لم يظهر بابا نويل أمام جميع أَسِرَّة الأطفال أو الأشجار عشية عيد الميلاد في الولايات المتحدة وأوروبا هذا العام.
الأسعار أقل قليلا في متاجر البيع بالتجزئة في أنحاء الولايات المتحدة في موسم العطلات هذا بعد عامين من التضخم المرتفع، بيد أن العملاء يشعرون بسعادة أقل.
ووفقا لمسح أجرته جامعة مونماوث ونشرت نتائجه يوم الخميس، فإن 55% من المستطلعين قرروا اختصار قوائم التسوق الخاصة بهم خلال موسم العطلات، بزيادة قدرها 9% عن السنوات السابقة.
وكان الأشخاص الذين يحصلون على أقل من 50 ألف دولار سنويا هم الأكثر حساسية تجاه الأسعار. وأقر ثلثا هذه المجموعة بتخفيض قوائم تسوقهم أثناء العطلات، وهي قفزة كبيرة مقارنة بعام 2022 عندما قال 48% نفس الشيء.
ووفقا للبيانات الحكومية، فإن أسعار بعض السلع المادية بدأت في الانخفاض. وقد انخفضت أسعار الألعاب بنسبة 3% تقريبا في هذا الموسم من عيد الميلاد، وتراجعت أسعار المعدات الرياضية بنسبة 2% تقريبا مقارنة بالعام الماضي.
ومع ذلك، لا تزال معظم محلات البقالة والخدمات أكثر تكلفة مقارنة بالعام الماضي، ناهيك عن مقارنتها بأسعار ما قبل الوباء. على سبيل المثال، أصبح سعر دستة البيض أغلى بحوالي 50 سنتا عن فبراير 2020.
وتراجع الطلب على السلع الاستهلاكية في الولايات المتحدة بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عدة مرات منذ العام الماضي بغية خفض التضخم المرتفع.
وأظهرت تقارير بائعي التجزئة في الأشهر الأخيرة لجوء المزيد والمزيد من المتسوقين إلى استبدال سلعهم المعتادة بسلع أرخص أو النظر إلى المبيعات قبل الشراء، وهو وضع قد يتصاعد إذا استمر الاقتصاد في التراجع في العام المقبل.
من ناحية أخرى، لم يختلف الحال مع الأوروبيين الذين اقتصدوا أيضا في إنفاقهم في عيد الميلاد عبر المحيط الأطلسي.
ويشعر كل من العملاء وأصحاب المتاجر في فرنسا بالضغط، فبحسب دراسة نشرتها مجموعة دونز سوليدير الخيرية الفرنسية في 30 نوفمبر، فإن 37% من الفرنسيين يشعرون بالقلق من عدم قدرتهم على شراء هدايا عيد الميلاد، بعد أن ارتفع المؤشر من 30% عام 2021 إلى 34% عام 2022.
وعادة في الأسابيع الأربعة الأخيرة من العام، يكسب تجار المواد الغذائية الكبار 9% من مبيعاتهم السنوية، في حين تكسب متاجر العطور 20% ومتاجر الألعاب 30%، وفقا لشركة “كانتار وورلدبانل” الاستشارية.
ومع ذلك، أظهرت البيانات الصادرة عن شركة “أن بي دي” لأبحاث السوق في بداية ديسمبر، أن سوق الألعاب انخفض بنسبة 10% هذا الموسم.
وقالت شركة أبحاث السوق “جي أف كيه” إن سوق الإلكترونيات الاستهلاكية انخفض بنسبة 5.7% على أساس سنوي حتى 10 ديسمبر.
وتبدو أسواق السلع المستعملة أكثر جاذبية للمشتريين الفرنسيين في موسم العطلات. وتوقعت شركة “أن بي دي” أن يبلغ حجم مبيعات الملابس المستعملة 6 مليارات يورو (6.62 مليار دولار أمريكي)، مع 7% من مبيعات الألعاب المستعملة في 2025.
وبينما يحتفل الأوروبيون بعيد الميلاد، فإن شبح التضخم يحلق فوق رؤوسهم أيضا.
ووفقا لتحقيق أجرته صحيفة “الجارديان”، فإن أسعار الدواجن قد ارتفعت في بريطانيا بنسبة 5% عن العام الماضي، وبنسبة 30% عن عام 2020، ما يعني ارتفاع تكلفة الوجبات للأسر هذا العام.
وفي أيرلندا وفرنسا، زادت أسعار الدواجن بما يقارب الربع عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. وفي ألمانيا، انخفضت الأسعار هامشيا عن العام الماضي، ولكنها تزيد بنسبة 43% مقارنة بنفس الفترة التي سبقت موسم العطلات في 2020.
وفي أجزاء من أوروبا الشرقية، يعتبر سمك الشبوط الطبق الرئيس على مأدبة عيد الميلاد. وبات هذا التقليد يكلف هذا العام أكثر بكثير مما كان عليه من قبل. فقد ارتفعت أسعار الأسماك في المجر وبولندا بأكثر من 60% مقارنة بنفس الفترة من 2020.
ولم ترتفع أسعار الأسماك في جمهورية التشيك بشكل حاد، ولكنها تعتبر أغلى بنسبة 16% عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات.
وكذا الأمور لم تتحسن بالنسبة للنباتيين في أوروبا، فقد ارتفعت أسعار الخضروات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بنحو 30% في المتوسط منذ 2020، بينما ارتفعت أسعارها في إسبانيا بنسبة 13% منذ العام الماضي.








