تكثف الشركات المصرية العاملة فى القطاع الصناعى جهودها حاليًا للحصول على تمويلات دولارية من مؤسسات التمويل الدولية لتمويل رأس المال العامل وتوظيف الفائض فى استيراد مستلزمات الإنتاج والمواد الخام.
وخلال العام الماضى، نمت تمويلات القطاع الخاص نحو 11% لتصل إلى 2.9 مليار دولار مقابل 2.6 مليار دولار، وهى قيمة تقارب ضعف الـ1.6 مليار دولار التى جمعتها الشركات فى 2021، ولكنها أقل من مستوى 3.19 مليار دولار المُسجل فى 2020، بحسب بيانات وزارة التعاون الدولى.
قال مصدر فى البنك الأوروبى لإعادة الاعمار والتنمية لـ”البورصة”، إن العديد من المنشآت الصناعية طلبت من البنك الحصول على تمويلات، لتعزيز السيولة الدولارية وتوظيفها فى أعمال توسعية.
أضاف أن الشركات تلجأ للاقتراض منهم ليس فقط للحصول على تمويل، بل أيضًا من أجل زيادة التعاون الفنى وبناء القدرات.
ونوه إلى أن بعض الشركات تطلب تمويلات بالعملة المحلية أيضًا، بهدف إدارة مخاطر العملة وتقليل الخسائر عند اختلاف قيمة الجنيه فى السوق الرسمى، خاصة وأن معظم الشركات التى تلجأ إليهم يكون مصادرهم الدولارية أقل.
أبوالمكارم: الصناعات البلاستيكية أكثر الباحثين عن تمويلات حاليًا
قال خالد أبوالمكارم رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن الشركات القائم نشاطها على التصدير هى أكثر الباحثين عن تمويلات خارجية لتوظيفها فى تنفيذ توسعات جديدة، ولكن ذلك مرهون بعمل الشركة فى السوق المصرى لسنوات طويلة.
أضاف أبوالمكارم لـ “البورصة”، أن المجلس وجه الشركات الراغبة فى تنفيذ توسعات جديدة أو توفير دولار لشراء الخامات إلى التواصل مع مؤسسات دولية، وبدأت بعض الشركات العاملة فى الصناعات التحويلية وبالتحديد قطاع البلاستيك من تقديم ملفها إلى جهات التمويل.
وأرجع توجه الشركات إلى بحثها عن حلول عاجلة للحفاظ على دوران عجلة التصنيع والإنتاج، لحين انفراج أزمة العملة فى السوق المحلى وعودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وبحسب مسح لـ”البورصة”، حصلت 3 شركات على تمويلات من البنك الأوروبى لإعادة الاعمار والتنمية بينهم شركة تابعة لمجموعة السويدى، وهما المتحدة للمعادن وحصلت على 50 مليون دولار، وحصلت الشركة المصرية الألمانية للصناعة على قيمة مماثلة، كما حصلت مصر للهيدروجين الأخضر على 80 مليون دولار.
كما حصلت شركة “المراعى” على تمويل بقيمة 75 مليون دولار من مؤسسة التمويل الدولية، و”قنديل للصلب” نحو 25 مليون دولار، و”إيديتا” على 45 مليون دولار.
وقالت وزارة التعاون الدولى، إن مؤسسة التمويل الدولية، ذراع البنك الدولى للاستثمار فى القطاع الخاص قدمت تمويلات للقطاع بقيمة 758 مليون دولار، وبنك الاستثمار الأوروبى قدم 733 مليون دولار، وبنك اليابان للتعاون الدولى نحو 521 مليون دولار، والبنك الأوروبى لإ‘ادة الاعمار والتنمية 396 مليون دولار.
وقالت المؤسسة، إن تمويلات الشركات تأتى فى ظل نقص السيولة بالعملة الأجنبية فى القطاع المصرفى بالتزامن مع ارتفاع تكاليف رأس المال العامل.
«النصر للمحولات» تدرس الاقتراض بالدولار من الخارج
قال بسيم يوسف رئيس مجلس إدارة شركة النصر لصناعة المحولات والمنتجات الكهربائية، إن الشركة تدرس الحصول على قرض دولارى من إحدى المؤسسات الخارجية كمؤسسة التمويل الدولة ولكن ذلك مشروط بتحدد قيمة صرف الدولار أمام الجنيه عند سداد القرض.
أضاف لـ «البورصة»، أن الشركات التى تتجه للحصول على القروض يشترط أن تكون قادرة على سداد القيمة كاملة بذات العملة فى المواعيد دون تأخير، وأن يكون معظم إنتاجها موجه للتصدير.
