الدسوقي: فرصة واعدة للاستفادة من تراجع إنتاج الدول المنافسة
الطحان: مصانع تشكيل المعادن بدأت تصنيع جرارات الدولاب المودرن
رهن مصنّعو الأثاث ضمان استمرار المنافسة محليًا وخارجيًا بالاستثمار في تصنيع مستلزمات الإنتاج مثل الدهانات والأقمشة والاكسسوارات.
قال المصنعون، إن الحد من ارتفاعات أسعار المنتجات المستوردة لمدخلات إنتاج تلك الصناعة التي تعتمد على استيراد أكثر من 80% من مدخلات إنتاجها، سيتم عبر التصنيع، فضلا عن تصنيع بدائل الأخشاب وجذب تكنولوجيا تصنيعها في مصر.
كشف رجب الدسوقي، رئيس شركة ميديكو للأبواب المصفحة، أن الشركة تعتمد بشكل أساسي على الأخشاب MDF المستوردة لضمان جودة المنتج واستمرار المنافسة بمنتج عالي الجودة في السوقين المحلية والعالمي.
وأضاف لـ “البورصة”، أن المعروض من مستلزمات ومكوّنات إنتاج صناعة الأبواب المُصفّحة محدود للغاية، كما أن جودة المتاح منها محليًا لا تقارن بالمستورد.
وأوضح أهمية دعم صناعة مستلزمات الإنتاج ومساعدة الشركات لجذب تكنولوجيا تصنيع مدخلات الإنتاج، لرفع قدرة الشركات التصنيعية وعدم الاعتماد على الخامات المستوردة التي تتأثر بالأزمات الخارجية وأسعار الصرف للعملة المحلية مقابل أسعار العملات الأجنبية.
أشار الدسوقي، إلى أن تعطّل دخول مستلزمات الإنتاج المستوردة وتأخر دخولها من الموانئ المصرية يؤثر بطبيعة الحال على عمليات الإنتاج وخفض الطاقات الإنتاجية في الوقت الذي تشهد فيه الصناعات المصرية طلبًا متزايدًا من دول المنطقة مع تراجع المعروض من المنتجات الصينية والتركية.
ولفت إلى أن أمام المنتج المصري فرصة واعدة للاستفادة من تراجع وجود الدول المنافسة لزيادة الصادرات، لكن نقص مستلزمات الإنتاج يحد من الاستفادة من هذه الفرص الواعدة.
وقال شريف البقري رئيس شركة مارشال للأثاث، إن صناعة الأثاث تعتمد على استيراد أكثر من 80% من مدخلات ومستلزمات الإنتاج، لذا فإن هذه الصناعة بحاجة إلى دعم صناعة مستلزمات الإنتاج ودعم توفيرها لضمان الارتقاء بها واستمرار المنافسة في السوق العالمي.
أضاف أن مصر تعتمد على استيراد الأخشاب، لكن هناك بدائل حاليًا للأخشاب الطبيعية وهي MDF المستوردة بالإضافة إلى جزء من الإنتاج المحلي.
اقرأ أيضا: صناعة الأثاث: توفير الأخشاب يحتاج استراتيجية حكومية لزراعة الأشجار
وطالب بالتوسع في صناعة الأخشاب لتوفير احتياجات السوق وزيادة القيمة المضافة وتقليل معدلات زيادة الأسعار للمنتجات التي تتأثر بشكل لحظي بجميع الأحداث العالمية وأسعار الشحن الدولي والطاقة وغيرها.
وعدد الدهانات والأقمشة والاكسسوارات في مقدمة مدخلات ومستلزمات الإنتاج التي يجب التوجه إلى تصنيعها محليًا بشكل سريع، إذ تساعد هذه المنتجات في تعميق نسبة المكون المحلي في صناعة الأثاث وتخفض من تكلفة الإنتاج، كما تقلل الفاتورة الاستيرادية التي تؤثر بطبيعة الحال على الاقتصاد.
وقال عبدالحليم العراقي، رئيس مجلس إدارة شركة البيت الفرنسي للأثاث، إن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا في أسعار مستلزمات الإنتاج الخاصة بصناعة الأثاث، مثل المفصلات والاكسسوارات والمواد اللاصقة والبويات.
أضاف أن السوق يواجه صعوبة في توفير مستلزمات الإنتاج بسبب قرار “الاعتمادات المستندية” وطول قوائم الانتظار، مما تسبب في غياب بعض المستلزمات الأساسية من السوق، ويجب البحث عن حل جذري وسريع لتلك المعضلة.
وأوضح أنه منذ جائحة كورونا العالمية مرورًا بالأزمات الاقتصادية العالمية، خسر القطاع جزءا كبيرا من قوته، خصوصا في الورش متناهية الصغر بسبب تراجع المبيعات وارتفاع تكلفة الإنتاج، ومؤخرًا مع صعوبة تدبير مستلزمات الإنتاج والزيادة التي طالت أسعارها.
وشدد على أهمية البحث عن حلول للخروج من أزمة توفر مستلزمات الإنتاج بالسوق المصري، لأن افتقاد السوق لمستلزمات الإنتاج، قد يُعطل صفقات تصديرية لعدم القدرة على تسعير الطلبيات.
أكد العراقي، ضرورة تكاتف الدولة من أجل تحسين ظروف السوق لاستغلال الفرص المتاحة في الدول المجاورة، مثل أسواق الخليج التي افتقدت المنتج الصيني بعد ارتفاع تكلفته بشكل لم يعد المستهلك قادرًا على شرائه.
ولفت إلى أن السوق المصري يعاني من ركود المبيعات.. لكن هناك دولا أخرى متعطشة للمنتجات وتوجد فرصة كبيرة لاقتناصها.
لذلك يجب أن تتجه أنظار الجميع إلى تلك الفرص وتمهد الطريق لاقتناصها من قبل المُصدّر المصري، من خلال توفير الخامات وإعداد دراسات حول مطالب تلك الأسواق.
وتابع: “رغم تخصصي في صناعة الأثاث الكلاسيك، إلا أني أحاول التغلب على الركود في الفترة الأخيرة واتجهت لإنتاج الموديلات المودرن للسوق المحلي، ثم فوجئت بطلبيات تصدير من أسواق كانت تشتهر بتفضيلها للمنتجات الكلاسيك مثل السعودية”.
وتراجعت أسعار الخشب الروسي خلال الفترة الماضية ولكن تقف الإجراءات البنكية أمام بدء عملية الاستيراد و اقتناص هذة الفرصة.
وقال أحمد الطحان، نائب رئيس شعبة تشكيل وتشغيل المعادن بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إنهم اتجهوا مؤخرًا لتصنيع بعض مستلزمات الإنتاج التي تخدم قطاع الأثاث مثل بكر جرار الدولاب المودرن، وهو منتج لم يكن متاح محليًا.
وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدت نقصًا شديد في هذا المنتج، بالإضافة إلى ارتفاع سعره بشكل كبير، ما شجع شركات على بدء تصنيعه، فيما يدرس القطاع تصنيع بعض مستلزمات الإنتاج المعدنية التي يفتقدها السوق وبحث إمكانية تصنيعها.
وأوضح أن الصعوبات التي يواجهها الاستيراد مؤخرًا، فتح الباب أمام تصنيع بعض مستلزمات الإنتاج الخاصة بقطاع الأثاث مثل الاكسسوارات المصنعة من المعادن، ولكن يحتاج السوق لفترة حتى يعتاد على توفر البديل المحلي، وهنا تظهر أهمية التشبيك بين القطاعات المكملة لبعضها.