بدأت شركات مصرية تمتلك استثمارات فى بعض الدول التى تشهد صراعات خلال الفترة الحالية وبالتحديد السودان وإثيوبيا ولبنان، نقل استثماراتها إلى مصر خوفًا من تفاقم الأوضاع الأمنية مستقبلاً.
واضطرت شركات مصرية إلى بيع أنشطتها فى القطاع الزراعى والصناعى بـ50% من القيمة الحقيقية لسرعة الخروج، ويبحث المستثمرون حاليًا عن سبل بديلة فى السوق المحلى بذات الأنشطة التى كانت تستثمر فيها بالخارج لضخ استثماراتهم.
السقطى: 10 شركات مصرية تعمل فى إقليم تيجراى الإثيوبى تعرضت لخسائر كبيرة
وقال المهندس علاء السقطى رئيس المنطقة الصناعية المصرية فى إثيوبيا وأحد المستثمرين بإقليم تيجراى، إن 10 شركات مصرية تعمل فى إقليم تيجراى تعرضت لخسائر كبيرة عقب تصاعد الحرب بين حكومة أبى أحمد والعناصر المسلحة بالإقليم، ما دفع الشركات إلى وقف نشاطها لحين استقرار الأوضاع.
وأضاف السقطى لـ”البورصة”، أن الشركات اتفقت مؤخرًا على نقل استثماراتها إلى السوق المصرى للحد من الخسائر التى تتكبدها بشكل مستمر مقابل الحصول على تعويضات من الحكومة الإثيوبية تقدر بنحو 40 مليون دولار.
وأوضح، أن إثيوبيا عرضت على الشركات المصرية نقل استثماراتها إلى مناطق آمنة داخل البلاد إلا أنها رفضت خوفًا من تفاقم الصراع مجددًا.
وتابع السقطى: “رغم بعض التحديات التى تواجه مصر وأبرزها أزمة العملة الأجنبية، لكن الاستقرار الأمنى هو الركيزة الأساسية لجذب أى استثمارات”.
ووفقًا لبيانات رسمية، فإن الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا تبلغ قيمتها 750 مليون دولار، بينما التبادل التجارى بين البلدين لا يتجاوز 170 مليون دولار، وتتركز معظم الاستثمارات المصرية فى مصانع الكابلات الكهربائية والبنية التحتية والأخشاب والتغليف وغيرها.
القرشى: شركتنا باعت استثماراتها فى السودان بـ3 ملايين دولار بدلا من 7 ملايين
وقال محمد القرشى، رئيس مجلس إدارة شركة القرشى للاستثمار الزراعى، إن الشركة أسست عام 2015 مزرعة مواشى بالسودان بالإضافة إلى زراعة نحو 300 فدان بمحاصيل متنوعة وكان الوضع مستقرًا منذ بداية عملها وحتى اشتعال الصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
وأضاف القرشى، أن حجم استثمارات الشركة فى السودان قدر قبل الحرب بـ7 ملايين دولار، لكن الصراع أجبر المساهمين بالشركة على بيعها بـ3 ملايين دولار مقابل دفع القيمة مرة واحدة.
وأوضح أن انخفاض قيمة الجنيه ساعد على الشركة على إنشاء مشروع بمجال تسمين الماشية والاستصلاح الزراعى، لكن بمساحات أقل وطاقة إنتاجية أقل مقارنة بحجم المشروع السابق فى السودان.
وأشار إلى أن بعض المستثمرين السودانيين، يتطلعون إلى نقل جزء من استثماراتهم إلى السوق المصرى لتقليل المخاطر، خاصة أن جميع المؤشرات فى السودان تؤكد استمرار الصراع فى البلاد لفترة طويلة.
البهى: الاستثمارات العائدة سترفع معدل نمو القطاع الصناعى وستوفر فرص عمل جديدة
وقال محمد البهى رئيس لجنة التعاون العربى باتحاد الصناعات المصرية، إن الاستثمارات المصرية العائدة من البلاد التى تشهد حروبًا كالسودان يذهب جزء منها إلى الإمارات والمغرب لتقديمهما سبل الدعم وعلى رأسها الإعفاءات الضريبية وسهولة الإجراءات.
وأضاف البهى لـ«البورصة»، أن مصر تتمتع بعدد كبير من المزايا القادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية، كما أن الاستثمارات العائدة سترفع معدل نمو القطاع الصناعى وستوفر فرص عمل جديدة.
سعد الدين: “المستثمرين” سيخاطب الشركات الخائفة من تفاقم الأوضاع للعودة إلى مصر
وقال محمد سعد الدين نائب رئيس اتحاد المستثمرين، إن الدولة المصرية تركز على جذب الاستثمارات المباشرة الوافدة من الخارج سواء المصريين أو الأجانب للمساعدة فى حل أزمة نقص السيولة الدولارية.
وأضاف لـ«البورصة»، أن اتحاد المستثمرين سيخاطب جميع الشركات الخائفة من تفاقم الأوضاع فى دول الصراع للعودة إلى مصر وضمان توفير مجموعة من الحوافز الجديدة بشرط الاستثمار فى القطاعات التى تستهدف الدولة توطينها فى السوق المحلى.
عيسى: الدولة مطالبة بتقديم حوافز لجذب الاستثمارات الوافدة من الدول التى تشهد حروبًا
وقال على عيسى رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، إن الدولة عليها أن تقدم بعض البرامج لجذب الاستثمارات الوافدة من الدول التى تشهد حروبًا، ومنها مزايا تنافس الدول المحيطة التى يستهدفها المستثمر لتحويل استثماراته إليها.
وأضاف عيسى لـ«البورصة»: «دولة مثل السودان يتمتع مستثمروها بخبرات فى عدة مجالات واستقبال مستثمرين منها يعنى إضافة جديدة للسوق المصرى ودخول صناعات مختلفة».