سعيد: تقليل زمن فصل التيار إلى ساعتين يوميًا يحمى المصانع من الخسائر
تامر: 150 ألف جنيه قيمة الفاتورة الشهرية.. وتوقعات بانخفاض الأرباح 30%
العشرى: «آيس إيجبت» تستثمر 100 مليون جنيه فى مصنع ثلج بـ«بنها»
أدى تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائى إلى مضاعفة الأعباء على مصانع الثلج خلال الأسابيع الماضية، وتسبب ذلك فى تلف مايقرب من 30% من حجم الإنتاج قبل الوصول إلى مرحلة التصنيع النهائى.
قال عدد من المستمرين فى القطاع لـ “البورصة”، إن صناعة الثلج تختلف عن أى صناعة أخرى، ولا يمكن الاستغناء عن أى مرحلة منها فهى تحتاج إلى توفير جهد كهربائى عالى وماء متدفق يصب فى قوالب، وبعدها يُوضع فى أحواض لتبدأ مرحلة التبريد بضخ كميات من غاز النشادر لمدة تتراوح بين 16 و20 ساعة حتى يصل إلى منتج نهائى.
قال خالد سعيد، رئيس قطاع التوزيع بشركة الأسيوطى لصناعة الثلج والتبريد، إن مبيعات الشركة منذ بداية موسم الصيف تراجعت بمعدلات كبيرة، نظراً لانقطاع التيار الكهربى لأكثر من 8 ساعات يوميًا، ما أدى إلى انخفاض الكمية المنتجة من الثلج بنحو 30%.
اضاف لـ «البورصة» أن فصل الصيف هو الموسم الرئيسى لمبيعات القطاع، حيث يتزايد عليه الطلب بأكثر من 80% مقارنة بفصل الشتاء.. خاصة من أصحاب المقاهى ومحال الأسماك وشركات مواد البناء، مطالبًا بتقليل زمن فصل التيار إلى ساعتين حفاظًا على استمرارية التشغيل.
أشار إلى أن الشركة تورد الثلج إلى أسواق الجملة وحلقات الأسماك، ويستحوذ سوق العبور فقط على مايقرب من 70% من إجمالى الطاقة الإنتاجية للمصنع.
قال محمد تامر، مدير مصنع الصفا والمروة لإنتاج الثلج، إن المصنع تكبد خسائر منذ بداية الشهر الجارى بسبب انقطاع التيار، وجاء ذلك فى وقت تسعى الشركة إلى تحريك المبيعات بسبب حالات الركود التى ضربت القطاعات التى تعتمد على الثلج فى عملية التبريد وهى مصانع اللحوم والأسماك والخضروات والعصائر بدعم من تراجع المبيعات.
توقع تامر فى حديثه لـ “البورصة” أن تفقد الشركة 30% من الأرباح فى حال استمرت الكهرباء فى الانقطاع بشكل مستمر كما يحدث حاليًا، خاصة وأن الفاتورة الشهرية التى تدفعها الشركة تصل إلى 150 ألف جنيه شهريًا خلال موسم الصيف و30 ألف فى فصل الشتاء.
أضاف تامر لـ”البورصة”، أن استخدامات الثلج لم يقتصر فقط على الأمور التقليدية مثل الشرب أو الحفاظ على درجة حرارة المنتجات الزراعية أو السمكية.. لكن بدأ يدخل بكميات كبيرة فى صناعة الأسمنت لخفض درجة الحرارة لمستوى معين خلال عملية التصنيع.
قال مصطفى العشري، رئيس مجلس إدارة شركة آيس إيجبت، إن الشركة ضخت استثمارات بقيمة 100 مليون جنيه، لإنشاء أول مصنع ثلج صحى فى مصر، بمنطقة بنها الاستثمارية ويقع على مساحة 780 متر مربع، وتصل طاقته الإنتاجية لنحو 12 ألف لوح ثلج يوميًا.
أشار إلى أن انتاج المصنع لم يتأثر منذ بداية العام الجارى وحتى الآن لاعتماده على معدات حديثة تعمل على تبريد الألوح خلال ساعات قليلة.
وقال مسؤول التوزيع بمصنع أولاد عزيز للثلج، إن المصنع ينتج مايقرب من 3 آلاف لوح ثلج يومياً وبعد انقطاع الكهرباء المتكرر تراجع الإنتاج بنحو 40%، ومن الصعب الاعتماد على مصادر بديلة عن محطات الكهرباء بسبب الجهد الكبير الذى يحتاجه المصنع.
أضاف لـ”البورصة”، أن موزعى الثلج يركزون فى الفترة الأخيرة على مصانع الخرسانة بسبب استخدامه فى الصناعة وبالتحديد للمشروعات الإنشائية فى العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين، بجانب التوريد لمزارع الأسماك أيضًا.
قال مسئول بمصنع ثلج «سيدر آيس» لـ”البورصة”، إن الخسائر لا تتمثل فى ذوبان الثلج الناتج عن انقطاع الكهرباء لكن هى صعوبة الحصول على المياه وهى المكون الرئيسى للصناعة، لأنها تحتاج إلى أداة رفع تعمل بالكهرباء أيضًا.
وأضاف أن انقطاع الكهرباء المتكرر مع ارتفاع درجة الحرارة أديا إلى مضاعفة الأعباء على القطاع لتعرض ألواح الثلج إلى الهشاشة وإذابة أجزاء منها، مايساهم فى زيادة الكميات المهدرة ويرفع معدل الخسائر، وذكر أن لوح الثلج وزنه 25 كيلو جرام يباع حاليًا بمتوسط 20 جنيها ويزيد سعره بنسب بسيطة فى بعض المناطق.
كتبت – فرح رجب وأحمد غنيم: