أصبحت رحلات الطيران الآن أكثر امتلاء وتكاليفها أعلى، وهذا ينطبق أيضًا على الرحلات القصيرة، إذ يحجز الناس الرحلات بلهفة لقضاء العطلات الصيفية.
وأعلنت شركة “رايان إير”، أكبر شركة طيران بأوروبا الآن، حجوزات قوية مؤخرًا، كما فعلت “إيزي جيت” الشيء نفسه.
وسط الطلب القوي والتكاليف المرتفعة لوقود الطائرات أصبحت الأسعار أكثر تكلفة، فقد نقلت “رايان إير” 16 مليون مسافر في أبريل، وهذا أكثر من الشهر ذاته في 2019، وكانت طائراتها ممتلئة بنسبة 94%، كما ارتفعت الأسعار بنسبة 10% مقارنة بمستويات ما قبل كوفيد وأسعار تذاكر شركة النقل الشهيرة البالغة 9.99 يورو (قبل دفع ثمن الحقائب والمقاعد الأفضل) أصبحت ذكرى بعيدة.
تشتهر شركات الطيران بأنها دورية وعرضة لخسارة الأموال، فقد خسرت الصناعة مجتمعة 138 مليار دولار عام 2020 المروع، حسبما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وحتى في الأوقات الجيدة، تكون هوامش الربح ضئيلة، فقد انخفضت الأسعار بالقيمة الحقيقية لعقود بسبب استمرار الشركات في شراء طائرات جديدة ومحاولة ملئها.
وفي ظل رفع قيود كوفيد، يريد الناس السفر بالطيران مرة أخرى، فقد “عادت الحياة للرحلات القصيرة بسبب الطلب المكبوت”، كما يقول فرانكي أوكونيل، الأكاديمي في دراسات النقل الجوي في جامعة سري.
الأمر لا يتعلق بقدرة شركات الطيران على تقاضى رسوما أعلى، بل يتعين عليها فعل ذلك قريبًا، لأن الصناعة تواجه تحديًا تكنولوجيا هائلاً في تحقيق هدفها الذي فرضته على نفسها وهو الوصول إلى صافي انبعاثات كربون صفرية بحلول 2050.
لا يمكن تحقيق ذلك على مسار الرحلات الحالي، لأن صناعة الطيران مسؤولة عن نحو 2.5% من الانبعاثات العالمية، والانتقال إلى مسار آخر سيكون مكلفًا للغاية.
تجسد شركة “رايان إير” النهج التقليدي، فهي واصلت النمو مع محاولة الحد من التأثير البيئي عبر استبدال الطائرات القديمة بطائرات نفاثة حديثة ذات محركين تحرق وقودا أقل.
وقد قالت الشركة مؤخرًا بأن الأشخاص الذين يتحولون إلى رحلاتها من شركات الطيران الأخرى يمكن أن يخفضوا انبعاثاتهم بنسبة تصل إلى 50% بسبب ما تطلق عليه أسطولها “المغير لقواعد اللعبة” من طائرات 737 الأحدث.
صحيح أن هذه الطائرة تساعد على تقليل الانبعاثات لكل راكب، لكنها تسير ببطء.
هناك فرصة ضئيلة للتحول إلى الطيران الكهربائي أو الذي يعمل بالطاقة الهيدروجينية قريبًا، فقد وجدت دراسة حديثة أن شركة “إيرباص” تعتزم تسيير طائرة هيدروجين خالية من الانبعاثات بحلول 2035، لكن الأمر سيكلف 300 مليار يورو لبناء البنية التحتية في أوروبا وحدها.
وحتى في هذه الحالة، ستكون هناك حاجة إلى فرض ضرائب على وقود الطائرات لجعل رحلة الهيدروجين تنافسية.
أفضل رهان على المدى المتوسط هو وقود الطائرات المستدام، المصنوع من نفايات الزيوت والدهون والمحاصيل غير الغذائية.