القطاع العقارى يبحث عن آليات تسويق جديدة لإنعاش المبيعات

«قطامش»: «مدينة مصر» أطلقت منصة «طوبة» لتوفير نظام مبتكر يناسب احتياجات العملاء

لجأت شركات الاستثمار العقارى إلى تطبيق آليات تسويقية جديدة لإنعاش مبيعات القطاع، وتوفير حلول بديلة وطرق سداد تناسب شريحة أكبر من العملاء.

واتفق متعاملون فى القطاع العقارى أنَّ الشركات تسعى للتحوط من الارتفاعات المستمرة فى أسعار مواد البناء والخامات، والتى تؤثر بشكل كبير على تكلفة التنفيذ وسعر العقارات النهائية.

وأطلقت شركة «مدينة مصر»، منصتها «طوبة» كحل مبتكر لتسهل عملية اقتناء واستثمار العقار بأنظمة تسهيلات مختلفة تناسب العملاء، وتعتمد على مرونة السداد حسب حاجة العميل لفترة تصل إلى 10 سنوات وبدون شيكات بنكية.

وتعد «طوبة» المنصة الرقمية الأولى من نوعها فى المنطقة وأول منتجات Madinet Masr Innovation Labs، ويأتى اسم المنصة الرقمية من كلمة «طوبة»، وهى أيضاً وحدة قياس ابتكرتها شركة «مدينة مصر»؛ حيث تتكون الوحدة العقارية من عدد طوب محدد لاقتنائها، كما أنها أول منصة إلكترونية لامتلاك العقار من خلال منظومة رقمية حديثة.

وقال صلاح قطامش، نائب أول للرئيس للشئون الاستراتيجية والاستثمارات فى شركة مدينة مصر للإسكان والتعمير، إنَّ الشركة أطلقت منصة «طوبة» كآلية جديدة للتسويق للمنتج العقارى.

وأضاف «قطامش»، أن منصة «طوبة» تسمح للعميل بشراء وحدة سكنية بطريقة الدفع التى تناسبه، وذلك بتقسيم العقار لوحدة قياس مبسطة تسمى «طوبة» توفر نظم سداد بتسهيلات مختلفة وبدون شيكات بنكية.

اقرأ أيضا: “مدينة مصر” تبتكر مفهوما جديدا لاقتناء العقار من خلال منصتها “طوبة”

وأوضح أنه يمكن للعميل شراء عقار بنظام «طوبة»، دون التقييد بموعد محدد شهرى أو ربع سنوى لسداد باقى قيمة العقار، وتتيح للعميل من خلال التطبيق الإلكترونى استكمال قيمة العقار بطريقة سهلة وفى الوقت الذى يختاره العميل.

وأشار إلى أن المنصة تعطى مرونة فى السداد حسب حاجة العميل لفترة تصل إلى 10 سنوات، وسوف يتم تطبيق هذه الفكرة لأول مرة فى مشروع «إيلان» فى سراى بالقاهرة الجديدة.

وتتيح منصة «طوبة» القدرة على اختيار الوحدة، والتعاقد على 15% من إجمالى عدد الطوب ثم استكمال الطوب المتبقى من خلال نظام مريح ومرن للسداد على مدار العام.

بالإضافة إلى ذلك، تتيح «طوبة» عبر تطبيقها الإلكترونى الاطلاع على رصيد الطوب الذى يمتلكه العميل بالفعل بسهولة، ونسبة التملك التى وصل إليها، وسعر الطوبة الحالى وفق متغيرات السوق، دون الحاجة لزيارة فرع الشركة.

كما يمكن للعميل من خلال «طوبة» استبدال العقار بآخر أكبر، ويتم احتساب فرق الطوب فقط بين الوحدتين وتعديل حساب عدد الطوب المتبقى، ويبدأ تسليم الوحدة خلال أربع سنوات.

«جاد»: تحديات القطاع العقارى توفر فرصاً استثمارية للشركات وآليات مبتكرة للتسويق

وقال محمود جاد، محلل القطاع العقارى بشركة العربى الإفريقى الدولى لتداول الأوراق المالية، إنَّ آلية «طوبة» من شأنها تغيير مفهوم تملك العقار داخل السوق المصرى، وتلبية جميع احتياجات العملاء المتغيرة، خصوصاً فى ظل حالة النمو التى يشهدها السوق.

وأرجع «جاد» انخفاض هوامش الربحية لدى الشركات العقارية رغم ارتفاع المبيعات إلى الضغوط التضخمية من ارتفاع معدلات الفائدة والتكاليف على الشركات والمطورين العقاريين، خاصة فى أوقات التحديات الاقتصادية.

وأضاف أن تلك التحديات رغم ما تشكله من ضغوط على تكلفة الشركات العقارية، فإنَّ ما زال هناك مزيد من الانتعاش بالقطاع.

