قفز مقياس تكاليف تمويل البنوك في هونج كونج إلى أعلى مستوى في 16 عاماً، إذ أدى الطلب على النقد في نهاية العام إلى تفاقم شح السيولة.
ارتفع سعر الفائدة بين بنوك هونج كونج لشهر واحد 15 نقطة أساس إلى 5.53%، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2007. ويشهد الطلب على العملة المحلية ارتفاعاً مع تخزين البنوك الأموال النقدية لأغراض تنظيمية، وامتصاص رأس المال من نظام تبادل العملات وغيرها من المشتقات بين البنوك.
نقص قياسي في السيولة
وفي حين أن المعروض النقدي غالباً ما يتضاءل قرب نهاية العام، فإن التقلبات في تكاليف التمويل في هونج كونج في الشهر الأخير من 2023 قد تكون أكثر من المعتاد. وذلك لأن السيولة في المدينة تقلصت إلى أدنى مستوى منذ أكثر من عقد من الزمن، على الأقل وفقاً لأحد المقاييس.
قالت سيندي كيونغ، الخبيرة الاقتصادية في “أو سي بي سي بنك” (OCBC Bank) (هونج كونج): “أسعار صرف دولار هونغ كونغ على المدى القصير أمامها هامش أكثر للارتفاع بسبب الحاجة إلى التمويل الموسمي”.
ويحوم ما يعرف بالرصيد الإجمالي، أو مستوى السيولة في النظام المصرفي، قرب أدنى مستوياته منذ 2008 هذا العام، إذ عمدت المؤسسة القائمة بعمل البنك المركزي في هونغ كونغ إلى سحب الدولارات المحلية من النظام المالي لمنع انخفاض قيمة العملة.
والزيادة في سعر الفائدة بين البنوك في هونج كونج (هيبور) تدعم عملة المدينة، إذ إن ارتفاع الفائدة يجعل الأصول المقومة بها أكثر جاذبية مقارنة بتلك المقومة بالدولار الأمريكي. وارتفعت العملة المحلية إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر الأسبوع الماضي.
وباعتبارها اقتصاداً صغيراً ومفتوحاً، فإن هونج كونج معرضة بشدة لتدفق الأموال الداخلة والخارجة. وتستخدم المدينة نظام سعر الصرف المرتبط لإدارة السياسة النقدية ومنع تكاليف الاقتراض المحلية من الانحراف كثيراً عن أسعار الفائدة الأميركية.
الربط بالدولار الأمريكي
يُسمح لدولار هونغ كونغ، المربوط بالدولار الأمريكي منذ عام 1983، بالتداول في نطاق يتراوح بين 7.75 و7.85 مقابل نظيره الأمريكي. واضطرت المؤسسة التي تعمل عمل البنك المركزي إلى الدفاع عن سعر الربط في مناسبات متعددة في العامين الماضيين، مما أدى إلى تقليص الرصيد الإجمالي للمدينة بنحو 90% منذ أعلى مستوى له في عام 2021.
وتم تداول العملة في نطاق 7.7873 للدولار اليوم الاثنين.
وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي العملات الآسيوية في “ميزوهو بنك” (Mizuho Bank): “ستكون فترة نهاية العام هي الدافع وراء ارتفاع أسعار دولار هونغ كونغ، وسيؤدي تضييق فروق الأسعار مع الولايات المتحدة إلى إبقاء السعر الفوري لعملة المدينة داعماً دون 7.8”.
اقتصاد الشرق








