“سى آى كابيتال”: مزيج من تمويل رأس المال العامل للشركات والنمو الانتقائى لقروض التجزئة
مسح: رغم كبر حجمها نمو قروض “الشركات” يتجاوز تمويلات الأفراد
نمت قروض المؤسسات بأكثر من ضعف وتيرة نمو قروض الأفراد خلال أول 4 أشهر من العام الحالى 12% إلى 3 تريليونات و634 مليار جنيه بنهاية أبريل الماضى، فى الوقت الذى نمت فيه قروض الأفراد 5% لتصل إلى 804 مليار جنيه مقابل 769 مليار جنيه بنهاية ديسمبر، بحسب بيانات البنك المركزى المصرى.
وفى 8 بنوك من 16 بنكا أجرت “بنوك وتمويل” مسحًا على قوائمها المالية، كان معدل نمو قروض الشركات، يفوق معدل نمو قروض التجزئة، خلال النصف الأول من العام الجارى مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، رغم كبر حجم محافظ تمويلات الشركات مقارنة بقروض الأفراد.
وأظهر المسح تراجع معدل نمو قروض الأفراد فى ثلاثة بنوك هى بنك أبو ظبى التجارى، وبنك الإسكندرية والبنك التجارى الدولى، وتباطأ نمو القروض مقارنة بالنمو خلال النصف الأول من 2022 لدى 14 بنكا، فيما تسارع لدى بنكى البركة والقاهرة.
وسجل بنك البركة أعلى معدل نمو فى قروض الأفراد، مُحققًا 42.28%، يليه البنك المصرى لتنمية الصادرات 31.58% ثم بنك قناة السويس 18.82%.
وتسارع نمو قروض الشركات فى البنوك التى شملها المسح فى بـ5 بنوك مقارنة بالنمو فى الفترة نفسها من العام الماضى، وهى بنوك التجارى الدولى، والمصرى الخليجى، وفيصل، وقناة السويس، والأهلى الكويتى -مصر.
وقال رئيس قطاع التخطيط فى أحد البنوك الخاصة، إن نمو القروض لدى مصرفه جاء مدعوم بعاملين نمو محفظة قروض الشركات المتوسطة، وإعادة تقييم القروض بالعملة الأجنبية، لكن البنك واجه تحديات فى النمو بمحافظ القروض لدى الأفراد فى ظل التباطؤ الإجبارى لقروض السيارات وأيضًا التمويلات العقارية ضمن مبادرة البنك المركزى.
ناجى: ارتفاع أسعار الفائدة يؤثر سلبا على قروض الأفراد
قال وليد ناجى، نائب رئيس البنك العقارى المصرى، إن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل الطلب على قروض الأفراد مثل القروض الشخصية أو قروض السيارات، لأنها تنعكس مباشرة على أسعار البطاقات الائتمانية وبالتالى يتجه الأفراد لتقليل الطلب على القروض الاستهلاكية، وهذا هو الغرض الرئيسى من رفع أسعار الفائدة، تحجيم الطلب للسيطرة على التضخم.
وأضاف أن البنوك يهمها أن تحافظ على حصصها السوقية من تمويلات الأفراد والشركات، ولها اعتبارات كثيرة الربحية إحداها، لكن أيضًا استمرار النمو هدف.
وأوضح أن البحث عن السيولة لم يكن المُحرك الرئيسى لنمو قروض الشركات، خاصة أن لكل قطاع ظروفه الاقتصادية، وتعتبر كل شركة حالة فردية مستقلة.
ويرى محمد عبد العال، الخبير المصرفى، أن البنوك ستحاول التوسع خلال الفترة المقبلة فى تمويل الأفراد، بهدف توزيع المخاطر على عدد أكبر من العملاء بما يخفض تأثيرها على القاعدة الرأسمالية.
اقرأ أيضا: “البورصة” يرصد خريطة الودائع قصيرة الأجل فى 22 بنكا
أضاف أن العائد على الأصول الموظفة فى قطاع التجزئة أعلى من العائد الموظف فى القطاعات الأخرى، وأيضًا نسب التعثر عادة ما تكون أقل، وهو ما يدعم زيادة ربحية البنوك وبالتالى تدعيم معدل كفاية رأس المال.
وقالت مذكرة بحثية صادرة عن بنك الاستثمار سى آى كابيتال، إن مزيج من تمويلات الشركات خاصة رأس المال العامل، والنمو الانتقائى فى قروض التجزئة سيستمر فى قيادة نمو البنوك.
قال ماجد فهمي الخبير المصرفى، ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك التنمية الصناعية سابقًا، إن تنويع الأنشطة وتوسيع قاعدة العملاء من الأفراد والشركات خطوة ضرورية حتى تعظم البنوك إيراداتها، فى ظل ضغوط السوق، خاصة مع انتهاء إعفاء البنك المركزى للبنوك من مقررات التركز الائتمانى.