توقعت منظمة الصلب العالمية World Steel Organization، انكماش الطلب على الصلب بنسبة 2.3% في عام 2022 ليصل إلى 1.79 مليار طن، على أن يشهد الطلب على الصلب انتعاشًا بنسبة 1% ليصل إلى 1.81 مليار طن، فى 2023.
وعزت منظمة الصلب العالمية، فى تقريرها على موقعها الإلكتروني، التراجع فى إنتاج الصلب الخام خلال العام الجاري إلى، ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة على مستوى العالم.
تابعت المنظمة: “من المتوقع أن يؤدي الطلب على البنية التحتية إلى زيادة الطلب على الصلب في عام 2023 بشكل طفيف”.
وقال ماكسيمو فيدويا، رئيس لجنة الاقتصاديات بمنظمة الصلب العالمية، إن الاقتصاد العالمي يتأثر بالتضخم المستمر، وتشديد السياسة النقدية الأمريكية، وتباطؤ الاقتصاد الصينى، وعواقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف فيدويا، أن البيئة الاقتصادية العالمية تأثرت سلباً بشكل كبير العام الجارى، حيث تجسدت مخاطر التضخم إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية وإغلاق الصين بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.
كما أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى تفاقم الضغط التضخمي الذي أشعله اختلال التوازن في العرض والطلب بعد الإغلاق، حيث عطلت الحرب إمدادات الطاقة والغذاء في أوروبا، حيث الاعتماد على إمدادات الغاز الروسي مرتفعًا.
ووفقاً لبيانات التقرير، انعكس تعافى الطلب الصينى على الصلب حيث أدت عمليات الإغلاق المتكررة لفيروس كورونا إلى تباطؤ حاد فى الاقتصاد الصينى، وهو ما عمُق الركود فى سوق العقارات، وتباطؤ الاستثمار في القطاع إلى أسوأ مستوياته منذ 30 عامًا.
وانكمش الطلب على الصلب في الصين بنسبة 6.6% في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022،إلى 693 مليون طن، وتشير التوقعات أنه على مدار العام بأكمله، من المرجح أن ينخفض الطلب على الصلب بنسبة 4%.
أورد التقرير، أنه في عام 2023، أنه من المتوقع أن يظل الطلب على الصلب في عام 2023 ثابتًا على افتراض أنه سيتم إدخال تدابير تحفيز جديدة، وسيتم إزالة تدابير الإغلاق إلى حد كبير في الجزء الأخير من عام 2022.
وأشار إلى توقعات بانكماش الطلب على الصلب فى الاتحاد الأوروبى بنسبة 3.5% فى عام 2022، مع عدم التحسن الفورى فى إمدادات الغاز، كما سيستمر الطلب على الصلب فى الاتحاد الأوروبى فى الانكماش خلال العام المقبل، مع وجود مخاطر هبوط كبيرة في حالة الطقس الشتوي القاسي أو المزيد من الاضطرابات فى إمدادات الطاقة.
أضاف التقرير، أنه فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لايزال الطلب على الصلب مرناً بسبب استفادة البلدان المصدرة للنفط من ارتفاع أسعاره ومشاريع البنية التحتية الضخمة فى مصر، ومع ذلك، لم تؤد أسعار النفط المرتفعة إلى زيادة كبيرة في مشروعات البناء الجديدة في دول مجلس التعاون الخليجي حيث تحاول الحكومات بناء هوامش أمان مالية.
ورغم العقوبات الشديدة المفروضة على روسيا، من المتوقع أن ينكمش الطلب على الصلب أقل مما كان متوقعًا في بداية الحرب، بسبب ارتفاع أسعار النفط وإجراءات الدعم الحكومية للبناء، ومع ذلك فقد شهد قطاعا السيارات والآلات انكماشًا شديدًا بسبب اعتمادهما الكبير على الأجزاء والمكونات المستوردة.
أما في عام 2023، من المتوقع أن يشهد الطلب على الصلب انكماشًا أعمق حيث تصبح العقوبات أكثر قسوة، مع تقلص الطلب على الصلب في أوكرانيا بسبب تداعيات الحرب بأكثر من 50% في عام 2022 ، ولكن من المتوقع حدوث انتعاش جزئي في عام 2023 على خلفية أنشطة إعادة الإعمار.
وتشهد صناعة الصلب الخام تداعيات سلبية منذ بداية العام الجاري، فقد انخفض حجم الإنتاج العالمى فى الشهور الثمانى الأولى من العام بنسبة 5.1%، بإجمالى 1.25 مليار طن، مقابل 1.32 مليار طن خلال الفترة نفسها العام الماضى.
