«غنيم»: 1.3 مليون دولار استثمارات لدعم خدمات الشحن لمشروعات الطاقة المتجددة
ضخت شركة غنيم جروب «EWA group»، المتخصصة فى الخدمات اللوجستية وشحن البضائع استثمارات بلغت حوالى 1.3 مليون دولار، خلال العام الجارى؛ لشراء معدات جديدة تتمثل فى 4 معدات تلسكوبية، و6 قاطرات من أجل دعم أسطولها والتوسع فى أعمال النقل والشحن والتفريغ فى مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.
قال المهندس أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى للشركة، إنَّ «EWA group» تركز فى الفترة الحالية على اقتناص صفقات فى مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، فى ظل وجود العديد من المشروعات القومية التى تُنفذها الحكومة، لذا اهتمت بشراء عدد 4 معدات تلسكوبية؛ لتُمكنها من تنفيذ خدماتها فى المشروعات القومية المرتبطة بمحطات طاقة الرياح.
وأضاف «غنيم»، فى حواره لـ«البورصة»، أن الشركة استوردت من هولندا المعدات التلسكوبية، ويبلغ طول المعدة حوالى 68 متراً، وتعد أول معدة بهذه المواصفات تصل إلى مصر؛ لأن أقصى طول للمعدات التلسكوبية فى مصر فى الوقت الراهن يقدر بـ55 متراً، موضحاً أن فى ظل تطور مشروعات الطاقة الرياح كان لا بد لـ«EWA group» شراء معدات تُناسب طبيعة هذه المشروعات.
وأوضح أن من أبرز مشروعات طاقة الرياح التى قدمت الشركة خدماتها اللوجستية، مشروع محطة رياح رأس غارب لتوليد الكهرباء فى خليج السويس، ويعد المشروع من أهم مشروعات الطاقة المتجددة فى مصر التى تعزّز تحوّل البلاد نحو الطاقة النظيفة والمستدامة للإسهام فى خفض الانبعاثات.
“تاروس ميد إيجيبت” تدعم أسطول النقل البرى بـ50 تريلا بتكلفة 200 مليون جنيه
وتقع المحطة فى منطقة «جبل الزيت» جنوب مدينة رأس غارب فى محافظة البحر الأحمر، وعلى مساحة 100 كيلومتر مربع، وتتألف من 125 توربين رياح، بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 ميجاواط، بتكلفة استثمارية تبلغ 478 مليون يورو.
وأشار إلى أن «EWA group» قامت بنقل حوالى 84 برجاً، وهى عدد أبراج المشروع بالكامل، وبلغ وزن توربين المحطة حوالى 126 طناً وطول 82 متراً، وتم بدء العمل بالمشروع فى شهر سبتمبر الماضى، وبلغت نسبة تنفيذ المشروع حتى الوقت الراهن حوالى 40%، ومن المخطط الانتهاء منه فى أكتوبر المقبل.
واستكمل حديثه، أن الدولة تُخطط فى الوقت الحالى لتدشين العديد من مشروعات طاقة الرياح فى منطقة رأس غارب، لذا تسعى «EWA group» لاقتناص العديد من المشروعات فى تلك المنطقة، لذلك اهتمت الشركة بفتح فرع جديد لها فى المنطقة الصناعية بالسخنة، التابعة للمنطقة الاقتصادية.
الانتهاء من تأجير ساحات تخزين بميناء الأدبية بقدرة 30 ألف متر مربع
وحول أبرز نتائج أعمال الشركة خلال العام الجارى، قال «غنيم»، إنَّ «EWA group» انتهت فى شهر أغسطس المنقضى من التعاقد على تأجير ساحات تخزين فى ميناء الأدبية بقدرة تخزينية تصل إلى 30 ألف متر مربع، وتبلغ مدة التعاقد حوالى 4 سنوات.
وتدرس «EWA group» ضخ المزيد من الاستثمارات فى قطاع المخازن وساحات التخزين فى منطقة ميناء الأدبية، فى ظل العديد من المشروعات القومية التى تسعى الشركة لاقتناصها.
وتابع أن خطوة الدولة لطرح مزادات على ساحات التخزين للاستثمار أسهمت فى الحد من أزمة تكدس البضائع فى الموانئ والتى تعد من أهم المطالب التى طالب بها مجتمع الشحن فى الفترة الماضية.
