حتى الأسبوع الماضي، كان تشارلز ويتشرلي يرى أن ظروف السوق بالنسبة لوكالة العقارات التابعة لعائلته جنوب إنجلترا، تبدو وكأنها “أعلى قمة جبل، لكنها تنظر للأسفل”، فقد كانت هناك علامات على تباطؤ خفيف بعد تحقيق مبيعات قوية في المنازل لأعوام عديدة.
لكن في غضون أيام قليلة قاسية، منذ أن أدت خطة المستشار كواسي كوارتنج لخفض ضرائب غير ممولة بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني، إلى انهيار الأسواق المالية، شهد ويتشرلي انخفاضاً في المبيعات بمقدار 11 منزلا، معظمها لأن المشترين الذين ليس لديهم عرض رهن عقاري رسمي في متناول اليد يواجهون فجأة تكاليف اقتراض ليس بإمكانهم تحملها.
قال ويتشرلي، ومقر عمله في بلدة لويس بساسكس البريطانية: “أصبحت أقف في منطقة كوارث، فقد شعرت طوال الوقت أنه سيكون هناك تصحيح في سوق الإسكان”.
وعد كوارتنج بتقديم تخفيضات ضريبية من شأنها زيادة التضخم، دفع الأسواق إلى تعديل توقعاتها لأسعار الفائدة صعوداً، إذ يُتوقع الآن أن يصل إلى نحو 6% العام المقبل.
علاوة على ذلك، أدت خطة كوارتنج إلى زيادة عائدات السندات الحكومية البريطانية، ما أدى إلى تعطيل الآلية التي من خلالها يسعر المقرضون معدلات الرهن العقاري.
سحب المقرضون أكثر من 1600 منتج من السوق، في ظل عدم قدرتهم على الحكم على المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه أسعار الفائدة الخاصة بقروض الرهن العقاري الخاصة بهم، بحسب “موني فاكتس”، لكن يُتوقع عودة العديد من المنتجات، لكن بمعدلات أعلى بشكل ملحوظ.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أنه إضافة إلى أزمة تكلفة المعيشة التي تعمل بالفعل على استنفاد العديد من ميزانيات الأسر إلى أقصى حد، فإن الارتفاع في معدلات الرهن العقاري يحمل مخاطر سياسية لحزب المحافظين الحاكم، الذي يعتمد عادة على أصحاب المنازل في تصويتهم في الانتخابات العامة المقبلة.
قبل الانتخابات المقرر إجراؤها بحلول يناير 2025، سيتعين على أكثر من 2 مليون من مُلاك المنازل التحول إلى صفقات تمويل جديدة بعد انتهاء صلاحية الرهون العقارية الحالية ذات السعر الثابت.
يذكر أن بعض المشترين يدفعون للحصول على تخفيضات كبيرة على أسعار البيع المتفق عليها للتعويض عن ارتفاع معدلات الرهن العقاري.
عن ذلك، قال آدم ستيلز، الشريك الإداري لشركة سمسار الرهن العقاري “هيليكس فاينانشال بارتنرز”: “إنها مذبحة، فالكثيرين يشعرون بالذعر، وهذا أمر مفهوم”.
وأضاف أنه “سيكون هناك أشخاص ينهون الصفقات مبكراً ويتكبدون رسوماً ضخمة للحصول على صفقة جديدة مدتها خمسة أعوام، فهذا كثير من المال، والبعض يتقبل دفعه بسبب شعورهم بالخوف”.