أعلنت شركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات يوم الأحد الماضي، أنها ستبني مصنعا ضخما جديدا في شانغهاي، سيكون مخصصاً لتصنيع منتجها الخاص بتخزين الطاقة “ميجاباك”.
وتعد خطوة تسلا الجديدة أحدث تطور في صناعة التخزين الجديد للطاقة في الصين، والتي شهدت نموا قويا في السنوات الأخيرة، حيث تساعد الصناعة في دفع التنمية الخضراء في الصين، تماشيا مع التقدم المُحرز في تكنولوجيا تخزين الطاقة وبدء تشغيل المشروعات المحلية.
تنمية سريعة
وصلت السعة المركبة التراكمية للتخزين الجديد للطاقة في الصين إلى 13.1 جيجاوات بحلول نهاية عام 2022، بمعدل نمو سنوي بلغ 128%، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن تحالف تخزين الطاقة الصيني.
ويشير مصطلح “التخزين الجديد للطاقة” إلى تكنولوجيات تخزين الطاقة بخلاف التخزين التقليدي للطاقة بالضخ، ويشمل تكنولوجيات بطاريات الليثيوم – أيون، وبطاريات التدفق السائل، والحذافات، والهواء المضغوط، والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى تخزين الطاقتين الحرارية والباردة.
كما أظهر التقرير أن السعة التراكمية لقطاع التخزين الجديد للطاقة في العالم وصلت إلى 45.7 جيجاوات بحلول نهاية عام 2022، بزيادة 80% على أساس سنوي.
وتواصل الصين وأوروبا والولايات المتحدة قيادة السوق العالمية في هذا القطاع، حيث شكلت قدرتها على التخزين الجديد للطاقة 86% من الإجمالي العالمي في عام 2022، بزيادة 6 نقاط مئوية عن عام 2021.
وتوقع تقرير تحالف تخزين الطاقة الصيني أن تصل السعة المركبة التراكمية لصناعة التخزين الجديد للطاقة في الصين في عام 2027 إلى 138.4 جيجاوات إذا ما حققت المناطق على مستوى المحافظة في البلاد أهدافها في بناء تخزين الطاقة.
التقدم التكنولوجي
يتم شحن نظام تخزين الطاقة عندما تولد طاقة الرياح أو الطاقة الكهروضوئية حجما كبيرا من الكهرباء أو عندما يكون استهلاك الطاقة منخفضا، بينما يقوم بالتفريغ في الحالات المغايرة.
لا يمكنه فقط تعديل الإنتاج غير المستقر للطاقة الكهروضوئية أو طاقة الرياح لزيادة نصيب الطاقة المتجددة في الشبكة، وإنما يقدر على العمل مع مصادر الطاقة التقليدية، بما في ذلك الطاقة الحرارية والطاقة النووية، لتوفير خدمات مساعدة مثل تنظيم الذروة والتردد لأنظمة الطاقة وتحسين مرونتها.
وفي هذا السياق؛ قال ليو يا فانغ، المسؤول البارز في هيئة الطاقة الوطنية، إنه وبالمقارنة مع تخزين المضخات، فإن التخزين الجديد للطاقة يتمتع بمزايا اختيار الموقع المرن، وفترة البناء القصيرة، والاستجابة السريعة والمرنة، والوظائف والخصائص المتنوعة.
وأشار ليو إلى دمج التخزين الجديد للطاقة على نطاق واسع في أجزاء مختلفة من أنظمة الطاقة، مثل توليد الطاقة، وشبكة نقل الطاقة، وتحميل الطاقة، ما أدى إلى تغيير عميق في أسلوب تشغيل نظام الطاقة التقليدي، وأصبح مرفقا داعما لا غنى عنه لضمان التشغيل الآمن والمستقر والاقتصادي لأنظمة الطاقة، ما سيغير في المستقبل من هيكل التطوير ونمط التشغيل لأنظمة الطاقة.
من جانبه؛ قال داي جيان فنغ، نائب كبير المهندسين في المعهد الصيني لتخطيط وهندسة الطاقة الكهربائية، إن صناعة التخزين الجديد للطاقة في الصين قد تم تطويرها من خلال طرق تقنية متنوعة.
وأضاف داي أن بطارية الليثيوم – أيون لا تزال مهيمنة في الصناعة في الوقت الحالي، لكن تطور الهواء المضغوط وبطارية التدفق السائل يتسارع. كما أظهرت طرق التكنولوجيات الجديدة مثل بطاريات الصوديوم – أيون وثاني أكسيد الكربون وتخزين طاقة الجاذبية إمكاناتها في التطبيقات الصناعية.
المشروعات المحلية
بدأت ويفييو، وهي شركة لتخزين الطاقة مقرها في شانغهاي، أول خط إنتاج ذكي لبطاريات تدفق الزنك – حديد في يناير الماضي في مدينة يانتشنغ بمقاطعة جيانغسو بشرقي الصين. ومن المتوقع أن ينتج خط إنتاجها في تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين بطاريات التدفق في يونيو القادم.
كما خططت الشركة لبناء العديد من المصانع في مقاطعات قوانغدونغ وشاندونغ وهوبي وتشجيانغ، مع قدرة إنتاجية إجمالية لبطاريات تدفق الزنك – حديد تصل إلى مستوى جيجاوات.
تم تطبيق تخزين الطاقة الجديد في أنظمة الطاقة ذات القدرة الإنتاجية القوية.
كما تم بنجاح تشغيل أول مشروع تجريبي لتخزين الطاقة لبطاريات تدفق الحديد والكروم بقدرة ميجاوات في الصين في مدينة تونغلياو بمنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في شمالي الصين، في نهاية فبراير الماضي، وسيتم استخدامه تجاريا في وقت قريب.
وتم بناء المشروع من قبل الشركة الوطنية للاستثمار في الطاقة، وسجل رقما قياسيا عالميا جديدا لسعة تخزين بطاريات تدفق الحديد والكروم، حيث تم تأليف 34 مجموعة من البطاريات المطورة محليا وأربع مجموعات من خزانات التخزين، ما يمكن المشروع من تخزين ما يصل إلى 6000 كيلو واط ساعة من الكهرباء في كل مرة.
بدوره؛ قال تشاو جين يوي، المدير العام لفرع الشركة الوطنية للاستثمار في الطاقة بمنطقة منغوليا الداخلية، إن بإمكان المشروع تخزين الطاقة الكهربائية وإطلاقها للحد من تقلب تيار الكهرباء في الشبكة، والمساعدة في تنظيم الذروة والتردد، ولعب دور نشط في امتصاص طاقات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنسبة كبيرة، وتوفير الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون.
