أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بما قدمته إدارته خلال العامين الماضيين، قائلاً “إنها استطاعت توفير 12 مليون وظيفة جديدة”.
ووصف بايدن، خلال خطاب حالة الاتحاد السنوي الثاني له رئيسًا للولايات المتحدة، تاريخ بلاده بأنه يمثل قصة التقدم والصمود وعدم الاستسلام، مضيفًا أن الولايات المتحدة استطاعت النجاة من كل “أزمة” عصفت بها خلال السنوات الماضية وخرجت منها “أقوى” مما كانت عليه.
وقال الرئيس الأمريكي، إنه منذ عامين اثنين كان الاقتصاد الأمريكي “يترنح” وتسببت موجة فيروس “كورونا” في إغلاق الأعمال التجارية والمدارس، بينما “لم يعد كوفيد-19 يسيطر على حياتنا الآن”.
واستطرد بايدن “منذ عامين، كانت الديمقراطية تواجه أكبر التهديدات وحربًا أهلية، ولكن اليوم تظل ديمقراطيتنا رافعة رأسها”.
وشدد في الوقت نفسه على قدرة الحزبين الديمقراطي والجمهوري على العمل سويًا .. مشيرًا إلى أن الأحداث الماضية أثبتت تقارب الديمقراطيين والجمهوريين وسعيهم أيضاً من ناحية أخرى إلى “الحفاظ على أوروبا أقوى وأكثر أمناً”.
وفي هذا الصدد أيضاً، قال الرئيس الأمريكي إنه وقع على أكثر من 300 وثيقة تشريعية خاصة بالحزبين الديمقراطي والجمهوري منذ مجيئه إلى البيت الأبيض في يناير 2021، مضيفًا أنه سعى خلال الفترة الماضية أيضاً إلى “استعادة روح هذه الأمة من أجل إعادة بناء العمود الفقري للولايات المتحدة، وهم الطبقة المتوسطة”.
وفي خطابه، أعلن الرئيس الأمريكي عن إلزام جديد يطالب بتصنيع جميع مواد البناء المستخدمة في مشاريع البنية التحتية الفيدرالية داخل الولايات المتحدة، مشيراً في ذلك إلى “الخشب والزجاج والجدران الجافة وكابلات الألياف البصرية”.
وأضاف بايدن “وستصنع الطرق والجسور والطرق السريعة الأمريكية من المنتجات الأمريكية أيضاً”.
وفي كلمة وجهها مباشرة إلى الشعب الأمريكي، قال بايدن إن خطته الاقتصادية تدور حول “الاستثمار في الأماكن والأشخاص الذين تم نسيانهم وسط الاضطرابات الاقتصادية التي شهدتها العقود الأربعة الماضية”.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن إدارته تركز بشكل أساسي على الاقتصاد وإعادة بنائه، مؤكداً على أن معدل البطالة انخفض إلى 3.4% وهو الأدنى في 50 عامًا.
وأوضح بايدن أن إدارته تمكنت في الوقت نفسه من توفير 800 ألف وظيفة في قطاع التصنيع، واصفاً إياه بأنه “الأسرع نمواً خلال 40 عامًا”.
وقال بايدن، خلال خطابه عن حالة الاتحاد، إن التضخم أصبح مشكلة عالمية بسبب تضرر سلاسل الإمداد واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، واصفا هذه الحرب بأنها “حرب بوتين غير العادلة والوحشية في أوكرانيا التي أثرت على إمدادات الطاقة والطعام”.
وخلال العامين الماضيين، تقدم 10 ملايين أمريكي لبدء أعمال تجارية جديدة، حسبما أشار بايدن.
وحث الرئيس الأمريكي على دعم البنى التحتية في الولايات المتحدة من أجل تقوية الاقتصاد، مشيراً إلى أنه “اعتدنا أن نكون الدولة الأولى في العالم فيما يتعلق بالبنى التحتية، إلا أننا الآن في المرتبة الثالثة عشر عالمياً”.
وقال بايدن إن أكثر من مليون أمريكي فقدوا حياتهم خلال موجة كوفيد-19 .. وعلى الرغم من أن الفيروس لم يختف، فإننا قد كسرنا قبضته علينا”.
ودعا الرئيس الأمريكي، الكونجرس إلى رفع سقف الديون، قائلا إن إدارته “خفضت العجز بأكثر من 1.7 تريليون دولار، وهو أكبر خفض للعجز في التاريخ الأمريكي”.
وأوضح بايدن أنه في ظل إدارة دونالد ترامب السابقة “ارتفع العجز في الولايات المتحدة أربع سنوات متتالية، وبسبب ذلك العجز القياسي، لم يضف أيُ رئيس إلى الدين القومي في أي أربع سنوات أخرى أكثر من سلفي”.
وحث الرئيس الأمريكي أيضاً السلطات على تمرير “الحد الأدنى لضريبة دخل الملياردير”، حيث قال “يجب ألا يدفع ملياردير معدل ضرائب أقل مما يدفعه مدرس أو رجل إطفاء”.
وفي الوقت نفسه، قال بايدن إنه يقترح “مضاعفة الضريبة أربع مرات على عمليات إعادة شراء أسهم الشركات وأن نشجع الاستثمارات طويلة الأجل بدلاً من ذلك”.
وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإدارة المالية لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، قائلا إن “ما يقرب من 25% من الدين الوطني بأكمله، وهو دين استغرق تراكمه 200 عام، تمت إضافته من قبل إدارة واحدة فقط، وهي الأخيرة”.
وحول الحرب الروسية الأوكرانية، شدد بايدن على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في مواجهة موسكو، وذلك مع اقتراب الحرب من الذكرى السنوية الأولى لها، حيث قال “سوياً، فعلنا ما تفعله الولايات المتحدة دائمًا في أفضل حالاتها، لقد قدنا ووحدنا حلف (الناتو) وقمنا ببناء تحالف عالمي .. وقفنا ضد عدوان بوتين، ووقفنا إلى جانب الشعب الأوكراني .. وقد انضمت إلينا الليلة مرة أخرى سفيرة أوكرانيا في الولايات المتحدة وهي لا تمثل أمتها فحسب، بل شجاعة شعبها”.
واختتم الرئيس جو بايدن خطابه الثاني عن حالة الاتحاد برسالة حول الوضع الحالي الذي تمر به الولايات المتحدة، قائلاً “لذلك أتيت للوفاء بالتزاماتي الدستورية بالإبلاغ عن حالة الاتحاد”، مشددًا على أن “روح هذه الأمة قوية، لأن العمود الفقري لهذه الأمة قوي، ولأن شعب هذه الأمة قوي”.
وقال بايدن وسط تصفيق الحاضرين إن “حالة الاتحاد قوية”، مناشدًا الحزبين الجمهوري والديمقراطي العمل معًا بدلًا من “الصراع من أجل الصراع”.
أ.ش.أ
