
يعقد المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، اجتماعات مع قادة صناعة النفط والغاز العالمية لحثهم على تقديم خطط ملموسة لتعزيز الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2030 في قمة الأمم المتحدة المقبلة للمناخ.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، اليوم الاثنين، إن القلق ينتاب خبراء المناخ والنشطاء حيال أن يصبح مؤتمر COP28 الذي سيعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة أقرب لما وصفوه بـ”مؤتمر الأطراف النفطي”، مع إعطاء الصناعة دورا كبيرا في المناقشات الرامية إلى معالجة تغير المناخ.
وقال كيري – في مقابلة مع الصحيفة- إنه يعتقد أنه من الأهمية بمكان مشاركة صناعة النفط والغاز في محادثات المناخ التي تجريها الأمم المتحدة، ومساءلتها عن مشاركتها في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأضاف “علينا أن نضع صناعة الوقود الأحفوري على الطاولة،علينا أن ندفعهم إلى هذا الجهد، وعليهم أن ينضموا من خلال تحملهم المسؤولية”، موضحا أن أهداف الصناعة المحددة لعام 2050 لم تكن كافية وكان ثمة حاجة إلى الالتزام بالوصول إلى صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر.
وأشار كيري إلى أنه طلب من المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط والغاز تقديم خطط إلى مؤتمر المناخ COP28 لخفض انبعاثاتهم المباشرة والانبعاثات المستمدة من الطاقة التي يشترونها والتي تعرف باسم انبعاثات النطاق الأول والثاني، بحلول عام 2030.
كما دعاهم إلى تحديد التزامات تخصيص رأس المال للطاقة المتجددة بحلول عام 2030، فضلا عن وضع معيار لتكنولوجيا التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، والذي يهدف إلى احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ومضى قائلا “السؤال هو، هل يمكنك توسيع نطاقه؟ هل يمكنك جعل تكنولوجيا التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية وكبير بما يكفي بحيث تظل في الواقع على منحنى اتفاقية باريس (لارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية)؟ ويجب أن يصل ذلك إلى صافي الصفر بحلول عام 2050 أو أفضل. وأعتقد أن هذا الأمر محل نقاش كبير الآن”.
وتقوم قيادة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر COP28 بتنظيم تحالف تقوده شركات النفط والغاز من شأنه أن يحدد هدف الوصول إلى صافي صفري في نطاقها الأول والثاني من الانبعاثات بحلول عام 2050.
وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق أيضا إنه تحدث مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في الأيام الأخيرة وسيلتقي قريبا بالرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية. ويأتي ذلك بعد مناقشات مع الرؤساء التنفيذيين الآخرين لشركات النفط والغاز، بما في ذلك برنارد لوني من شركة بريتش بتروليوم، حول خطط تغير المناخ، حيث يقومون بتقليص الخطط السابقة لتقليل كمية النفط والغاز المنتجة بحلول عام 2030.
وأشارت فاينانشيال تايمز إلى أن المملكة العربية السعودية هي أكبر مورد للنفط للصين، وقد تمت دعوتها الأسبوع الماضي للانضمام إلى كتلة بريكس الموسعة للأسواق الناشئة. واستأنفت الولايات المتحدة مؤخرا مناقشات المناخ مع الصين، ولكن الخلفية الدولية المشحونة بما في ذلك التوترات بشأن تايوان والتجارة أعاقت إحراز التقدم.
وفي حين تظل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، أكد كيري على تحولها السريع نحو الطاقة المتجددة من خلال التشريع الرئيسي الذي يقدم 369 مليار دولار في هيئة إعانات دعم للتكنولوجيا الخضراء والتصنيع.