«تجار الذهب»: الجالية السودانية بمصر أحد مصادر الذهب فى السوق المحلى
تعتبر معاملات الأفراد من الجالية السودانية فى مصر أحد موارد الذهب بالسوق المحلى خلال السنوات الأخيرة مع تفضيل السوادنيين الوافدين إلى مصر الاعتماد على الذهب كأحد المصادر الآمنة لتوفير مواردهم المالية بعد بيعه فى مصر، بحسب متعاملون فى سوق الذهب المصرى.
وقال عمرو اللقانى، نائب رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن السودان تعتبر موردًا مهمًا للذهب فى مصر حتى لو كانت نسبته ضئيلة لكنها تؤثر فى النهاية على حجم المعروض بالسوق.
وأضاف «اللقانى» لـ«البورصة»، أن صعوبة استيراد الذهب الخام «السبائك» خلال العام الأخير عظم دور الموارد الأخرى من الذهب الكسر من تعاملات الوافدين السودانيين فى ظل نقص المعروض من الخام.
وأوضح أن السودانيين عادة ما يأتوا بأموالهم عبارة عن ذهب ويتم بيعها فى السوق المصرى، وهى كميات كبيرة، كما أن توقفها مع الحرب فى السودان سيخفض حجم المعروض من المنتج بالسوق.
وأشار إلى تراجع حجم بيع المستهلك المحلى للذهب مع رغبته فى تحقيق مكاسب والمخاوف من زيادة معدلات التضخم، حيث ينظر المستهلك للذهب باعتباره الوعاء الآمن لحفظ قيمة مدخراته.
وقال إن انخفاض حجم تداول الذهب «الكسر» تزامن مع زيادة الطلب على السبائك بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة مع موعد استحقاق الشهادات البنكية بفائدة 18% وتوجه الأفراد إلى الاحتفاظ بالذهب بمستحقات هذه الشهادات للتحوط من التضخم.
وأوضح أنه على الرغم من أن الذهب تًحدد أسعاره عالميًا لكن هذا لم يمنع صعود أسعاره فى مصر فوق مستوى الأسعار العالمية للمعدن، وذلك فى ظل تراجع المعروض وتكالب الأفراد على الشراء.
وتوقع أن يكون للحرب فى السودان انعكاسًا أكبر فى التأثير السلبى على حجم المعروض من المعدن فى السوق مع ضعف الموارد الأخرى للذهب المستورد فى ظل صعوبة تدبير الدولار للاستيراد.
وقال نادى نجيب، رئيس رابطة تجار ومنتجى الذهب والمجوهرات، إن تعاملات السودانيين فى سوق الذهب فى مصر تمثل نسبة لا تقل عن 5% من حجم السوق.
وأضاف أن الحرب فى السودان ليست السبب الوحيد لرفع أسعار الذهب فى مصر لكن تعتبر أحد الأسباب، والتى ستنعكس بشكل أكبر على السوق مع استمرار الحرب، حيث تعتبر السودان أحد أكبر مصدرى الذهب للعالم.
وأوضح أن الذهب السودانى الذى يباع فى مصر ويعاد تصنيعه لا يأخذ الشكل الرسمى فى دخوله إلى السوق، لكن يأتى بحوزة الوافدين من السودان إلى مصر.
وقال سعيد إمبابى، المدير التنفيذى لمنصة «آى صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن الأسواق المحلية تتداول أسعارًا غير منطقية، نتيجة استغلال السوق شائعات التعويم، لتحفيز المواطنين على الشراء، وتقيم أسعار الذهب على سعر تحوط للدولار عند 45 جنيهًا والذى وصل بسعر عيار 21 إلى 2500 جنيه للجرام بدون مصنعية.
وأضاف أن فروق الأسعار بين سعر الذهب الحالى، وأسعاره المحددة على سعر الدولار بالبنك المركزى أو السوق الموازى كبيرة للغاية.
وأشار إلى أن ذريعة ارتفاع الطلب ونقص المعروض فتحت الباب للمنتفعين باستغلال مخاوف المواطنين من تآكل العملة، لدفعهم لشراء الذهب بأسعار مبالغ فيها.