الجارحى: أغلب صادرات الصلب فى قطاعات الصاج والمسطحات
يرى كثير من مصنعى الصلب، أن القطاع يملك فرصة قوية لتحقيق استفادة كبيرة فى صادراته، خصوصا منتجات حديد التسليح، بالتزامن مع انخفاض المعروض العالمى بسبب أزمة الطاقة العالمية، وقرب موسم الشتاء، لكن هذه الاستفادة مشروطة بتوافّر الخامات.
قال حسن المراكبى رئيس شركة المراكبى للصلب، إن مصر قد تشهد فرصًا تصديرية لمنتجات حديد التسليح مع التوسع فى صادرات المنتجات الاعتيادية الأخرى مثل المسطحات، بدعم من أزمة الطاقة العالمية.
أضاف لـ «البورصة»، أن الأسواق التى سيحدث بها نقص فى إنتاج حديد التسليح بسبب عدم توافر الغاز الطبيعى بالتحديد هى التى سنركز عليها وستكون هدفًا لصادراتنا الفترة المقبلة.
ويهبط إنتاج الصلب العالمى بوتيرة مطردة منذ بداية العام حتى قبل اندلاع الحرب الروسية، حيث بدأ عام 2022 بتراجع %6 فى يناير ثم %5.7 فى فبراير قبل أن يصل إلى %6.5 فى يوليو وفقًا لبيانات منظمة الصلب العالمية التى اطلعت عليها «البورصة».
وتواجه الصناعات الأوروبية كثيفة استخدام الطاقة، مثل شركات الصلب والكيماويات، أزمة كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، ما يدفعها لخفض الإنتاج وسط تحذيرات من أن ارتفاع الأسعار وضعف الطلب يؤدى إلى تراجع قدراتهم التنافسية، بحسب تقرير نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز»، الأحد الماضى.
أوضح التقرير، أن العديد من مصانع الصلب، بما فى ذلك مصنع أرسيلور ميتال، أكبر شركة حديد وصلب فى أوروبا، أعلنت خلال الأيام الأخيرة، عن خطط لإيقاف بعض أفران الصهر الخاصة بها، بداية من نهاية شهر سبتمبر الحالى.
كما أوضح المصنع أن التكاليف المرتفعة تضع ضغطاً كبيراً على قدراتها التنافسية، بينما أغلق مصنع «فيرو غلوب» فى إسبانيا اثنين من أفرانه بشكل مؤقت.
وتتجه أوروبا إلى الحد من فترات تشغيل المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة فى ظل عدم قدرتها على توفير كامل احتياجاتها بالتزامن مع وقف الاستيراد من روسيا على إثر غزو أوكرانيا.
وقفزت أسعار الغاز الطبيعى فى أوروبا خلال الفترة الأخيرة، فى حين لاتزال أسعاره فى مصر عند مستويات متدنية، إذ تحصل صناعة الحديد فى مصر على الغاز الطبيعى بسعر 5.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية، ما يدعم صناعة الصلب المصرية خلال تنافسيتها فى أسواق التصدير.
قال خالد الرفاعى، رئيس شركة رويال ستيل لحديد التسليح، إن بعض مصانع الحديد خفضت إنتاجها فى بولندا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، وهذا الوضع قد يدعم صادرات مصر من اللب بشكل عام خلال المرحلة المقبلة.
واشترط توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد خامات التصنيع التى تحتاجها المصانع، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة فى الصادرات، خصوصا أن مدخلات الإنتاج التى تدخل السوق فى الفترة الأخيرة كانت ضعيفة.
على الجانب الآخر، يرى أشرف الجارحى، رئيس شركة الجارحى للصلب، أن أغلب صادرات مصر من الصلب تكون فى قطاعات الصاج والمسطحات، وبالفعل مصر قد يكون لدى مصر فرصة فى التصدير والدخول كمورد بديل، لكن يجب التعرف أولا على وضع السوق العالمى.
أضاف أن الدول الغربية تمر بأزمة اقتصادية حاليًا بسبب الغزو الروسى ومعدلات التضخم التى ترتفع بوتيرة مطردة فى الشهور الأخيرة، ما دفعهم لتقليص الواردات من جميع السلع بخلاف السلع الغذائية كأهم سلعة حاليًا.
وتابع: «بالفعل، لم تستفد صادرات القطاع فى النصف الأول من العام الحالى كثيرًا، إذ لم ترتفع بأكثر من مليونى دولار لتُحقق 774 مليون دولار مقابل 772 مليون فى النصف الأول من العام الماضى».
وقالت مصادر فى قطاع الصلب المصرى، إن الإنتاج العالمى للصلب والطلب عليه يتراجعان فى الفترة الأخيرة بسبب التداعيات الاقتصادية العالمية جراء الغزو الروسى لأوكرانيا.