توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن يستقر نمو الاقتصاد أو ربما يتوسع بوتيرة أضعف قليلاً، في مسح لتقرير “بيج بوك” الذي يتضمن ملخص الأوضاع الاقتصادية للبلاد ويشمل جهات منخرطة بالأنشطة التجارية الإقليمية.
ذكر بنك الاحتياطي الفيدرالي، أمس في التقرير، الذي يُنشر قبل أسبوعين من كل اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تضع السياسة النقدية: “وُصفت التوقعات على المدى القريب للاقتصاد عموماً بأنها مستقرة أو ذات نمو أقل قليلاً.. واستمر نقص العمالة في التحسن عبر كافة أنحاء البلاد”.
نشاط محدود
أشارت معظم المقاطعات إلى حدوث تغيير محدود في النشاط الاقتصادي منذ تقرير سبتمبر الماضي، بحسب تقرير “بيج بوك” الذي أعده بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس باستخدام معلومات جمعها بتاريخ 6 أكتوبر أو قبله.
بيّن التقرير أن “إنفاق المستهلكين كان متفاوتاً، لا سيما وسط تجار التجزئة العموميين ووكلاء بيع السيارات، بسبب التباين في الأسعار وعروض المنتجات”.
نوه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، الذين رفعوا أسعار الفائدة بما يتجاوز 5 نقاط مئوية منذ مارس 2022، إلى أنهم يميلون لاستمرار تثبيت سعر الفائدة لثاني مرة على التوالي الشهر المقبل، في أعقاب الصعود الأخير لعوائد السندات الذي شدَّد الظروف المالية. قفزت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 أعوام أمس لأعلى مستوى منذ 2007 في ظل بيانات اقتصادية قوية.
قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، الذي كان من بين المسؤولين الأكثر تشدداً، بوقت سابق أمس، أن البنك المركزي الأمريكي يمكنه الانتظار وجمع بيانات أكثر قبل أن يقرر ما إذا كان الاقتصاد يحتاج لتشديد نقدي إضافي.
تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة
أفاد التقرير بأن الأسعار واصلت الصعود بوتيرة ضعيفة بصفة عامة. وأضاف أن أسعار المبيعات زادت بمعدل أبطأ من أسعار مدخلات الإنتاج، إذ واجهت الشركات صعوبة في تمرير ضغوط التكلفة للعملاء نظراً لأن المستهلكين باتوا أكثر تأثراً بالأسعار المرتفعة.
وجاء بالتقرير: “عموماً، تتوقع الشركات زيادة الأسعار خلال الفصول القليلة المقبلة، ولكن بمعدل أبطأ من الأرباع القليلة السابقة، وأعلنت مقاطعات عديدة عن هبوط أعداد الشركات التي تتوقع حدوث ارتفاعات ضخمة للأسعار في وقت قريب”.
تباطأ التضخم في الولايات المتحدة، ولكن معدله السنوي بلغ في أغسطس الماضي 4% وفق المؤشر الأكثر متابعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الذي يستبعد الغذاء والطاقة.
سوق العمل
وصف التقرير سوق العمل بأنها آخذة بالاعتدال، إذ أعلنت مقاطعات عديدة عن زيادات من طفيفة إلى معتدلة في الوظائف.
أضاف التقرير: “استمرت الأجور في تحقيق نمو بوتيرة من متواضعة إلى معتدلة لأغلب المقاطعات، وأعلنت أطراف منخرطة بالسوق في مقاطعات عديدة عن رفض أقل من قبل المرشحين للوظائف لعروض الأجور المقدمة لهم. تعددت التقارير التي تتناول تعديل الشركات لحزم تعويضاتها للحد من زيادة تكاليف العمالة، بما فيها السماح بالعمل عن بُعد بدلاً من الحصول على أجر مرتفع، أو تخفيض مكافآت الالتحاق بالعمل أو غيرها من عمليات تحسينات الأجور”.
ذكر صناع السياسة النقدية أن الارتفاعات الإضافية لأسعار الفائدة ممكنة بسبب قوة الاقتصاد الأمريكي، كما أبرزت مبيعات التجزئة الأقوى من المتوقع وأرقام إنتاج المصانع الصادرة أول أمس، ما قد يُبقى على ارتفاع التضخم. تُبين توقعات الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا للناتج المحلي الإجمالي “جي بي دي ناو” أن الاقتصاد سينمو بمعدل 5.4% على أساس سنوي خلال الربع الثالث، والذي سيكون الأقوى منذ نهاية 2021.
اقتصاد الشرق