وذكر أن هذه الخطوة أسهمت فى تقليل التكلفة فى ظل ارتفاع أسعار إيجار ساحات التخزين داخل الموانئ المصرية، فمثلاً مشروعات طاقة الرياح من الصعب نقلها مرة واحدة إلى مواقع العمل، إذ إننا لا نستطيع جلب أكثر من 3 أبراج فى الأسبوع إلى مواقع العمل نتيجة كبر حجمها، ما يُجبرنا على بقاء باقى الأبراج فى ساحات تخزين فى الموانئ فى ظل ارتفاع أسعار الرسوم.
وأضاف أن الشركة تستخدم ساحات التخزين لخدمة المشروعات التى تنفذها، كما تُقدم أيضاً خدمة التخزين لعملائها.
تقديم لوجستيات توريد الحديد والصلب لصالح شركة «إس إم إس» الألمانية
وأشار إلى أن الشركة قدمت خدماتها اللوجستية لمشروع توريد الحديد والصلب لصالح شركة «أس أم أس SMS» الألمانية، إذ تم بدء العمل بالمشروع منذ شهر فبراير المنقضى، وتواصل الشركة تقديم خدماتها للمشروع، على أن يتم الانتهاء منه فى الشهر المقبل.
وأضاف أن الشركة انتهت من توريد الملحقات الرئيسية للمشروع بالكامل، ويتم حالياً توريد باقى المواد الخام، لافتاً إلى أن الشركة انتهت من الأعمال التنفيذية للمشروع بنسبة تتراوح بين 80% و85%.
مساعٍ لاقتناص صفقات جديدة فى مجال النقل
وذكر أن الشركة تُخطط لاقتناص صفقات جديدة فى مجال النقل خاصة فى مشروعات القطار السريع والجر الكهربائى بجانب المشروعات الطاقة المتجددة، إذ انتهت فى العام الماضى من تنفيذ مشروع القطار الكهربائى الخفيف LRT، وتسعى فى عام 2024 لاقتناص مناقصة أخرى فى المشروع نفسه.
وانتهت «EWA group» من مشروع «المونوريل»، ويتمثل طبيعة عملها بالمشروع فى نقل وتفريغ الأعمال الإنشائية للمشروع داخل ميناء الدخيلة، كما قدمت خدماتها لمشروع إحلال وتجديد محطات الكهرباء جنوب حلوان، إذ تم بدء العمل بالمشروع فى منتصف شهر أكتوبر 2022.
الشركة تدرس الاستثمار فى السعودية والإمارات والمغرب
ولفت «غنيم» إلى أن الشركة قدمت فى الوقت الحاضر خدمات النقل والشحن والتفريغ لمشروع الطاقة الشمسية الجديدة بقرية فارس بكوم أمبو بأسوان لصالح شركة «تشاينا إنرجى»، وبلغت المدة الزمنية للمشروع حوالى شهر.
والمشروع عبارة عن المحطة لإنتاج الكهرباء من الألواح الشمسية الكهروضوئية بتكلفة تُقدر بـ200 مليون دولار، وتمت أعمال تمويل وتطوير المحطة بناءً على توقيع شركة أكوا باور ومقرها المملكة العربية السعودية اتفاقية لشراء الطاقة شمسية بقدرة 200 ميجاوات مع الحكومة المصرية.
وتابع أن «EWA GROUP» تدرس فى الوقت الحاضر توسيع أعمالها والاستثمار خارج مصر خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، وأبرزها دول السعودية والإمارات والمغرب؛ نظراً إلى امتلاك الشركة قاعدة عملاء فى تلك الدول، ما يسهل عليها الاستثمار فيها.
فرص نمو شركة دمياط للحاويات فى ظل المنافسة مع المحطات الجديدة
وعن أبرز التحديات التى تواجه القطاع فى الوقت الحاضر، قال رئيس شركة «EWA group»، إنَّ أزمة تدبير الدولار، وعدم استقرار سعر الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية، ما زالت أبرز التحديات التى تواجه مصر فى الوقت الحالى، موضحاً أن عدم استقرار سعر الجنيه يُصعب على المستثمرين الاستثمار فى ظل غياب الرؤية.
وأفاد بأن الشركة ترغب بشكل مستمر فى اقتناص المزيد من المشروعات القومية التى تعمل عليها الدولة، لكن أزمة تدبير الدولار تعوق ذلك فى ظل صعوبة الاستيراد، مثلاً الشركة تحتاج إلى استيراد معدات من الخارج لتنفيذ المشروعات طاقة الرياح الموكلة إليها، ولكن فى ظل صعوبة الإجراءات الجمركية المتمثلة فى نموذج 4، يصعب على الشركة توسيع استثماراتها فى تلك المشروعات.
