
“جولدمان ساكس”: “جوجل تريندز” تُظهر تحسن ثقة عملاء البنوك
بعد أيام طويلة عانى فيها القطاع المصرفى عالميًا من تداعيات انهيار عدد من البنوك الصغيرة فى أمريكا والتى أضرت ببنك كبير مثل كريدى سويس واضطرته للقبول بصفقة تقييمه فيها أقل من نصف قيمته السوقية، يبدو أن هناك بوادر على تحسن معنويات السوق مع تأكيد الجهات الرقابية فى أنحاء العالم كافة على استعدادها للتدخل بشكل حاسم لإنقاذ الموقف.
أظهرت بيانات “جوجل تريندز” التى حللها بنك جولدمان الساكس أن الزيادة الأولية الكبيرة فى تركيز البحث على البنوك التي تقع تحت الضغط قد تراجعت خلال الأسبوع الماضي، فيما زادت اتجاهات البحث المتعلقة بعمليات السحب من البنوك في البداية وسط فترات انهيار بنوك سيليكون فالى وسيجنتشر وكريدى سويس لكنها عادت إلى وضعها الطبيعي منذ ذلك الحين، وفق ما نقلته بلومبرج.
ويضيف بنك جولدمان ساكس أن الثقة الاقتصادية على النطاق الأوسط تراجعت قليلًا فقط، وسط أزمة البنوك المستمرة، بحسب ما يرصد مؤشر الثقة الاقتصادية الخاص بالبنك الاستثمارى.
يقول كبير الاقتصاديين في بنك جولدمان، جان هاتزيوس، إن البيانات ترسل إشارات مشجعة.
وسادت مشاعر مختلطة بين عملاء كريدى سويس، ما بين غضب من كبار مديري البنك،والأسف على الضرر الذي لحق بصورة سويسرا كمركز مصرفي مستقر وموثوق، والراحة من تدخل السلطات للمساعدة في حماية الودائع.
وسيطر التساؤل على كيفية انهاء الاندماج بسعر بيع 3 مليارات فرنك، الذى تحدد بسرعة كبيرة، ومدى تأثيره على التمويل، وكذلك عن مصير العملاء والموظفين العالقين فى الصفقة التى ينشأ عنها بنك سويسرى ضخم.
مشاعر مختلطة لعملاء “كريدى سويس” بين الغضب والراحة
وقالت إليزابيث بيكتيت وهى عميلة للبنك المتعثر بعد خروجها من أكبر فرع لكريدي سويس في وسط جنيف:”إنها لم تتلق أي اتصال من البنك حول كيفية المضي قدمًا، لكنها أشادت بالحكومة على “القرار الحكيم” الذي طمأن العديد من المقيمين في سويسرا مثلها.
وتطالب جمعية موظفى البنك السويسرى بالحد من فقدان الوظائف إلى الحد الأدنى، وعدم تسريح العمال حتى نهاية العام، وتقدم الحكومة ضمانًا غير محدد للوظائف.
وقالت الجمعية في بيان: “من غير المقبول أن تكون الشركات مؤمنة بدولارات دافعى الضرائب، لكن الموظفين لا يحصلون على شيء لذا يجب ربط المليارات من الضمانات من الحكومة الفيدرالية بشروط مواتية للموظفين”.
ويرى أوكتافيو مارينزى، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات أوبيماس أن المودعين فى كريدى سويس، ليسوا بحاجة إلى القلق بشأن أموالهم الآن. رغم أنه أشار إلى تقارير عن عمليات سحب سريعة بمليارات الدولارات الأسبوع الماضي وسط ارتباك بشأن مستقبل البنك.
ولم تكن أسهم البنوك فى معزل، فبعد تراجع مخاوف العملاء، تلقت أسهم البنوك خاصة الأمريكية بعض الدعم بعدما تعهدت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية بالتدخل عند الحاجة.
