكاليف بصورة جيدة تُساعد الشركات على النمو.
وأشار إلى أن شركة «دانون» من أقل الشركات العالمية التى تأثرت بأزمة سلاسل الإمداد والتوريد؛ بسبب الاعتماد على السوق المحلى فى توفير نحو %70 من خامات التصنيع، وبالتالى واجهت الأزمة بشكل قوى.
وأضاف: «لم يكن هذا هو الحال بالطبع قبل سنوات طويلة، لكن سعت الشركة لتحسين استراتيجية أعمالها فى الفترة الأخيرة، وطورت من نفسها كثيراً لمواجهة التحديات المباشرة وغير المباشرة عبر تقليل المواد الخام المستوردة».
وأوضح «المداح»، أن رؤية «دانون» المستقبلية تدور حول زيادة نسبة المكون المحلى أكثر وأكثر، إذ تؤمن بالتطوير الذى تحدثة الدولة حالياً فى هذا الشان، ولدينا فرص كبيرة فى تنمية المواد الخام المحلية.
«الحدودى»: استثناء خامات الصناعات الغذائية من الاعتمادات المستندية خفف حدة الموقف
وقال الدكتور إبراهيم الحدودى، مدير عام التصدير والتسويق الدولى بشركة الصباح، إنَّ شركات الصناعات الغذائية عانت، خلال الفترة الأخيرة، نقصاً بها، لكن استثناء الخامات من الاعتمادات المستندية أسهم فى التخفيف من حدة الموقف وتوفيرها إلى حد ما خلال الفترة الحالية.
لفت «الحدودى»، إلى أن استعادة توازن السوق، وتوفير الخامات بشكل كامل يحتاجام فترة تتراوح بين شهر و3 أشهر وفقاً لكل سلعة على حدة مع عودة استيراد الكميات التى يحتاجها السوق مرة أخرى؛ حيث يغطى السوق نحو %40 من الفجوة التى حدثت فى الخامات المستوردة.
وأوضح أن وجود مخزون من الخامات لدى الشركات الصناعات الغذائية أسهم فى التخفيف من أثر نقص الخامات، فيما واجهت الشركات صعوبة فى استيراد مواد التعبئة والتغليف، خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى نقص ملحوظ فى جميع المنتجات التى تعتمد على الألومنيوم فى تكوينها من مواد التعبئة والتغليف.
وشدد «الحدودى»، على أهمية مراعاة توفير الخامات للمصانع، والتعامل مع الفترة الحالية باعتبارها فترة استثنائية؛ حيث تعانى مختلف دول العالم أزمة فى سلاسل الإمداد؛ لتأمين احتياجات السوق من الأغذية، وتحقيق الأمن الغذائى فى مواجهة جميع التحديات التى يمر بها الاقتصاد العالمى.
«سلطان»: «ميفاد» لجأت إلى تنويع الموردين
وقال أحمد سلطان، المدير التجارى فى شركة «ميفاد»، إنَّ الشركة اتجهت للاعتماد على مستلزمات إنتاج محلية فى منتجاتها الخاصة لتعميق المكون المحلى داخل منتجاتها، حتى وصلت فى بعض المنتجات إلى %60 مكوناً محلياً، وبعض المنتجات وصلت إلى %90 خاصة فى المستحلبات.
وتعمل الشركة فى مجال مكونات الطعام، مثل الألوان الغذائية، والمستحلبات، ومحسنات المخبوزات.
قال «سلطان»، إنَّ العالم منذ جائحة كورونا، توالت عليه الأزمات المؤثرة فى الصناعة والإنتاج، بدءاً من ارتفاع أسعار الشحن بصورة كبيرة، ثم تذبذب القدرات الإنتاجية للمصانع العالمية، وارتفاع أسعار الخامات بمعدلات كبيرة.
ولجأت الشركة لتنويع الموردين الخاصين بها لتخطى الأزمات العالمية المتلاحقة، والبحث عن الحلول المحلية لتخفيف الآثار السلبية على إنتاجية الشركة.
وأشار «سلطان»، إلى ضرورة تشجيع المستثمرين للاعتماد على توفير مستلزمات الإنتاج الخاصة بهم من السوق المحلى، خصوصاً إن كان متوفراً كبديل، وتطوير الأبحاث فى هذا المجال للوصول لأفضل النتائج.
وأوضح أن الشركة تهتم كثيراً بزيادة المكون المحلى فى إنتاجها، ووصلت لـ%90 فى «المستحلبات»، ولا تزال الشركة تبحث عن الحلول التى تُجنبها الأزمات العالمية للحفاظ على معدلات الإنتاج لديها.
«فوزى»: «يونى أويل» تستهدف تدشين خطوط إنتاج جديدة
وقال جون فوزى، المستشار المالى لشركة يونى أويل لمدخلات إنتاج الطعام، إنَّ الشركة تستهدف تدشين خطوط إنتاج خاصة بها، بعد استقرار الأوضاع الاقتصادية، وتوافر الخامات لتغطية التكلفة الإنتاجية.
وتمتلك الشركة وكالات لعدة علامات تجارية عالمية.
أضاف أن هناك نقصاً فى المعروض؛ بسبب ارتفاع الأسعار العالمية للخامات بنسبة %30، بجانب ارتفاع سعر الدولار، وهو ما انعكس على المنتج النهائى منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية بزيادة قدرها %55.
وأوضح أن جميع المدخلات الأولية لمنتجات الغذاء يتم استيرادها من الخارج؛ حيث لا تتوفر خطوط إنتاج محلية لإنتاج لبن بودر، ومن الصعب زراعة الكاكاو محلياً، والزيوت جميعها من ماليزيا وإندونيسيا.