أزمة الاستيراد أثرت على حجم أعمال الشركة بنسبة 40%
وأوضح أن الدولة فى الوقت الحالى تعطى الأولوية للسلع الاستراتيجية والمواد الخام، ثم بعد ذلك المعدات وغيرها من البضائع التى تعد سلعاً ترفيهية، مضيفاً أن المدة الزمنية لاستخراج نموذج 4 قد تستغرق حوالى 3 أشهر، وهى تعد فترة طويلة للمستثمر.
وأشار إلى أن أزمة الاستيراد أثرت على حجم العمل الشركة بنسبة تصل إلى 40%، لكن «EWA group» حاولت تعويض ذلك من خلال اقتناص المشروعات القومية الكبرى، كخطة بديلة منها بدلاً من الاعتماد على نشاط الشحن والمرتبط بصورة أساسية بالاستيراد.
وذكر رئيس شركة «EWA GROUP»، أن أزمة عدم توفر قطع الغيار وارتفاع أسعارها فى سوق المحلى ما زالت مستمرة حتى الوقت الحالى، إذ إن السوق ما زال يعانى نقصاً كبيراً فى قطع الغيار سيارات النقل البرى، وإذا تم توفيرها تكون أسعارها مرتفعة بصورة مبالغ فيها.
وأضاف أن «EWA group» تُقدم خدمات الشحن والنقل والتفريغ لعملائها فى مجال الاستيراد والتصدير، وتشهد عمليات الصادر تطوراً ملحوظاً فى الوقت الراهن، فى ظل موسم تصدير الموالح لدول أوروبا ودول شرق آسيا، ما يُسهم فى توفير عائد دولارى.
تكاليف الشحن قد ترتفع 100% مع استمرار أزمة البحر الاحمر
وأشار «غنيم» إلى أن العدوان الإسرائيلى على غزة، وتعطل حركة الملاحة فى البحر الأحمر، نتيجة الهجمات المتكررة من الحوثيين على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر، والذى نتج عنه إعلان عدد من كبرى وكالات الملاحية الدولية تعليق رحلاتها المارة مؤقتاً من البحر الأحمر وتحويلها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، سيعمق اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، ويرفع تكلفة الشحن والتأمين على البضائع، وسيكون له تأثير مباشرة على مستويات التضخم العالمى، لا سيما فى حال استمرار الأوضاع المضطربة لفترات زمنية أطول.
وتوقع أن ينتج عن تلك الأزمة ارتفاع فى تكاليف الشحن بنسبة تصل إلى 100%، إذ وضعت العديد من الخطوط الملاحية حالياً تكاليف تأمين المخاطر، موضحاً أن الفترة القادمة سيظهر تأثير الحرب نتيجة تأخر سلاسل الإمداد.
وتابع «غنيم»، أن الشركة كانت تدرس اقتناص صفقات فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فى ظل اهتمام الدولة بها وتدشين العديد من المشروعات المتعلقة بالطاقة النظيفة، لكنها أجلت تلك الخطوة لحين استقرار الأوضاع وعودة حركة الملاحة بالبحر الأحمر، متوقعاً أن تتأثر تلك المنطقة نتيجة توقف حركة الملاحة خاصة فى مجال تجارة الترانزيت.
ويرى رئيس شركة «EWA group» أن أبرز الحوافز الاستثمارية التى يحتاج إليها المناخ الاستثمارى فى مصر فى الوقت الحالى، هو وضع بيئة تشريعية وإصدار قوانين من شأنها تسهيل إجراءات الاستثمار وإزالة العقبات البيروقراطية الموجودة فى بعض المنافذ الحكومية، بالإضافة إلى إعطاء حوافز استثمارية وتيسيرات للمستثمر المحلى بجانب المستثمر الأجنبى.
أشاد بقرار وزارة النقل بشأن تنظيم نشاط النقل البرى للبضائع والذى يشترط عدم مزاولة المهنة إلا بعد الحصول على ترخيص، وتتراوح مدة الترخيص من سنة إلى 3 سنوات بحد أقصى، موضحاً أن القانون من شأنه تنظيم عملية النقل البرى فى مصر، وأن إجراءات الحصول على الرخصة لا يوجد بها أى معوقات.