وارتفع صندوق المؤشرات المتداولة كي بى دابليو بنك، والذى يعد جى بى مورجان وسيتى جروب وبنك أوف أمريكا، أكبر حيازاته نحو 5% منذ إغلاق فبراير، لكنه أقل 24% منذ بداية مارس بحسب بيانات ياهو فينانس.
“لقد أصبحت أسهم البنوك الكبيرة رخيصة كفاية لشرائها، لكن اختبار الإجهاد الذي أجراه الاحتياطي الفيدرالي في يونيو قد يشكل خطرًا إذا قرر المنظمون أن هذه الشركات يجب أن تعزز مراكزها الرأسمالية عن طريق خفض أو فى أسوأ الفروض الحفاظ على المعدلات الحالية لتوزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم”، بحسب الشريك المؤسسة لشركة داترتيك، نيكولاس كولاس.
أسهم البنوك الكبرى تحسنت لكن البنوك الواقعة تحت ضغط مازالت تعانى
أوضح:”هذه النتيجة ليست حالتنا الأساسية ، لكن إخفاقات البنوك الأخيرة قد تحفز المنظمين على أن يكونوا أكثر حذراً مما كانوا سيكونون لولا ذلك.”
وخلال تداولات الخميس، ارتفعت تكلفة التأمين على ديون دويتشه بنك أكبر بنوك ألمانيا، لتسجل أعلى زيادة يومية على الإطلاق بحسب بيانات ريفينيتيف التى نقلتها رويترز، لكنها ظلت دون مستوى 3% الذى سجلته فى أزمة منطقة اليورو فى 2011.
لم يكن دويتشه بنك الذى انخفض بشدة خلال تداولات الجمعة يغرد منفردًا خارج السرب، إذ ارتفعت تكلفة التأمين على الديون لمعظم البنوك الأوروبية، الجمعة، بما يعكس عدم رغبة المستثمرين تحمل أى مخاطر على محافظهم قبل عطلة نهاية الأسبوع.
“دويتشه بنك كان دائمًا تحت المنظار منذ فترة، ووضعه مشابه تقريبًا لكريدي سويس”، بحسب ستيوارت كول، كبير محلل الاقتصاد فى إيكويتي كابيتال.
أضاف أن البنك مر بالعديد من عمليات إعادة الهيكلة وتغير القيادات فى محاولة لجعله يقف على قدمه من جديد، لكن “لا يبدو حتى الآن أن أيًا من تلك المساعى يؤتى ثماره”.
ولم يكن للبنوك الواقعة تحت ضغط نصيب من تعافى أسهم قطاع البنوك، إذ تراجع سهم ويست بانكورب بعدما أعلن تأمينه 1.4 مليار دولار تمويلات نقدية من أطلس إس بى بارتنرز وأنه تخلى عن زيادة رأس المال، بعدما سحب عملاءه 20% من ودائعهم هذا الأسبوع.
وقال البنك يوم الأربعاء إن حوالي 4.9 مليار دولار من إجمالي 6.8 مليار دولار من إجمالي التدفقات الخارجة هذا العام جاءت من قطاع البنوك الاستثمارية. وأضاف أن مستويات الودائع “استقرت”، ويملك البنك نقدية أكثر من 11.4 مليار دولار اعتبارًا من 20 مارس، وهو ما يتجاوز إجمالي الودائع غير المؤمن عليها البالغة 9.5 مليار دولار.
أضاف:”في ضوء التقلبات الحالية في السوق وأسعار السوق المنخفضة لأسهم البنوك الإقليمية، فضلاً عن توافر خيارات أخرى لتعزيز رأس المال ، قررت الشركة أنه لن يكون من الحكمة المضي قدمًا في زيادة رأس المال”.
الوضع لم يكن أفضل بالنسبة لـ”فيرست ريبابلك” إذ واصل انخفاض أسهمه، مع استمرار الحديث حول كيفية إنقاذه.