أشار إلى أن المغالاة فى الاشتراطات التى تطلبها البنوك المحلية تعد السبب الرئيسى إلى اللجوء إلى المؤسسات الخارجية، متوقعًا تجذب تلك المؤسسات شريحة كبيرة من المستثمرين.
قال بسيم يوسف، إن شركته تعتزم ضخ استثمارات بقيمة 220 مليون جنيه لاستيراد 4 خطوط إنتاج جديدة لإنتاج المحولات الكهربائية الجافة.
أضاف، أنه من المقرر الانتهاء من تلك التوسعات بنهاية العام الجارى، بالإضافة إلى أن الشركة تستهدف التوسع فى عمليات التصدير لبعض الدول الأفريقية بجانب تصديرها لدول الكويت والسودان والعراق والكونغو وبعض الدول العربية.
قال محمد حنفى مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، إن حصول المستثمرين على تمويلات من مؤسسة التمويل الدولية له مردود إيجابى على الدولة إذ يساعد تلك الشركات على التوسع فى السوق المحلى، وزيادة صادراتها.
أضاف لـ «البورصة»، أن أهم ما يميز تلك المؤسسات هو أنها تعطى عملة أجنبية للمستثمر بصورة حرة دون وجود قيود.
وأوضح، أن المستثمر الذى يرغب فى الحصول على تلك القروض يجب أن يكون لديه القدرة الكافية على سداد القيمة بذات العملة، بالإضافة إلى أن أغلب انتاجه موجه للتصدير.
“قنديل” تقترض من «التمويل الدولية» 25 مليون دولار
قال عمرو قنديل، الرئيس التنفيذى لشركة قنديل للصلب، إن الشركة وقعت عقد الحصول على قرض من مؤسسة التمويل الدولية بقيمة 25 مليون دولار لدعم القدرات التشغيلية والمالية للشركة والصمود فى مواجهة الأزمات، وتأمين المواد الخام الإضافية التى تحتاجها لإنتاج منتجات صلب عالية الجودة.
وشركة قنديل هى واحدة من كبرى شركات درفلة وطلاء الصلب المسطح فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وأحد أكبر 10 شركات مصدرة للصلب فى مصر، ولها علاقات تجارية مع أكثر من 40 دولة فى أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، ويعمل بالشركة أكثر من 1000 موظف.
أشار إلى أن الشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية بمثابة دفعة قوية لتحقيق النمو المستدام للشركة فى المستقبل بهدف دعم خططنا التوسعية نحو زيادة الإنتاج من 500 ألف طن سنويا إلى 800 ألف طن بنهاية 2024.
ويتوافق استثمار مؤسسة التمويل الدولية مع ركيزتين رئيسيتين فى إطار الشراكة الإستراتيجية لمجموعة البنك الدولى مع مصر للسنوات المالية 2023 ــ 2027 وهما: زيادة فرص العمل فى القطاع الخاص، لا سيما فى قطاع الصناعات التحويلية؛ وتحسين القدرة على الصمود أمام الصدمات.
ولدى مؤسسة التمويل الدولية محفظة استثمارية بقيمة تقارب 1.6 مليار دولار، ومحفظة خدمات استشارية نشطة بقيمة 33 مليون دولار. وقد ساهمت مشروعات المؤسسة فى مساندة القطاع الخاص فى مجالاتٍ رئيسية مثل الحصول على التمويل، والتكنولوجيا المالية، والتمويل المناخي، والصناعات التحويلية، والبنية التحتية والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، ومراعاة المساواة بين الجنسين.
قال هانى برزى رئيس مجلس إدارة شركة إيديتا للصناعات الغذائية، إن الشركة وقعت عقد تمويل طويل الأجل مع مؤسسة التمويل الدولية بموجبه تتيح المؤسسة للشركة الحصول على تمويل بقيمة 45 مليون دولار خلال 8 سنوات.
وبحسب بيان للشركة سيستخدم القرض فى تمويل خطط الشركة التوسعية وسداد كامل القرض الممنوح سابقا من مؤسسة التمويل الدولية بنحو 10 ملايين دولار من إجمالى مبلغ التمويل.
وتعد إيديتا من أكبر شركات الصناعات الغذائية فى مصر، والتى تأسست فى 1996، وهى متخصصة فى صناعة الكعك والبسكويت والكرواسون، ومن أشهر منتجاتها مولتو وتوينكيز وتودو وبيك رولز وفريسكا.
ولدى شركة إيديتا 5 مصانع إنتاج فى مصر، ومصنع فى المغرب، وشبكة من مراكز التوزيع فى كلا البلدين، حيث تقع جميع مصانع الإنتاج داخل المناطق الصناعى.