أدت مجموعة الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الصين، والتي تحد من إنفاق اللاعبين على ألعاب الفيديو، إلى إحداث تأثيرات عبر أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم.
انخفضت أسهم شركة “بروسوس إن في” بنحو 20% في تداولات أمستردام، مما أفقدها 15.5 مليار يورو (17.1 مليار دولار) من قيمتها السوقية في نقطة معينة، بعد أن وجهت مسودة قواعد السلطات التنظيمية ضربة لقيمة حيازة الشركة في شركة الإنترنت الصينية العملاقة “تينسنت هولدينجز”.
كما تراجعت “ناسبرز”، وهي الشركة الأم من جنوب أفريقيا، بنسبة الخمس.
التضييق على ممارسي ألعاب الفيديو
وفي هونج كونج، أغلقت “تينسنت” التي تملك فيها “بروسوس” حصة 25%، على انخفاض 12%.
وفي نيويورك، انخفض المؤشر “ناسداك جولدن دراجون تشاينا إندكس” للأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة 2.4%، مع قيادة مطورة ألعاب الفيديو “نت إيز” للخسائر.
كما انخفضت أسهم “يوبيسوفت إنترتينمنت”، التي تستثمر فيها “تينسنت”، بنحو 8.3% في تداولات باريس، في حين انخفضت أيضاً نظيرتها الأمريكية “يونيتي سوفت وير”.
نشرت هيئة تنظيم الألعاب في الصين يوم الجمعة مسودة قواعد تهدف إلى تضييق الخناق على الممارسات التي تشجع اللاعبين على إنفاق المزيد من المال أو الوقت في الألعاب عبر الإنترنت.
وأدت مجموعة واسعة من القيود المفروضة على المكافآت داخل اللعبة مقابل عمليات تسجيل الدخول والشراء المتكررة، إلى إثارة المخاوف من حملة صارمة أخرى في الصناعة في أكبر ساحة لألعاب الهواتف المحمولة في العالم.
وستبحث الهيئة التنظيمية الصينية تعديل مسودة القواعد بناءً على ردود الفعل الواردة من الإدارات الحكومية والشركات والمستخدمين المعنيين، حسبما ذكرت “تشاينا برس بابليكيشن راديو فيلم أند تليفيجن جورنال” المملوكة للدولة يوم السبت، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
خسائر عالمية واسعة النطاق
يُظهر انخفاض أسعار أسهم “بروسوس” أنها حساسة للعوامل الخارجة عن نطاق تأثيرها، وفقاً لمحلل “بلومبرج إنتليجنس”، جون ديفيز.
وقال إن حصتها في “تينسنت”: “تلقي بظلالها على استثماراتها الأخرى، ومن غير المرجح أن تتغير قريباً في ما يبدو”.
ويرتبط أداء أسهم “بروسوس” ارتباطاً وثيقاً بأداء أسهم “تينسنت”، نظراً لأن ثلاثة أرباع قيمتها الإجمالية في الشركة الصينية العملاقة.
وتعتمد الشركة الهولندية على “تينسنت” باعتبارها أكبر استثمار لها في محفظة واسعة النطاق من أسهم التكنولوجيا.
عمدت “بروسوس” إلى تقليص استثماراتها في “تينسنت” منذ أكثر من عام لتمويل برنامج إعادة الشراء.
وقالت الشركة هذا الشهر إن ملكيتها انخفضت إلى أقل من 25%.
وفي جوهانسبرغ، انخفض المؤشر المحلي الرئيسي “إف تي إس إي/جيه إس إي أفريكا أول شيرز” بنحو 1.8%، وكانت شركتا “ناسبرز” و”بروسوس” أكبر المتراجعين في السوق.
وبالنسبة للأسهم الصينية، تحول الأداء الضعيف هذا العام من سئ إلى أسوأ.
فقد زاد انخفاض يوم الجمعة من خسائر المؤشر “جولدن دراجون” في عام 2023 إلى نحو8%، وهو ما يقل كثيراً عن مكاسب المؤشر “ناسداك 100” البالغة 54%.
قال راجيف دي ميلو، مدير الصناديق الكلية العالمية في “جاما أسيت مانجمنت”: “إنها بطريقة ما نهاية مناسبة لعام أصاب المضاربين على صعود أسهم الصين بخيبة أمل شديدة، فجوة الأداء بين الأسهم الأمريكية والصينية مذهلة”.








