ظهرت مؤشرات على أن إمدادات البترول تتفوق على الطلب قبل الاجتماع المؤجل لتحالف “أوبك+”، والمقرر عقده بعد غد الخميس، مما يسلط الضوء على التحدي الكبير الذي يواجه التحالف في الوقت الذي يستعد فيه لوضع سياسة الإنتاج لعام 2024.
تزامناً مع الانخفاض الكبير لأسعار البترول في العقود المستقبلية مقارنة بأعلى مستوياتها المسجلة في سبتمبر، تراجعت فروق الأسعار المرتبطة بآجال العقود والمراقبة على نطاق واسع في خام برنت الذي ينظر إليه كمعيار للسوق العالمي، ونظيره الأمريكي (خام غرب تكساس الوسيط)، مما يشير إلى وفرة في المعروض، في وقت قفزت فيه أيضاً مخزونات البترول في الولايات المتحدة.
إضافة إلى ذلك، ظهرت مؤشرات أخرى في السوق الفعلي لا يركز المتداولون عليها بشدة في العادة، بما في ذلك فوارق الأسعار بين درجات معينة من الخام، مما قدم إشارات تحذيرية للسوق أيضاً.
أعين سوق النفط صوب اجتماع “اوبك+”
يتركز الاهتمام في سوق البترول العالمية على اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، والذين سيحتاجون إلى مواجهة ما يعتبره المحللون إمدادات عالمية وفيرة، إضافة إلى حل الخلاف بين الدول الأعضاء على حصص الإنتاج.
حالياً، يُتوقع أن تمدد السعودية وروسيا تخفيضات الإمدادات الطوعية، فيما يقول مراقبو السوق إن تطبيق تخفيضات جماعية أعمق، يُعتبر من ضمن الخيارات المطروحة كذلك، وسيكون لقرار التحالف تأثير عميق على التداول في هذا الربع السنوي، وفي العام المقبل أيضاً.
وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الأولية لدى “آي إن جي جروب” في سنغافورة: “المعنويات في سوق البترول لا تزال سلبية. وهناك احتمال متزايد بأن نرى خفضاً أعمق للإنتاج من جانب المجموعة الأوسع نطاقاً. ولو حدث ذلك؛ فسيقدم دعماً جيداً للسوق يستمر خلال عام 2024”.
منحنى عقود البترول المستقبلية
يعتبر منحنى العقود المستقبلية واحداً من أكثر المؤشرات أهمية في هذا الصدد، حيث تراجع فارق الأسعار بين أقرب عقدين لخام غرب تكساس الوسيط إلى حالة “كونتانغو” هبوطية، مع انزلاق أسعار العقود الأقرب أجلاً بمقدار 28 سنتاً للبرميل عن نظيرتها المستقبلية. بينما قبل شهر، كان نمط “باكورديشن” المعاكس هو السائد، مع تطبيق علاوة أعلى من 80 سنتاً بين العقدين.
في غضون ذلك، انخفض فارق السعر بين أقرب عقدين لخام برنت إلى مستوى “كونتانغو” في وقت سابق من الشهر الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ يونيو، رغم أنه تعافى قليلاً منذ ذلك الحين.
كما تراجعت فوارق الأسعار في العقود الأطول أجلاً، وبلغ فارق عقود برنت لأجل 6 أشهر مقارنة بالتسليم الفوري إلى 1.05 دولار للبرميل في أحدث رصد للبيانات، مقابل 4 دولارات تقريباً قبل شهر.
وفرة مخزونات وإمدادات البترول
شهدت المخزونات في الولايات المتحدة زيادة كبيرة، وانتعشت بعدما سجلت أدنى مستوياتها لهذا العام في سبتمبر، مسجلة ارتفاعاً في 5 من أصل 6 أسابيع ماضية.
وتشمل المؤشرات الأخرى على وفرة الإمدادات في المدى القريب، تطبيق خصومات متكررة على خامات النفط الخام عالية الكبريت في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
على سبيل المثال، يباع خام البصرة المتوسط الآن بخصم يناهز 2.50 دولار للبرميل مقارنة بسعر البيع الرسمي، وهو مستوى يعتبره العديد من المتداولين منخفضاً للغاية. كما تراجعت أسعار الخامات الأخرى بما في ذلك خام نفط يوهان سفيردروب.
في آسيا، تراجعت الشهية على البترول، مع انخفاض العلاوة المطبقة على العقود المستقبلية العمانية مقارنة بمقايضات دبي هذا الشهر.
كما انخفضت الفوارق الفورية لخامات الشرق الأوسط الرئيسية، بما في ذلك “مربان”، بسبب ضعف الطلب من مشتري المنطقة، بحسب متداولين.