أزمة فى مصانع “مرغم للبلاستيك”


ارتفاع أسعار الخامات والمصروفات وتراجع الطلبات والإيرادات

جمعية المستثمرين تخاطب «الصناعة» لتأجيل دفع الإيجار وإلغاء الغرامات

الركايبي: سعر البولى بروبلين محلياً أعلى 20% من المتوسط العالمى

«محمود»: «التقوى بيور» تسعى لفرص تصديرية وتفادى عقبات السوق المحلى

أرسلت جمعية مستثمرى مرغم للصناعات البلاستيكية فى الإسكندرية، مذكرة إلى الجهاز التنفيذى للمشروعات الصناعية والتعدينية، التابع لوزارة التجارة والصناعة؛ للمطالبة بتأجيل دفع الإيجار وإلغاء الغرامات.

وتعانى مصانع المنتجات البلاستيكية ارتفاع أسعار الخامات، وتراجع الطلب على منتجاتها، وبالتالى ارتفاع المصروفات، وتراجع الإيرادات، ما دفعهم إلى البحث عن أسواق تصديرية جديدة.

قال مصطفى الركايبى، سكرتير جمعية مستثمرى مرغم للبلاستيك، إنَّ المذكرة تضمنت طلب دراسة إمكانية إعطاء المستثمرين فترة سماح 6 أشهر فى دفع الإيجارات.

كما تتضمن إلغاء الغرامات والفوائد المقررة على المستثمرين المتعثرين عن دفع الإيجارات فى ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية والركود الذى يواجه السوقين المحلى والعالمى.

وأضاف «الركايبى»، لـ«البورصة»، أن مصانع القطاع تعتمد على العديد من الخامات ومكوّنات الإنتاج المستوردة بشكل كامل، ما أسهم فى زيادة حدة الأزمة خلال المرحلة الماضية.

وأوضح أن سعر خامة البولى بروبلين فى مصر أعلى من متوسط السعر العالمى بنحو 20%، ما أثر سلباً على صادرات المصانع لبعض دول مجلس التعاون الخليجى الفترة الماضية وخصوصاً السعودية؛ بسبب نقص المعروض من تلك الخامات، مقابل ارتفاع الطلب.

كما توجد مغالاة فى سعر البولى بروبلين من قبل التجار المحليين بدعوى عدم اليقين بقدرتهم على استيرادها فى وقت قريب فى ظل صعوبات الاستيراد خلال الأشهر الماضية.

وأشار إلى أن صغار المنتجين غير المسجلين فى شركة سيدى كرير للبتروكيماويات «سيدبك»، يلجأون للشراء من تجار الخامات الذين يبيعون طن البولى بروبلين بنحو 58 ألف جنيه للطن، رغم أنه مُسعر فى الشركة بنحو 50 ألف جنيه للطن، إذ كان السعر يتغير بشكل سريع فى كل تحرك جديد لسعر الجنيه مقابل الدولار.

وغيرت شركة سيدى كرير للبتروكيماويات، سياسة البيع مع عملائها، ليتم التعاقد على سعر الخامة لحظة تسليمها للعميل، ولم يعد التعامل وفق سعر الخامة وقت التعاقد، وهو ما حدث بالفعل مع بعض مصانع المجمع، إذ طُلب منهم السداد وفق السعر الجديد للخامة وليس السعر المتفق عليه فى التعاقد.

وقال سكرتير جمعية مستثمرى مرغم للبلاستيك، إنَّ عملاء مصانع البلاستيك تقلصوا بشكل كبير خلال الفترة الماضية؛ تأثراً بضعف النشاط الاقتصادى بشكل عام، إذ يُنتج مصنعه عبوات العصائر التى تراجع الطلب عليها بالفعل، كما فقدت عملاءها خارجياً؛ بسبب ارتفاع سعر الخامات وتأثيره على السعر النهائى.

وأوضح أن الشركة تبحث عن فرص تصديرية فى أفريقيا، وتجرى دراسات لدخول عدد من الدول ومدى قدرة المنتج المصرى على المنافسة بها، خصوصاً أن الشركة فى الوقت الحالى فى أمسّ الحاجة لتنويع الأسواق المتواجدة فيها لتنويع مصادر الدخل، وتوفير سيولة دولارية.

وقال «الركايبى»، فى تصريحات سابقة لـ«البورصة»، إنَّ الجمعية تدرس تأسيس شركة مساهمة لاستيراد الخامات ومستلزمات الإنتاج فى ظل انخفاضها جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتباطؤ الإفراج عن الواردات من الموانئ خلال العام الماضى.

وتضم المرحلة الأولى من مجمع مرغم للبلاستيك بمحافظة الإسكندرية 238 وحدة صناعية كاملة التجهيز، كما يشمل مجمع مرغم 2، عدد وحدات 204 وحدات صناعية ليصبح إجمالى الوحدات التى جرى توفيرها 442 وحدة صناعية.

وقال سمير محمود، رئيس شركة التقوى بيور للاستيراد والتصدير والصناعات البلاستيكية، إنَّ هناك ارتفاعاً كبيراً فى أسعار الخامات، تأثراً بارتفاع سعر الدولار خاصة أنها مستوردة، بجانب نقص المعروض منها مقارنة بحجم الطلب.

وأضاف لـ«البورصة»، أن سعر البولى البروبلين ارتفع إلى 65 ألف جنيه للطن. أما خامة PVC فتتراوح بين 50 و54 ألف جنيه للطن، ونوع آخر وصل إلى 75 ألف جنيه للطن، وهى ارتفاعات غير مسبوقة تهدد قدرة المصانع الصغيرة والمتوسطة على الاستمرارية.

وكشف «محمود»، عن تراجع كبير فى الطلب؛ بسبب تعطل بعض المشروعات العقارية التى كانت تورد لها الشركة منتجاتها، إلى جانب توقف البناء والتشطيب من قِبل الأهالى وضعف الطلب من قبل المستهلكين، ما يضع الشركة فى موقف حرج، بين تراجع التدفقات المالية وارتفاع تكاليف الإنتاج والمصروفات.

وأوضح أن الشركة حاولت، خلال الفترة الماضية، فتح أسواق تصديرية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً فى دول إعادة الإعمار التى تشهد طلباً متنامياً على المنتجات الخاصة بالإنشاءات والبنية التحتية، مثل العراق وليبيا، ولكن التقلبات السياسية والأوضاع الاقتصادية تعطلان استمرارية التعاون، كما أنه من الصعب التصدير لسوريا؛ لأنها تحظر استيراد منتجات البولى بروبلين وpvc.

وأشار إلى أن الشركة تسعى لاقتناص فرص تصديرية جديدة فى أفريقيا لتفادى العقبات التى تواجه السوق المحلى الفترة الماضية، ولكن المنافسة فى القارة السمراء شرسة مع المنتجات التركية والصينية؛ بسبب انخفاض أسعارها حتى مع ضعف الجودة، إذ تكون الأولوية فى هذا السوق للسعر المنخفض على حساب الجودة.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

https://www.alborsaanews.com/2023/02/08/1629914