تفاقم الإحباط العام في تركيا إزاء وتيرة جهود الإنقاذ بسبب قرار الحكومة منع الدخول إلى منصة تويتر لمدة 12 ساعة تقريبا من عصر يوم الأربعاء حتى وقت مبكر من صباح يوم الخميس بينما يسابق الناس الزمن للعثور على أحبائهم بعد الزلازل المدمرة.
انتقد زعماء معارضون ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي حجب المنصة التي ساعدت في نشر معلومات حول وصول المساعدات وأماكن أولئك الذين لا يزالون تحت الأنقاض بعد وقوع الزلزال الأول يوم الاثنين.
وحجبت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وسائل التواصل الاجتماعي من قبل وركزت في الشهور الأخيرة على محاربة ما وصفته بأنها “معلومات مضللة” قالت إنها أدت إلى حجب المنصة يوم الأربعاء.
وأعادت الحكومة الدخول بشكل كامل إلى تويتر في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس في وقت تجاوز فيه عدد قتلى الكارثة في تركيا وسوريا المجاورة 17 ألفا.
وقال كمال قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض بعد الحجب يوم الأربعاء إن حكومة أردوغان “فقدت عقلها… والنتيجة هي ضعف سمع صرخات المساعدة. نعرف كل ما تحاولون إخفاءه”.
وذكر مسؤول حكومي طلب عدم الكشف عن هويته أن هذه الخطوة أوقفت مؤقتا نداءات حقيقية للمساعدة لكن الإجراء اتُخذ بسرعة وعادت الخدمة إلى طبيعتها.
وقال المسؤول لرويترز “كان لا بد من القيام بذلك لأنه كان هناك نداءات غير حقيقية وتشهير وإهانات ومنشورات لأغراض احتيالية على بعض الحسابات”، مشيرا إلى جهود لسرقة أموال بذريعة جمع مساعدات.
وقال عمر فاتح سايان، مساعد وزير النقل والبنية التحتية التركي، إن المسؤولين الأتراك أجروا محادثات مع تويتر يوم الأربعاء وقالوا إنهم يتوقعون تعاون المنصة في مكافحة المعلومات المضللة أثناء أعمال الإنقاذ.
وذكر فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن تويتر تعاون في الاجتماع وتعهد بدعم جهود تركيا وأن المسؤولين يتطلعون إلى العمل مع المنصة “خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة”.
وقال على تويتر يوم الخميس “المعلومات المضللة هي عدو البشرية المشترك وتمثل تهديدا خطيرا للديمقراطية والسلام الاجتماعي والأمن القومي”.
واعتمد البرلمان التركي في أكتوبر قانونا قد يتعرض بموجبه الصحفيون ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي للسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات حال نشرهم “معلومات مضللة”، مما أثار مخاوف الجماعات الحقوقية والدول الأوروبية بشأن حرية التعبير.
وكان الحزب الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان، قد قال إن هناك حاجة لقانون يتعامل مع الاتهامات الباطلة على وسائل التواصل الاجتماعي وإنه لن يُسكت المعارضة. وتتزايد أهمية هذه المسألة مع قرب موعد الانتخابات المقررة في منتصف هذا العام.
وأظهر تحقيق لرويترز الصيف الماضي كيف أصبحت وسائل الإعلام الرئيسية خاضعة لسيطرة الدولة ولا تبث إلا ما توافق عليه الحكومة في حين تقع وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة الأصغر تحت وطأة العقوبات التنظيمية.
كما أثار حجب تويتر غضب زعيم حزب (ديفا) المعارض علي باباجان، وزير الاقتصاد الأسبق الذي كان حليفا لأردوغان.
وقال باباجان في وقت متأخر يوم الأربعاء “كيف يُحجب تويتر في يوم تنقذ فيه الاتصالات الأرواح؟ ما هذا الجهل”.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد إن تويتر لعب دورا حاسما في تنظيم توصيل المساعدات للمتضررين من الزلازل وإن حجب وسائل التواصل الاجتماعي لن يؤدي إلا إلى زيادة الوفيات.
رويترز