أكد سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة كريستيان برجر، أن الحوكمة الرشيدة تستطيع توفير بيئة جيدة للمستثمرين، وتزيد من تدفق المستثمرين الأوروبيين للمنطقة ومصر مثال جيد على ذلك.
وأشار برجر – خلال مقابلة خاصة مع قناة “القاهرة” الإخبارية اليوم /السبت/- إلى أن المجتمع المدني بمصر حقق إنجازات واضحة خلال العام الماضي.
وحول أهم التحديات التي تواجه المنطقة العربية اقتصاديا وتنمويا ودور الاتحاد الأوروبي في مواجهتها، قال برجر، إن المنطقة العربية واجهت العديد من المشكلات خلال الـ 15 عاما الماضية ومنها توفير التعليم للشباب من أجل العثور على عمل مناسب لهم؛ الأمر الذى يؤثر على دخل المواطنين، ونحن اتفقنا منذ عام على أجندة جديدة تدعى أجندة بروكسل للبحر الأبيض المتوسط ، والتي تهدف لحل مشكلات المنطقة، وقدمنا خطة استثمارية جديدة تبلغ قيمتها 7 مليارات يورو في السنوات المقبلة والتي ستكون بين القطاعين الحكومي والخاص بشأن استثمار قدره 30 مليار يورو، والاتحاد يرغب في مساعدة جيرانه.
ونوه إلى أن الاتحاد الأوروبي والعالم العربي شركاء تجاريون، ولدينا اتفاقيات شراكة مع غالبية الدول العربية مما يسمح بالتدفق الحر للتجارة بين أوروبا والدول العربية.
وحول تجارب مصر للخروج باقتصادها من عنق الزجاجة في ظل الأزمات العالمية، قال سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة كريستيان برجر، إن مصر حققت نموا اقتصاديا خلال الفترة الماضية، ونحن قدمنا كل الدعم الممكن للحكومة المصرية في برامج التعليم وخطط التنظيم الأسرى.
وبخصوص المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قال برجر إن الاتحاد يعمل على تعزيز المشروعات الصغيرة ومحاولة الوصول إلى المصادر المالية اللازمة لتمويل تلك المشروعات، مشيرا إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة مهمة جدا لدعم الاقتصادات الناشئة.
وعن أزمة التغير المناخي ودور الاتحاد الأوروبي في حل تلك الأزمة، أكد أن الاتحاد الأوروبي يعمل على البحث في مشكلات التمويل لأنه سيساهم في مساعدة الدول النامية لمجابهة أزمة الانبعاثات الحرارية.
وأوضح أن مؤتمر المناخ “cop 28” الذي ستنظمه دولة الإمارات العربية المتحدة سيعمل على بحث تنفيذ تعهدات الدول الكبرى بتقديم التمويل اللازم لمواجهة خطر التغيرات المناخية على أرض الواقع.
وأضاف أن التحول للطاقة النظيفة من أولويات الاتحاد الأوروبي مع مصر، مبينا أن الاتحاد وقع مع مصر مذكرة للتعاون في مجال الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن توسيع استخدامات الهيدروجين الأخضر بمنطقة شرق المتوسط يعد أحد أولويات الاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة.
وفيما يتعلق بأهمية التحول الرقمي والدعم المقدم من الاتحاد في هذا المجال، قال إن جائحة كورونا أجبرتنا على اتباع مناهج جديدة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي جاء بمفهومي التحدي الأخضر والتحول الرقمي، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التحول الرقمي من الملفات ذات الأولوية القصوى وهناك فريق عمل من بروكسل لبحث كافة التطورات التكنولوجية في جامعة الدول العربية.
وحول مشروعات الاتحاد الأوروبي في المنقطة التي تستهدف حالات الطوارئ والكوارث الإنسانية وحجم التمويل، قال برجر إن قضايا فلسطين وسوريا واليمن على رأس الكوارث الإنسانية، وهناك جهود كبيرة من الدول الأعضاء لدعم المنكوبين، منوها إلى أن هناك نحو مليار يورو كل عام للدعم الإنساني.
وحول أفعال المشهد الدولي على الحرب الروسية الأوكرانية، قال سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إن المجتمع الدولي أدان عدوان روسيا على أوكرانيا، مضيفا أننا اجتمعنا لمساعدة أوكرانيا في الأزمات الإنسانية واللاجئين، ونسعى لدعم البنية التحتية التى دمرتها روسيا وقدمنا الدعم والحماية للاجئين الأوكرانيين بالاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بالمكاسب والخسائر التي حققها الاتحاد الأوروبي من دعم أوكرانيا، قال برجر إن وحدة أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي تعد مكسبا كبيرا، لافتا إلى أن هناك عبئا ماليا كبيرا على الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا.
وبخصوص التغيرات السياسية في أوروبا عقب الحرب الروسية الأوكرانية، قال سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إن هناك تأرجحا مستمرا بين الأحزاب السياسية في أوروبا وهذه مسألة ديمقراطية، مشير إلى أن جميع الأطراف المشاركة في الانتخابات داخل الإطار الدستوري.
أ ش أ