موردون أجانب يطالبون شركات الأدوية المصرية بسداد جزء من قيمة الخامات قبل شحنها
طالبت الشركات الأجنبية الموردة لخامات الأدوية ومستلزمات التصنيع للسوق المصرى الشركات المحلية العاملة فى القطاع بسداد جزء من قيمة البضائع قبل شحنها إلى مصر بسبب مخاوفهم من تأخر إرسال المستحقات عقب تصاعد أزمة الدولار الحالية.
قال ماجد جورج، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الطبية والأدوية، إن البنك المركزى المصرى دبر 110 ملايين دولار على دفعتين للإفراج عن مستلزمات طبية محتجزة بالموانئ بعد الاجتماع مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولى مؤخرًَا.
مساع لزيادة صادرات القطاع بنسبة 30% بنهاية 2024
أضاف جورج لـ “البورصة” أن تحديات تدبير العملة التى واجهت الشركات المصدرة خلال النصف الأول من العام الجارى، لم تمكن القطاع من تحقيق المستهدف.. لكن الإفراج عن الخامات خلال فترة زمنية قصيرة يمكن المجلس من زيادة صادراته بنسبة 30% بنهاية العام الجارى وتحقيق 1.2 مليار دولار صادرات بنهاية العام.
ذكر أن مطالب الموردين الأجانب ستضاعف الأعباء على شركات القطاع وقد تعرقل خطط التصدير المستقبلية، لذلك لابد من توفير حصيلة دولارية كبيرة أمام الشركات من قبل البنك المركزى حتى يتمكنوا من شراء احتياجاتهم من الخامات ومستلزمات التصنيع.
ويضم المجلس التصديرى للصناعات الطبية 300 عضو متخصصين فى تصدير الأدوية البشرية والبيطرية، ومستلزمات وأجهزة طبية، ومستحضرات تجميل، وأثاث طبي.
سجلت صادارت الصناعات الطبية نموًا بنسبة 15% خلال النصف الأول من العام الجارى لتصل القيمة التصديرية إلى 542 مليون دولار مقارنة بـ 473 مليون دولار عن نفس الفترة من العام الماضى.
أشار إلى أن المجلس يسعى إلى فتح أسواق تصديرية جديدة فى دول الميركيسور، خاصة وأن تلك الدول تفضل شراء المنتجات المصرية، بجانب الدول الأفريقية الذى يقدر فيها سوق الدواء بـ 16.5 مليار دولار إلا أن صادرات الشركات المصرية إلى تلك الدول لم تتجاوز 0.5%.
ذكر أن المجلس دخل أسواق تصديرية عربية وأوروبية جديدة خلال النصف الأول من العام الجارى، وذلك بدعم من امتلاك الشركات شهادات أوروبية معتمدة أبرزها CA MARK، وتسعى بعض الشركات حاليًا للحصول على الإصدار الجديد من الشهادات.
نوه إلى أن التوسع فى المشاركة بالمعارض الخارجية خلال الخطة المستقبلية وبالتحديد معرض البرازيل لمستحضرات التجميل المرتقب عقده فى مايو 2024 يؤهل الشركات لاقتناص فرص تصديرية جديدة والسوق البرازيلى يفضل شراء المنتج المصرى لجودته العالية وسعره المنافس.
36 سوقًا أفريقيًا مؤهل لاستقبال المنتجات الطبية والأدوية المصرية
ذكر أن المجلس أعد دراسة للدول والأسواق الجديدة لزيادة صادرات الدواء المصرى ومن المرتقب أن يدخل الدواء والمستلزمات الطبية المصرية نحو 36 دولة جديدة خلال الـ 5 سنوات المقبلة.
ذكر أن عددًا كبيرًا من الشركات العراقية أبدت رغبتها فى التعامل مع الشركات المصرية واستيراد المنتجات الطبية وذلك بعد المشاركة فى المعرض الذى إقيم فى بغداد سبتمر الماضى.
وقال إن خطة معارض القطاع حتى منتصف 2024، ستبدأ بالمشاركة فى معرض دبى للمستلزمات والأدوية بمشاركة 39 شركة أدوية ومستلزمات طبية مصرية والمرتقب عقده من 29 يناير إلى 2 فبراير المقبل، بالإضافة إلى معرض لمنتجات المعامل الطبية فى الفترة من 5 إلى 8 فبراير بمشاركة 7 شركات فى ذات التخصص، ومعرض تركيا لمستحضرات التجميل يقام فى أنقرة مطلع يونيو 2024.
طالب جورج الحكومة بدعم القطاع خلال الفترة المقبلة وذلك من خلال توحيد أسعار الدواء حتى تتمكن الشركات من المنافسة فى السوق المحلى والتصديرى.
ذكر أن السماح للشركات بطرح أسعارها بما يتماشى مع تكلفة التصنيع بجانب وجود تسعير خاصة بالتأمين الصحى والمستشفيات الحكومية التى تقوم بالشراء من خلال هيئة الشراء الموحد يربك عمل السوق ويجعله غير مشجع لدخول استثمارات جديدة.
20 شركة دواء تكافح للحفاظ على طاقتها الإنتاجية رغم تحديات السوق
تابع أن 20 شركة من العاملة فى قطاع الأدوية هى التى تمتلك القدرة على تصدير منتجاتها والتأقلم مع الأوضاع الحالية أما باقى الشركات فتواجه تحديات كبيرة تمنعها من العمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
وقال جورج إن الاستثمارات الأجنبية المتدفقة على قطاع الصناعات الطبية والدوائية محدودة للغاية وذلك لعدم وجود استراتيجية واضحة وكاشفة للسوق.
ذكر أن المجلس يسعى إلى جذب عدد من الشركات العالمية لإقامة مشروعات لهم فى السوق المصرى والاستفادة من الحوافز التى توفرها الحكومة للمستثمرين خاصة أن الكثافة السكانية التى يتميز بها السوق المصرى يجعله مميزا عن باقى أسواق المنطقة.
لفت أن السعودية توسعت مؤخرًا فى الصناعات الطبية لكن لا تعد منافسا قويا حتى الآن للشركات المصرية مقارنة بالصين والهند وتركيا.
نوه إلى أن مدينة الدواء مازالت لم تحقق مستهدفاتها نظراً للتحديات التى يعانى منها القطاع، والمجلس يتواصل بشكل مستمر مع رئيس المدينة لمساعدته فى الترويج للفرص الاستثمارية بالمدينة.
كتبت – مريم الرميحى:








