تعرض المتسوقون في جميع أنحاء الفلبين للخداع بملايين الدولارات حتى الآن هذا العام، ولجأ البعض إلى مجموعات الدردشة الخاصة بالضحايا على فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
وجد تقرير حديث أن أكثر من ثلث الفلبينيين الذين شملهم الاستطلاع، تعرضوا للاحتيال أو واجهوا عمليات احتيال في مجال التجزئة عبر الإنترنت.
حذر ألكسندر راموس، المدير التنفيذي لمركز التحقيق والتنسيق في الجرائم الإلكترونية، من أن “بعض الناس يصدقون بسهولة الوعود الكاذبة حتى لو كانت جيدة جدًا لدرجة يصعب تصديقها”.
عانى العديد من المواطنين في الفلبين من هذه التجربة المريرة، فقد سجلت البلاد أعلى معدل احتيال للمتسوقين عبر الإنترنت عبر نحو 12 اقتصادًا في تقرير الاحتيال الآسيوي لعام 2023، الذي نُشر في نوفمبر.
بتكليف من التحالف العالمي لمكافحة الاحتيال وشركة “جوجو لووك” للأمن التكنولوجي ومقرها تايوان، استطلع التقرير آراء 20 ألف شخص حول تجاربهم في التسوق عبر الإنترنت في فيتنام والصين وتايلاند وهونج كونج وتايوان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان وماليزيا وسنغافورة والفلبين.
وتصدر معدل الاحتيال أثناء التسوق في الفلبين المجموعة بنسبة مذهلة بلغت 35.9%، يليها بر الصين الرئيس بنسبة 27.2%، فيما سجلت كوريا الجنوبية أدنى معدل بنسبة 4.2%، حسب ما نقلته مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية، وأدى ارتفاع معدلات التسوق عبر الإنترنت بشكل كبير إلى خلق سوق مربحة للمحتالين.
وعادةً ما يؤدي الافتقار إلى الوعي بالجرائم الإلكترونية إلى تفاقم المشكلة في الفلبين، إذ يقضي الناس ما متوسطه 10 ساعات يوميًا على الإنترنت وفقًا لبعض التقديرات.
تعليقًا على الأمر، قال مارك مانانتان، مدير الأمن السيبراني والتقنيات الحيوية في منتدى المحيط الهادئ في هاواي: “رغم أن الفلبينيين يعتبرون متصلين رقميًا للغاية، إلا أنهم ليس لديهم مهارات كافية في القراءة والكتابة الرقمية”.
ووجد الاستطلاع أن الفلبينيين كانوا فريسة سهلة للمحتالين لأنهم “يستجيبون بسرعة كبيرة” لمطالب البائعين.
تظهر بيانات الشرطة أن الفلبينيين خسروا بشكل جماعي أكثر من 2.8 مليون دولار في عمليات احتيال التسوق خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، ومن المؤكد أن هذا الرقم سيرتفع مع استعداد الدولة الكاثوليكية الرومانية لقضاء موسم العطلات.
وقال مانانتان إن مجموعات الجرائم الإلكترونية “ستستغل حماسة الفلبينيين لللهو والتسوق في عيد الميلاد والحفلات”.
ورغم المخاطر، يميل الفلبينيون إلى الاعتقاد بقدرتهم على التعرف على عمليات الاحتيال، وفقا للمسح، الذي صنف الدولة الثالثة في فئة الثقة، خلف إندونيسيا التي جاءت في المركز الأول، والصين في المركز الثاني.
لكن هذا اليقين بشأن كشف الاحتيال لا يعني أن “الفلبين لديها تعليم شامل لمكافحة الاحتيال وإجراءات وقائية مطبقة”، كما قال ميل ميجرينو، رئيس “جوجولووك” في الفلبين.
وتابع: “مع إدخال تقنيات مختلفة والرقمنة التدريجية للخدمات المالية، لا ينبغي للناس أن يشعروا بالثقة المفرطة”.
وأوضح أن استهداف المشترين عبر الرسائل النصية هو أفضل وسيلة للاحتيال، لكن عمليات الاحتيال في المبيعات حدثت أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال البريد الإلكتروني، وعبر الهواتف الأرضية.