وأشار «فوزى»، إلى أن أكثر المنتجات التى تأثرت من الحرب بديل الزبدة (الزيت)؛ بسبب تأخير الشحن، وعدم توافر العملة الصعبة.
قالت إيمان حسن، مديرة العمليات فى شركة كيوبى (شركة هندسية متخصصة فى صناعة الماكينات)، إنَّ اتجاه الدولة بشأن تعميق التصنيع المحلى أثر إيجابياً بشكل ملحوظ على نشاط الشركة، وكان له أثر فى زيادة أعداد العملاء خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت لـ«البورصة»، أن العديد من المصانع المستوردة لخطوط إنتاج وماكينات التعبئة والتغليف تحولت للبحث عن المنتجات المحلية بدلاً من الاستيراد، كما كانت تفعل سابقاً، خاصة عقب جائحة كورونا، وتأثر السوق العالمى سلباً بها.
وأوضحت أن المنتجات التى تقدمها الشركة تضاهى جودة المنتجات الأوروبية، بأسعار تنافسية، كما تتميز الشركة بقدرتها على إجراء تعديلات خاصة لكل ماكينة؛ حتى تتناسب مع احتياجات العميل.
وتعتبر شركة كيوبى، استثمارات محلية بنسبة %100، وهى متخصصة فى صناعة ماكينات التعبئة والتغليف للمنتجات الغذائية، خاصة ذات الطبيعة السائلة مثل الألبان، والعصير، والمربى، ومعجون الطماطم، والخل، والزيت، وجميع العاملين بالشركة فى كل إداراتها مصريون، وتأسست فى عام 2009.
وأشارت «حسن»، إلى أن الشركة تصدر لأوغندا، والسعودية، والسودان، والعراق، وسلطنة عمان، وتستهدف الشركة النفاذ لأسواق تصديرية أكثر من خلال مشاركتها فى المعرض.
وقال هشام إبراهيم، مدير المبيعات بشركة «هاى تك» لتصنيع ماكينات التعبئة والتغليف، إنَّ القرار الصادر عن البنك المركزى والخاص بالتعامل وفقاً لـ«الاعتمادات المستندية» تسبب فى تأخر وصول مواد الإنتاج للمصنع خلال الشهرين الماضيين.
أشار «إبراهيم»، إلى أن الشركة اتجهت للاعتماد على موردين محليين لتوفير مواد الإنتاج المطلوبة للمصنع، والتى شهدت زيادة تقدر بنحو %25 وأبرزها «الحديد، والإستانلس ستيل».
وذكر أن الشركة تمتلك مصنعاً فى مدينة السادس من أكتوبر على مساحة 4 آلباف متر مربع، ويضم 4 خطوط إنتاج، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 خط سنوياً.
وقال أحمد سليم، مدير مبيعات شركة «بيك لاند» لإنتاج وتصنيع خامات المخبوزات والحلويات، إنَّ أبرز المعوقات التى تواجه الشركة حالياً، يتعلق بقرارات الدولة المصرية الأخيرة بشأن «الاعتمادات المستندية» التى تمثل عائقاً اقتصادياً كبيراً أمامها، وعلى أثرها توقف الإنتاج لعدة شهور.
وأوضح «سليم»، أن تأخر الإنتاج سببه نقص الخامات الأولية التى يتم توريدها للسوق المصرى من الخارج؛ لأنها غير متوفرة داخل السوق.
وأضاف أن ارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه المصرى، خلال الفترة الأخيرة الماضية، انعكس على أسعار الخامات الأولية المستخدمة فى صناعة الحلويات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحلويات المصنعة بنسبة %40 وكان من أبرزها الكريمات.
وقال محمد عماد الدين، مدير تسويق شركة «آل شاهين» لتصنع العبوات المعدنية، إنَّ الشركة تستورد جميع مستلزمات التصنيع من الخارج، ولا تعتمد على المُكوّن المحلى، وذلك لانعدام الاستثمار فى إنتاج الصفيح داخل مصر، بحسب رأيه.
وأوضح مدير تسويق «آل شاهين» أن الحرب الروسية – الأوكرانية، أثرت سلباً على حجم وقيمة استيراد الشركة من الخارج؛ نتيجة ارتفاع الأسعار عالمياً، فضلاً عن ارتفاع الدولار فى مصر، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنحو %45 خلال النصف الأول من العام الجارى 2022.
وأشار إلى ارتفاع أسعار خامات الصفيح عالمياً بنحو 1000 دولار للطن، وكذلك زادت أسعار الأحبار والورنيشات والإكسسوارات.
وقال هشام فؤاد، مدير مبيعات شركة الاتحاد الهندسى الدولى لتصنيع الأدوات «YES PAC»، إنَّ الدولة يجب أن تتوجه للاستثمار فى إنتاج مختلف خامات البلاستيك، خاصة التى نستورد منها كميات كبيرة؛ لأن الاستثمار فى هذا القطاع ضخم، ولن تقدر عليه شركات القطاع الخاص وحدها.
أضاف أن الطلب على خامات المواد البلاستيكية خصوصاً المستخدمة فى القطاع الغذائى عالٍ جداً، ويضمن التسويق الناجح للمصنع قبل إنشائه، وهو أمر سيوفر نسبة لا بأس بها من الفاتورة الاستيرادية للدولة ككل.
وطالب «فؤاد»، بتدعيم الصناعات، ودراسة القرارات قبل صدورها لاستقرار وضع المستثمر؛ حيث إن قرار وقف الاستيراد بالمستندات التحصيلية، والاعتماد على الاعتمادات المستندية، أوقف الكثير من المستثمرين عن العمل.