نمت صادرات الأسمدة المصرية بصورة مُطردة بلغت %54 خلال النصف الأول من العام الحالى، وسط الاضطرابات العالمية بشأن الإمدادات من الدول الرئيسية، خصوصا من روسيا.
قال خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن الأسمدة المصرية أصبحت واحدة من أبرز السلع التى يتم تصديرها حاليًا، ولها فرص كبيرة فى أسواق عدة.
أضاف لـ«البورصة»، أن الأسمدة تدخل أسواق الاتحاد الأوروبى كواحدة من أبرز البدائل لتوفير احتياجاتها فى ظل العقوبات المفروضة على روسيا فى تصدير الأسمدة، موضحا أن مصر يمكنها تعويض جزء جيد من النقص الناتج عن ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الإمدادات ما سيعزز الصادرات المصرية، ولكن بشرط توفير كل السبل الميسرة لتحقيق ذلك.
وتتضمن أبرز المطالب لتحقيق تلك المستهدفات، خفض أسعار الغاز للقطاع الصناعى بشكل عام، وبالتالى تخفيض التكاليف ودعم تنافسية الصادرات بصورة أكبر.
ووفقًا لبيانات رسمية اطلعت عليها «البورصة»، فإن صادرات الأسمدة حققت أعلى نسبة نمو بين إجمالى صادرات الصناعات الكيماوية المصرية خلال النصف الأول من 2022، بواقع 1.480 مليار دولار مقابل 960 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضى بنمو %54.
وتأتى الأهمية النسبية للأسمدة المصرية بالتزامن مع حظر صادرات المنتج الروسى الذى يُمثل نحو %13 من التجارة العالمية، ما رفع الأسعار العالمية بشدة منذ اندلاع الغزو الروسى لأوكرانيا، لتصل إلى مستويات غير مسبوقة قاربت 900 دولار للطن قبل أن تنخفض مؤخرًا بصورة نسبية.
وبلغت أسعار أسمدة اليوريا أعلى مستوى لها فى أبريل الماضى عند 900 دولار للطن، مقارنة بنحو 652 دولارًا قبل الغزو الروسى لأوكرانيا مباشرًة، ثم انخفضت منتصف يونيو الماضى إلى 562 دولارًا للطن، قبل أن ترتفع تدريجيًا حتى وصلت إلى 833 دولارا للطن حاليًا، وفقًا لبيانات موقع «تريدنج ايكونومكس».
وقالت مصادر فى مصانع الأسمدة لـ«البورصة»، إن أوروبا هى أبرز الأسواق أمام الأسمدة المصرية حاليًا، خصوصا فرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى وجود طلب جيد من الأرجنتين فى أمريكا اللاتينية.
أوضحت المصادر أن الفرص لاتزال كبيرة فى أسواق أخرى فى أمريكا اللاتينية والسودان فى أفريقيا، مؤكدة أن صناعة الأسمدة يمكن أن تقبل استثمارات جديدة فى ظل الظروف العالمة الحالية، وتسريع وتيرة ضخ تلك الاستثمارات خطوة جيدة للحصول على حصة أكبرة من السوق العالمى فى وقت قصير تحسبًا لعودة الأوضاع العالمية إلى سابق عهدها.
وأشارت المصادر، إلى أن صناعة الأسمدة المصرية تنمو بشكل جيد حتى قبل الغزو الروسى وتصاعد حدة التوترات العالمية، إذ حققت زيادة كبيرة حتى 2020 إلى دول الأرجنتين وإيطاليا وإثيوبيا بشكل خاص.
ووفقًا لبيانات وزارة البترول، تحتل مصر المركز السادس عالمياً بين كبرى الدول المنتجة لسماد اليوريا بكمية تتراوح بين 6.5 7 ملايين طن سنوياً، تمثل حوالى %4 من إنتاج اليوريا عالمياً، والبالغ نحو 170 مليون طن سنوياً، كما تحتل المركز الرابع عالمياً ضمن كبرى الدول المصدرة لليوريا بنحو 4.5 مليون طن سنوياً بنحو %9 من إجمالى الكميات المتداولة عالمياً.
وقالت وكالة فيتش فى تقرير حديث لها، إن الإنتاج والصادرات فى قطاع الأسمدة المصرى سيستمران فى الزيادة من الآن وحتى عام 2025، رغم الزيادات الأخيرة فى رسوم التصدير.
كما تعد مصر لاعبًا رئيسيًا فى سوق الأسمدة العالمى، ومن المرجح أن تعزز مكانتها خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث يتيح استقرار الاستهلاك المحلى وزيادة الإنتاج للشركات زيادة الصادرات، لاسيما إلى مناطق أفريقيا فى جنوب الصحراء ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوصى أحمد هجرس، مدير عام شركة هجربوتا للأسمدة، بفتح الباب أمام التوسع فى الاستثمارات العاملة فى صناعة الأسمدة خلال الفترة المقبلة لزيادة فرص مصر التصديرية لاحقًا.
أضاف أن أسمدة اليوريا بالتحديد لها فرص عظيمة فى التصدير، وإقامة مصنع أسمدة واحد سيحتاج لفترة لا تقل عن عامين ونصف العام لتأسيسه، إذ يمكن أن تبلغ استثمارت مصنع واحد بطاقة إنتاجية تصل إلى 500 ألف طن، نحو 1.5 مليار دولار.
أكد هجرس، أن التوسع فى صناعة الأسمدة سيدعم العائدات الدولارية من الصناعة ومن القيمة المضافة على الغاز الطبيعى بدلا من تصديره فى صورته الخام دون تحقيق أقصى استفادة ممكنة.