«السيد»: كل مطور يوفر المنتج المناسب لحاجته التسويقية.. والبورصة العقارية أفضل الحلول

وقال هاشم السيد، الرئيس التنفيذى لشركة «أودن للاستثمارات المالية»، إن منتج «طوبة» يعتبر آلية تمويل عقارى يبتكرها المطورون ليتماشوا مع الضغوط التضخمية والتحديات الاقتصادية.

وأضاف «السيد»، أن كل مطور عقارى يوفر المنتج المناسب وفقاً لحاجته التسويقية، موضحاً أن البورصة العقارية إذا ظهرت ستنهى أغلب تلك الآليات، وستسهم فى حل نسبة كبيرة من التحديات التى تواجه السوق العقارى فى الوقت الحالى.

«شفيع»: «طوبة» فكرة جديدة وجاذبة للعملاء ولكن متوقفة على تفاصيل أكثر للمشروع

وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين، إنَّ انخفاض هوامش ربحية القطاع العقارى وعدد الوحدات المباعة، جاء بسبب زيادة الضغوط التضخمية وارتفاع التكاليف، وبالتالى ارتفاع أسعار الوحدات المباعة على العملاء لنقل التكلفة.

وأضاف «شفيع»، أن آلية «طوبة» فكرة جديدة فى المقام الأول وجاذبة للعملاء، ولكن متوقفة على تفاصيل أكثر للمشروع.

«محمود»: السوق يحتاج لحلول إبداعية لدعم نمو مبيعات الشركات العقارية

وقال شريف محمود، نائب رئيس شركة «كولدويل بانكر ـ مصر»، إنَّ تطبيق «طوبة» آلية تسويق جديدة بهدف خلق طرق مبتكرة وبسيطة لتحصيل الأقساط على الوحدات السكنية، ويعد خطوة جيدة لتحريك السوق العقارى؛ نظراً إلى حله مشكلة الشيكات.

وأضاف «محمود»، أنَّ التطبيق يعتمد على تقسيم سعر الوحدة على أقساط غير متساوية، وفقاً لخطة العميل المالية دون الارتباط بأقساط ثابتة أو شيكات، على أن يتم الدفع مباشرة بطريقة إلكترونية.

اقرأ أيضا: البنوك تتوسع فى التمويل العقارى.. والشركات تتراجع للنصف

وأوضح أن التطبيق يقدم طرقاً مبتكرة للتحكم فى الأقساط، وذلك على حسب الدخل الشهرى والقدرة الشرائية لكل عميل، لافتاً إلى أن التطبيق لا يزال فى مرحلة التجربة، ويتيح مشروعاً واحداً فقط حتى الآن وهو «إيلان سراى».

وتوقع «محمود»، أن يحقق التطبيق نجاحاً عند العملاء المستهدفين، ويجذب عدداً من المشاريع، خلال الفترة القادمة، وأن يتم دعمه من قِبل البنوك والمؤسسات، مؤكداً أن السوق العقارى يحتاج لحلول إبداعية وآليات تسويق جديدة تنعش مبيعات الشركات العقارية.

«عبدالمنعم»: الابتكارات الجديدة التى تفكر بها الشركات تسهم فى حل أزمات السوق

وقال إبراهيم عبدالمنعم، رئيس شركة يونايتد كونسلتنج للتسويق العقارى، إنَّ السوق العقارى مرن وفى حاجة دائماً لآليات تسويقية جديدة تشبع رغبات ومتطلبات العميل، مؤكداً أن الابتكارات الجديدة التى تفكر بها الشركات الكبرى شىء صحى للسوق.

وأضاف «عبدالمنعم»، أن شركة «مدينة مصر» شركة كبيرة، وتمكنت من خلق آلية جديدة لتسويق منتجاتها العقارية، وإنعاش حركة مبيعاتها، خاصة فى ظل التحديات التى يشهدها القطاع العقارى فى الوقت الحالى من تضخم وارتفاع أسعار مواد البناء والخامات وزيادة الأعباء المالية على شركات التطوير العقارى.

ورحب بفكرة توجه الشركات العقارية إلى الاعتماد على التسويق الإلكترونى، واستخدام الرقمنة فى تقديم خدماتها، والترويج لمنتجاتها العقارية، خاصة فى ظل توجه العالم لهذا النوع من التكنولوجيا الذى أصبح يمثل عاملاً أساسياً فى تلبية كل الاحتياجات.

وتابع «عبدالمنعم»: «البنوك والشركات العقارية الكبيرة تحقق نجاحاً من خلال إنشاء تطبيقات تسهل على العملاء جميع العمليات الخاصة بها».

كتبت: أمل سعداوى