كشف تقرير جديد عن أن التزامات الشركات الكبرى تجاه المناخ وتعهداتها بالمساهمة في خفض الانبعاثات والتلوث، كانت مبالغا فيها عما تبدو عليه، وترقى إلى حد “تضليل” المستهلكين والمستثمرين والحكومات.
جاء ذلك بحسب دراسة نُشرت نتائجها هذا الأسبوع، والتي أجرتها “نيو كلايميت إنستيتيوت” و”كاربون ماركت ووتش”، وهما مؤستان بحثيتان مقرهما أوروبا.
الدراسة شملت 24 شركة، بما في ذلك أسماء كبيرة مثل منتجة الأغذية “نستله”، ومتاجر التجزئة الفرنسية “كارفور”، وشركة “فولكس فاجن” لصناعة السيارات.
ووجد الباحثون أن شركة واحدة فقط من الشركات محل الدراسة، هي “ميرسك” لخطوط الشحن، كان لديها خطط مناخية تتمتع “بنزاهة معقولة”، فيما تم تقييم البقية على أنها معتدلة أو منخفضة أو منخفضة جدا.
وقال “توماس داي”، الباحث في “نيو كلايميت” والذي شارك في كتابة التقرير: “بالنسبة لغالبية الشركات، وجدنا أن استراتيجياتها المناخية فقيرة”.
وأشار التقرير إلى أن التخفيضات الفعلية للانبعاثات الناتجة عن استراتيجيات هذه الشركات، تصل إلى أقل من نصف تلك المطلوبة بحلول عام 2030 للمساعدة في تحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ.
وشكك الباحثون أيضا في تعهدات الشركات بتحقيق انبعاثات “صفرية صافية”، وقالوا إن معظم المستهلكين سيفهمون أن ذلك يعني إلى حد كبير وقف إطلاق الغازات المتسببة في رفع درجة حرارة الكوكب نهائيا.
وذكر “داي”: “هذه التعهدات الصفرية الصافية، هي في الواقع ترقى إلى مستوى الالتزام بخفض انبعاثات تلك الشركات بنسبة 36% فقط”.
تزعم الشركات أن الباقي ستتم إزالته من الغلاف الجوي بوسائل اصطناعية أو طبيعية، مثل ما يسمى بتعويضات الكربون، أو ببساطة إزالة أجزاء كبيرة من انبعاثاتها من الحساب، وفقا لـ”داي”.
“كارفور” التي كانت بين 4 شركات لديها خطط مناخية “منخفضة النزاهة للغاية”، قالت إنها لا تتفق مع التقرير، مضيفة أن جهودها المناخية جرى التحقق منها من قبل خبراء مستقلين، وهو موقف اتخذته أيضا شركة “نستله”، والتي تم تصنيف أهدافها على أنها “منخفضة النزاهة”.
من جانبها قالت شركة “فولكس فاجن” والتي تم تقييم أهدافها على أنها “منخفضة النزاهة” أيضا، إنها ملتزمة بتحقيق هدف اتفاق باريس، مشيرة إلى أنها تخطط لاستثمار 52 مليار يورو (55.5 مليار دولار) في السيارات الكهربائية بحلول عام.
أرقام
